موسكو تكشف موعد نشر الأسلحة التكتيكية في بيلاروسيا
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، الجمعة، في اجتماع في سوتشي، إن روسيا ستبدأ نشر أسلحة نووية تكتيكية في بيلاروسيا بعد اكتمال جاهزية المرافق بين السابع والثامن من يوليو المقبل.
ووفق وكالة “رويترز” للأنباء، نقل بيان للكرملين عن بوتين القول: “كل شيء يمضي حسب الخطة، كل شيء مستقر”.
واتفق الرئيسان في وقت سابق على الخطة الخاصة بنشر صواريخ نووية قصيرة المدى على أراضي بيلاروسيا الحليفة المقربة لموسكو، وداعمتها في غزو أوكرانيا، على أن تظل الصواريخ تحت القيادة الروسية.
إعلان فلاديمير بوتين بأنه يعتزم نشر أسلحة نووية تكتيكية على الأراضي البيلاروسية يبدو كمحاولة أخرى لرفع مستوى المخاطر في الصراع في أوكرانيا، ويأتي بعد تحذيرات الرئيس الروسي بأن موسكو مستعدة لاستخدام “كل الوسائل المتاحة” لصد الهجمات على الأراضي الروسية، وهي إشارة إلى ترسانتها النووية.
مينسك قالت إن خطط روسيا النووية لن تتعارض مع اتفاقات عدم الانتشار الدولية، حيث لن تكون بيلاروسيا نفسها لديها السيطرة على تلك الأسلحة.
خريطة توضح بيلاروسيا وتكشف خط الحدود مع أوكرانيا
والشهر الماضي، أعلن رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو أن روسيا باشرت نقل أسلحة نووية إلى بلاده، في ترجمة للانتشار الذي أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين في مارس الماضي.
وقال لوكاشينكو إن “نقل الأسلحة النووية بدأ”.
وكان الرئيس الروسي قد أعلن في 25 مارس أن موسكو ستنشر أسلحة نووية “تكتيكية” في بيلاروسيا الواقعة على أبواب الاتحاد الأوروبي، ما أثار مخاوف من تصعيد للنزاع في أوكرانيا.
وأثار الإعلان انتقادات المجتمع الدولي، وخصوصا الدول الغربية، علما بأن الرئيس الروسي لوّح منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في فبراير 2022 لإمكانية استخدامه السلاح النووي.
وفي أبريل الماضي، أعلنت روسيا أنها باشرت في تدريب العسكريين البيلاروسيين على استخدام أسلحة نووية “تكتيكية”.
وسبق أن أعلن بوتين أنه تم تجهيز 10 طائرات في بيلاروسيا لاستخدام أسلحة مماثلة، لافتا إلى أن مستودعا خاصا سيتم إنجازه بحلول الأول من يوليو القادم.
ما هي الأسلحة النووية التكتيكية التي ستنشرها موسكو في بيلاروسيا؟
صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” الروسية، كانت قد قالت إنه من بين تلك الأسلحة الصواريخ الجوية المزوّدة برؤوس نووية، وستحملها 10 طائرات تابعة لسلاح الجو البيلاروسي، مؤكدة أنه سيتم تجهيز تلك الطائرات لتكون قادرة على حمل السلاح النووي. ويبلغ مدى عمل تلك الصواريخ 2500 كيلومتر.
هذا بالإضافة إلى منصات منظومة “إسكندر” العملياتية التكتيكية التي يمكن أن تصيب صواريخها أهدافا تبعد مسافة 2500 كيلومتر. مع العلم أن منظومة “إسكندر” والطائرات البيلاروسية ستكون تحت سيطرة الروس.
وعن إمكانية نشر روسيا في بيلاروسيا سلاحها النووي الاستراتيجي، إضافة إلى السلاح النووي التكتيكي، قال المحلل العسكري الروسي فيكتور بارانيتس، إن هذا الأمر ممكن بموافقة السلطة البيلاروسية، إذ إن بيلاروسيا لا تزال فيها أكثر من 80 منصة ثابتة تحت الأرض للصواريخ الباليستية العابرة للقارات في حالة تقنية جيدة.
وبحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام الروسية، قال المحلل العسكري إن صاروخ “إسكندر” يمكن أن يحمل إلى بعد استراتيجي (2500 كلم) رؤوسا قتالية مختلفة، وبينها الرؤوس النووية والشديدة الانفجار ورؤوس الشظايا. ويصل وزن الرأس القتالية 500 كيلوغرام.
والرأس القتالية التي يحملها صاروخ “إسكندر” بإمكانها أن تضمن انفجارا بقوة 50 كيلوطنا، ما يزيد بمقدار نحو 3 أضعاف عن قوة القنبلة التي تم إسقاطها عام 1945 على هيروشيما اليابانية. وتمتلك الصواريخ الجوية المواصفات نفسها تقريبا.
وخلص المحلل العسكري إلى أن روسيا يمكن أن تضرب بسلاحها التكتيكي أية نقطة في أية دولة تابعة للناتو في أوروبا في حال تعرضها أو حليفتها بيلاروسيا لهجوم.