القاعدة وطالبان.. أهداف مشتركة في أفغانستان
في تقرير أعده فريق متخصص تابع للأمم المتحدة، رأى أعضاء الفريق أن ثلاثة قادة رئيسيين في حكومة طالبان “متعاونين” أو “مرتبطين” بتنظيم القاعدة الإرهابي في أفغانستان.
جماعة طالبان التي قدمت الحماية لتنظيم القاعدة قبل وبعد الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر، نجحت في فرض سيطرتها بسرعة على أفغانستان بعد انسحاب الولايات المتحدة في أغسطس 2021.
وقال فريق الدعم التحليلي ورصد العقوبات التابع للأمم المتحدة في تقريره لشهر يونيو أن “حاكمين إقليميين في الإدارة الفعلية لطالبان”، وهما قاري إحسان الله باريال وحافظ محمد آغا حكيم، “مرتبطان بتنظيم القاعدة”. وأضاف الفريق أن “هناك شخص آخر مرتبط بتنظيم القاعدة”، وهو تاجمير جواد، الذي يعمل كـ”نائب مدير المديرية العامة للمخابرات”.
تأتي تلك التأكيدات على وجود قادة مرتبطين بتنظيم القاعدة في حكومة طالبان، بعد أن أعلن الرئيس جو بايدن عن طريق الخطأ أن تنظيم القاعدة قد “زال” من أفغانستان بعد عدة أيام من سيطرة طالبان عليها في عام 2021.
تم تعيين باريال كحاكم لولاية كابول من قبل طالبان في نوفمبر 2021 ولاحقًا أصبح حاكمًا لولاية كابيسا. كما تم تعيين تاجمير جواد كنائب رئيس خدمات المخابرات لطالبان في سبتمبر 2021.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن الجيش الأمريكي قد أقر بأن جواد كان زعيما سابقًا لـ “شبكة كابول” والتي وصفت بأنها “مزيج من تنظيم القاعدة وطالبان توجه هجمات ضد الولايات المتحدة وأهداف التحالف”.
سراج الدين حقاني.. همزة الوصل
ويصف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) سراج الدين حقاني، نائب رئيس الوزراء لجماعة طالبان ووزير الداخلية في حكومة طالبان، بأنه “القائد الكبير” الذي “يعمل على الحفاظ على العلاقات الوثيقة بين طالبان وتنظيم القاعدة”.
كما أفادت الأمم المتحدة بأن وزارة سراج الدين “استمرت في توزيع جوازات السفر الأفغانية والتذاكر (بطاقات الهوية الوطنية) لإرهابيي تنظيم القاعدة الذين يشغلون مواقع استشارية في المدن الأفغانية الرئيسية”.
وأشار التقرير الجديد إلى أن “عناصر تنظيم القاعدة حصلوا على تعيينات ومواقع استشارية في هياكل أمنية وإدارية تابعة لحركة طالبان”، وأن طالبان قدمت مساعدات شهرية لتنظيم القاعدة، وتم توزيع جزء من هذه المساعدات على مقاتلي الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكر التقرير أيضًا أن “أحد مدربي وزارة الدفاع الفعلية كان عضوًا في تنظيم القاعدة، وكان التدريب يستند إلى دلائل تنظيم القاعدة التي كانت تُستخدَم بشكل علني في منشآت الوزارة”.
وأفاد تقرير الأمم المتحدة، بأن “الارتباط” بين طالبان وكل من تنظيم القاعدة وجماعات إرهابية أخرى مثل طالبان باكستان “ما زال قويًا”.
حرية للقاعدة في عهد طالبان
أفادت الأمم المتحدة بأن “الجماعات الإرهابية تتمتع بحرية تحرك أكبر تحت طالبان” وأن “تهديد الإرهاب يتزايد في أفغانستان والمنطقة”.
وحذر التقرير الجديد من أن “وجود مقاتلين إرهابيين أجانب يتم توجيههم من قبل طالبان أصبح تهديدًا أمنيًا متزايدًا للعديد من البلدان المجاورة” وأن “هذا القلق لم يقل” مع ضربة الطائرة بدون طيار التي نفذتها الولايات المتحدة ضد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول.
فلا تزال طالبان وشبكة حقاني وتنظيم القاعدة مرتبطين ارتباطًا وثيقًا في أفغانستان، ولذلك منحت طالبان ملجأ آمنًا لتنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، بل واستمروا في حمايتها والقتال إلى جانبها لمدة عقدين بعد الغزو الأمريكي. وحصل العديد من أعضاء شبكة حقاني المرتبطة بتنظيم القاعدة على مواقع قيادية في حكومة طالبان في عام 2021.
كما أكد فريق الأمم المتحدة أن “طالبان عام 2023 هي، بوجه عام، نفس طالبان التسعينيات باستثناء القليل”.
وجاء في التقرير: “ظلت العلاقة بين طالبان وتنظيم القاعدة وثيقة وتعاونية، حيث يعتبر تنظيم القاعدة أفغانستان التي تديرها طالبان ملاذًا آمنًا. ويهدف تنظيم القاعدة لتعزيز موقعه في أفغانستان وقد تفاعل مع طالبان ودعم النظام وحماية القادة البارزين في طالبان.
أشار التقرير الجديد إلى أنه منذ استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس 2021، قد سافر قادة كبار في تنظيم القاعدة مثل محمد عباطي على الأرجح بين أفغانستان وإيران، وأفادت إحدى الدول بأن “القائد الفعلي” لتنظيم القاعدة، سيف العدل، سافر “من مقره في إيران” إلى أفغانستان وعاد مرة أخرى في نوفمبر 2022، بينما اعتقدت دولة أخرى أن زعيم تنظيم القاعدة كان “في أفغانستان”.
وأشارت الأمم المتحدة لوجود ما بين 30 إلى 60 “عضواً أساسياً” في تنظيم القاعدة في أفغانستان، في حين تقدر الأمم المتحدة أن هناك 400 “مقاتل من تنظيم القاعدة” في أفغانستان، وبلغ عددهم “2000 بما في ذلك أفراد طالبان والداعمون لها”.
وأكدت الأمم المتحدة أن تنظيم القاعدة أنشأ “معسكرات تدريب جديدة” و”ملاذات آمنة” في أنحاء أفغانستان. وأشار التقرير إلى أن هناك دولة أبلغت عن وصول 20 إلى 25 مقاتلاً من العرب إلى إقليم كونار ونورستان، حيث تم تحديد موقع المعسكر بوضوح لتدريب المهاجمين، وذلك بعد أن تم إنشاء هيئة إعلام جديدة لتنظيم القاعدة في أفغانستان.