عبدالله مكي الرفيعي.. والي العراق الطامح للسيطرة على داعش
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية إدراج 2 من قادة داعش البارزين على قائمة الإرهاب هما عبد الله مكي الرفيعي، أمير مكتب الرافدين بتنظيم داعش، وأبو بكر الميناكي، القيادي البارز بالتنظيم وأحد مسؤولي مكتب الفرقان الذي يمثل أحد مراكز القيادة الإقليمية لداعش في إفريقيا.
وقالت الوزارة في بيان أصدرته على خلفية اجتماع التحالف الدولي لدحر داعش في العاصمة السعودية الرياض إن داعش ما زال يشكل تهديدًا للسلام والاستقرار العالمي ويحافظ على صلاته بالنظام المالي العالمي لتمويل أنشطته الإرهابية.
وأضافت وزارة الخارجية الأمريكية إن داعش يعتمد على مكاتب التنظيم الإقليمية لتوفير التوجيه العملياتي والتمويل في مختلف أنحاء العالم، مردفةً أن إدراج المسؤولين عن القيادة العليا لداعش في قائمة العقوبات هدفه منع الأنشطة الإرهابية للتنظي، على حد تعبير البيان.
عبد الله مكي الرفيعي.. بين ولاية العراق ومكتب بلاد الرافدين
تولى عبد الله مكي مصلح الرفيعي المكنى بـ”أبو خديجة العراقي”، منصب والي العراق بتنظيم داعش عقب مقتل أبو ياسر العيساوي والي التنظيم السابق في عملية عسكرية عراقية بوادي الشاي جنوب كركوك العراقية أواخر يناير/ كانون الثاني 2021.
ووفقًا للبيان الأمريكي فإن “الرفيعي” شغل منصب والي العراق سابقًا ويشغل حاليًا أمير مكتب بلاد الرافدين، غير أن المعلومات المتوافرة من مصادر وثيقة الإطلاع على ملف تنظيم داعش تشير إلى أنه شغل منصب والي العراق وأمير مكتب بلاد الرافدين في آن واحد.
والتحق عبد الله مكي الرفيعي بتنظيم دولة العراق، النسخة الأسبق لداعش، في مرحلة مبكرة من عمره وألقي القبض عليه وحوكم بموجب المادة “4 إرهاب” من القانون العراقي، وأودع بسجن تسفيرات تكريت، شمالي العاصمة بغداد، قبل أن يفر منه مع مجموعة من قادة التنظيم عام 2012، بعد هجوم التنظيم عليه ضمن حملته الشهيرة المسماة بـ”هدم الأسوار”.
وبعد هروبه من سجن تسفيرات تكريت عمل “الرفيعي” ضمن المفارز العسكرية لداعش التي كانت مسؤولة عن التمهيد لعودة التنظيم للسيطرة على مناطق بالعراق وسوريا، قبيل إعلان الخلافة المكانية في يونيو/ حزيران 2014.
وعندما شكل التنظيم ما عُرف بجيش الخلافة، في تلك الفترة، انضم “الرفيعي” إلى فرقة القادسية وهي إحدى الفرق العسكرية التسع التابعة لتنظيم المركزي والتي كان مقرها بمحافظة ديالى العراقية، وعمل أميرًا للشرطة العسكرية في الفرقة الداعشية.
وفي وقت لاحق، اختارت قيادة التنظيم العليا “عبد الله مكي الرفيعي” ليكون نائب لوالي داعش في محافظة ديالى العراقية، ثم اختير واليًا على ديالى في وقت لاحق، وجرى اختياره نائب لوالي العراق إبان تولي أبو ياسر العيساوي المنصب، قبل أن يقتل الأخير ويشغل الأول منصب والي العراق بدلًا منه.
وعمل “الرفيعي” على إعادة بناء شبكات داعش في العراق بعد توليه منصب والي العراق وأمير مكتب الرافدين، كما وجه مقاتلي التنظيم لتجنب الحملات الأمنية التي يشنها الجيش العراقي ضد معاقل التنظيم، حتى لا يخسر التنظيم كوادره بفعل استمرار العمليات ضده.
وكاد جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أن يُطيح بعبد الله مكي الرفيعي خلال عملية عسكرية شنها بالتنسيق مع جهاز المخابرات الوطنية العراقي في وادي حوران بصحراء الأنبار، في فبراير/ شباط الماضي، وقتل فيها 17 من عناصر التنظيم، ورجحت مصادر استخبارية ومنشقون عن التنظيم، وقتها، أنه قتل خلال هذا الهجوم.
لكن الاستخبارات العراقية التي أجرت تحليلًا للحمض الوراثي للقتلى لم تتمكن من تأكيد مقتل عبد الله مكي الرفيعي، فيما ذكرت مصادر لـ”أخبار الآن”، في أبريل/ نيسان الماضي، أن أمير مكتب بلاد الرافدين لم يُقتل في الهجوم وأن خلافًا نشب بين القادة العراقيين والسوريين في التنظيم في ظل استمراره في قيادة الفرع العراقي لداعش.
وبحسب المصادر فإن عبد الله مكي مصلح الرفيعي، أمير مكتب بلاد الرافدين الذي يمثل القيادة الإقليمية للتنظيم في العراق، وكان المكتب مسؤولًا أيضًا عن شبكات التنظيم في إيران قبل نقل اختصاصها للإدارة العامة للولايات المسؤولة عن بقية المكاتب الداعشية.
ويعد مكتب بلاد الرافدين بمثابة تنظيم شبه منفصل يخضع لإمارة عبد الله مكي الرفيعي ويفترض أنه يُنسق مع الإدارة العامة للولايات، التي كانت تحت إمارة أبو سارة العراقي قبل مقتله في فبراير/ شباط الماضي، ومكتب الشام (ولاية الشام) في الأمور المشتركة والقرارات الكبرى مثل تعيين خليفة التنظيم والمسؤولين عن الدواوين المركزية، لكن خلافًا وقع بينهما خلال الفترات الأخيرة.
ونشب الخلاف بين مكتب بلاد الرافدين بقيادة عبد الله مكي الرفيعي ومكتب الشام بسبب التقسيم الإداري واختلاف وجهات النظر وطرق إدارة ملف السجناء والذي يشمل المخيمات والسجون التي يُحتجز بها عناصر التنظيم.
ونتيجة هذا الخلاف قامت مفارز تابعة لمكتب بلاد الرافدين بتنفيذ هجمات ضد أنصار داعش التابعين لمكتب الشام، وراجت أقاويل أن “الرفيعي” أصدر أوامرًا للمفارز التابعة له بالقيام بعمليات اغتيال داخل مخيم الهول، وهو ما تسبب في اتساع الهوة بين القيادة الإقليمية لداعش في العراق ونظيرتها السورية لا سيما بعد حملات المداهمة والتفتيش التي شنتها القوات الكردية بالمخيم بعد تلك الهجمات.
وبفعل هذه التطورات قررت قيادة داعش العليا نقل سلطة الإشراف على كتيبة “أنصار العفيفات”، من سلطة أمير مكتب بلاد الرافدين وولاية العراق “عبد الله مكي الرفيعي” إلى سلطة ولاية الشام الداعشية بسبب اتساع رقعة الخلافات وانعكاساتها السلبية على أتباع التنظيم، حسبما ذكر المنشقون عنه.