خلافات بين قيادات قاعدة اليمن.. وخالد باطرفي يخوض مواجهات داخلية
“نعاني مشاكل صحية عديدة ولم يتم إنقاذي بسبب جنسيتي” هكذا تحدث الرهينة الأممي المختطف لدى تنظيم القاعدة في اليمن،”آكام سوفيول أنعم Akam Sofiol Anam” في أحدث اصدارات موقع الملاحم التابع للقاعدة في جزيرة العرب.
ولكن ما وراء الفيديو وتبعات عمليات الخطف التي قام بها خالد باطرفي وأتباعه لم تبدأ مع نشر هذا الفيديو الأخير ولكن القصة تبدأ من فبراير من العام الماضي ٢٠٢٢.
حيث فجرت عملية اختطاف عناصر القاعدة لخمسة موظفي تابعين للأمم المتحدة بينهم أجنبي يشعل منصب مسؤول الأمن والسلامة التابع لمكتب الأمم المتحدة، في فبراير من 2022، الخلافات بين قادة تنظيم قاعدة اليمن.
فالعملية التي يقف وراءها كل من أمير التنظيم خالد باطرفي و مسؤول الجهاز الأمني إبراهيم البنا، قوبلت برفض معظم قادة التنظيم و أبرزهم سعد بن عاطف العولقي وإبراهيم القوصي “خبيب السوادني “.
ورغم أن السياسة الشرعية لتنظيم القاعدة ترفض عمليات اختطاف موظفي المنظمات الدولية لاسيما العاملين في المجال الإنساني، بيد أن أمير التنظيم ومسؤول الجهاز الأمني إبراهيم البنا، رفضا الانصياع إلى الأصوات المطالبة بالإفراج عن المختطفين.
وفي سبتمبر من العام الماضي نشر التنظيم مناشدة مصورة لمسؤول الأمن والسلامة التابع لمكتب الأمم المتحدة “آكام سوفيول أنعم”، الذي طالب الأمم المتحدة والمبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، الرأفة بحاله والتفاوض مع مختطفيه لإطلاق سراحه.
ولكن مناشدة الموظف الأممي لم تلق آذانًا صاغية، في الوقت الذي كان العديد من قادة تنظيم القاعدة يعقدون لقاءات مع خالد باطرفي مطالبينه بالافراج عن الرهائن لاسيما اليمنيين.
خالد باطرفي ورغم كل وعوده بالإفراج عن الموظفين اليمنيين، إلا أنه عاد ورفض الإفراج عنهم.
قيادي مقرب من أبو الهيجاء الحديدي لـ”أخبار الآن”، صرح بأن الحديدي وهو أمير التنظيم في أبين وشبوة، غادر الى صحراء حضرموت، محملاً برفض عناصر وقادة التنظيم في أبين عملية الاختطاف و تطالب بشكل واضح بالإفراج عن الموظفين اليمنيين.
وأشار القيادي أن ابو الهيجاء عقد لقاء مع القيادي أبو علي الديسي الذي يعد المسؤول العسكري وأهم الشرعيين في التنظيم، لمناقشة الرهائن.
وقد أبلغ الحديدي أبو علي الديسي، أن بقاء موظفي الأمم المتحدة اليمنيين لدى التنظيم، يسبب له إحراجاً وأزمة مع عناصر التنظيم في أبين، مشيراً إلى عمليات الاختطاف لم تكن من سياسة التنظيم.
القيادي، أكد أن القيادي أبو علي الديسي أوضح لأبو الهيجاء، رفضه الشخصي لعملية الاختطاف، مشيراً إلى أنه سبق وتحدث مع خالد باطرفي وإبراهيم البنا، في أمر الإفراج عن الموظفين اليمنيين، ولكنه تفاجىء بردة فعلهم غير المقنعة مع إصرارهم على احتجازهم، وبحسب القيادي، فقد انتهى اللقاء بوعد الإفراج عن اليمنيين.
وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه قادة تنظيم القاعدة في اليمن إطلاق الرهائن اليمنيين، نشر التنظيم في 12 من يونيو الجاري مناشدة مصورة جديدة، لمسؤول الأمن والسلامة التابع لمكتب الأمم المتحدة “آكام سوفيول أنعم” ، يطالب فيها الأمم المتحدة، بالتدخل وإنقاذه مع زملائه.
وأشار الموظف الأممي وهو يحمل الجنسية البنجلادشية، إلى أنه يعاني من مشاكل صحية وخطيرة، كما أن اثنين من الموظفين المختطفين معه يمنيي الجنسية يعانون من أمراض، مؤكداً أن حياته وحياة زميليه بخطر بسبب مشاكل صحية.
ورفض المخطوف الأجنبي، تعامل الأمم المتحدة مع قضيه اختطافه مع زملائه بشكل عنصري، مشيراً إلى أن موظفين من الولايات المتحدة الأمريكية والقارة الأوروبية، اختطفوا وتم التفاوض وإخراجهم، فيما بقي مع زملائه مختطفين لدى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، لأنهم ينتمون إلى قارة آسيا.
الموظف التابع للأمم المتحدة والذي ظهر وهو يقرأ بيانه من ورقة أمامه، تحدث باللغة العنصرية التي لم يكتف أمير القاعدة خالد باطرفي بالتحدث بها، بل أضحى يمارسها داخل تنظيم القاعدة، وقد ذهب باطرفي في ممارسة العنصرية حتى بات الحضارم والذي يعد باطرفي نفسهم واحد منهم، يستولون على كل مقدرات التنظيم.
وقد أدت هذه الممارسات إلى إظهار التعصب العنصري وهو ما أدى الى انقسام التنظيم لثلاث مجموعات عصبية، تتنافس فيما بينها لقيادة التنظيم مهما كانت الخسائر.