“أخبار الآن” وصفت مرتزقة فاغنر قبل سنوات بكونها ظل روسيا في الدول التي تشهد حروبًا ونزاعات
- “أخبار الآن” كان لها السبق منذ سنوات في كشف صلة مرتزقة فاغنر بالنظام الروسي
- موسكو كانت تتيقّن تماماً أنّ دخولها في أي حربٍ مباشرة أمرٌ ليس وارداً أبداً في حساباتها
لطالما أنكّر نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترافه بمرتزقة فاغنر، التي تطال انتهاكاتها مناطق ودول عدة، ليتكشف يومًا بعد يوم صلة الكرملين بتلك المجموعة التي يتزعمها “يفغيني بريغوجين” أو كما يُلقب بـ”سُفرجي بوتين”.
ففي ظل الخلاف الدائر والاتهامات بين قادة الجيش الروسي وتحديدًا وزير الدفاع سيرغي شويغو وزعيم مرتزقة فاغنر، نشر بريغوجين صورًا لاستهداف المرتزقة في دير الزور بسوريا عام 2018، من قبل قوات التحالف الدولي. ليتهم زعيم فاغنر وزير الدفاع بعدم القيام بواجباته آنذاك.
https://twitter.com/gray_zone2022/status/1668540281325486082
سبق لـ “أخبار الآن”
وكانت لـ “أخبار الآن” السبق منذ سنوات، في كشف صلة مرتزقة فاغنر بالنظام الروسي، ووصفتها بكونها ظل روسيا الطويل في الدول التي تشهد حروبًا ونزاعاتٍ أهلية، وأكدت منصاتنا في عام 2019 أنه بمباركة من الكرملين تتواجد الفاغنر في 5 دول على الأقل بما في ذلك سوريا وليبيا والسودان وأوكرانيا.
وقبل سنوات، أكدنا أن الفاغنر اسمُ بات يتردّد كثيراً في ساحاتِ القتال ضمن العديد من البلدان العربية، ولأنّ الحروبَ في العالم باتت بـ”الوكالة”، فإنّ روسيا اختارت “الفاغنر” الجماعة المسلّحة للقيام بأعمالٍ قذرة في البلدان الضعيفة، بدلاً عنها.
ووثقّنا عبر تقاريرنا السابقة، أن موسكو كانت تتيقّن تماماً أنّ دخولها في أي حربٍ مباشرة أمرٌ ليس وارداً أبداً في حساباتها، وعليه فإنّها تطمحُ إلى ممارسة الحرب عبر وسطاء، تتمسك بهم بلحظة، وتتنصّل منهم ببرهة غير محسوبة.
إليك أبرز مقالاتنا السابقة عن مرتزقة “فاغنر”:
- خفايا “الفاغنر”.. هذه هي الحقيقة
- “الفاغنر” الروسية..تفاصيل خطيرة تكشفها مذكرات قائد عسكري في سوريا
- فيديو مسرب.. مرتزقة الفاغنر الروس “ضربوا وقطعوا رأس رجل سوري”
ماذا حدث؟
في مساء الـ 7 من فبراير عام 2018، هاجمت قوات التحالف الدولي المرتزقة التابعة لمجموعة الفاغنر الروسية موقعاً عسكرياً تابعاً للتحالف في دير الزور في سوريا. أدى رد التحالف حينها إلى مقتل أكثر من 200 من مرتزقة الفاغنر وجرح عشرات آخرين.
كان من الممكن تجنب هذه الخسارة الكبيرة للفاغنر ما لم يصر زعيما الفاغنر ديميتري أوتكين ويفيغني بريغوجين على العملية، قبل تلك الحادثة في دير الزور.
ما كشفته “أخبار الآن” مسبقًا عن فاغنر
وفي نوفمبر من العام 2019، بوقتٍ لفتت “أخبار الآن“، إلى شريط مسرب لمرتزقة فاغنر وهم يعذبون أحد أفراد جيش النظام السوري ويقطعون رأسه، وهو الفيديو الذي يعود إلى عام 2017، وتم عرضه بالكامل على موقع التواصل الاجتماعي الروسي VK.
في ذلك الوقت، كان الرأي العام العالمي على معرفة محدودة بمرتزقة فاغنر والخطر الذي تشكله على الدول الضعيفة.
فعلياً، لقد كشفت دير الزور عن جشع واستهتار من يتزعم الفاغنر، وكيف يقومون بتمويل أنفسهم عن طريق الحصول على جزء من الثروة الوطنية لبلد ما، وكيف أنهم يمهدون الطريق لبعضهم البعض لتوفير الفرص التجارية لأنفسهم.
فعلياً، لقد كشفت دير الزور عن جشع واستهتار من يتزعم الفاغنر، وكيف يقومون بتمويل أنفسهم عن طريق الحصول على جزء من الثروة الوطنية لبلد ما، وكيف أنهم يمهدون الطريق لبعضهم البعض لتوفير الفرص التجارية لأنفسهم.
دير الزور تكشف عن جشع الفاغنر
الجماعة التي تضمّ مرتزقة روس، ليست إلا وسيلة لتحقيق الأرباح والغنائم. وما لم يكن واضحاً بالنسبة للكثيرين حول العالم، هو حقيقة “الفاغنر”، بعكس تنظيم “داعش” الإرهابي الذي سطع نجمه بشكلٍ كبير من خلال الكثير من الأعمال الإرهابية الوحشية.
ما يمكن قوله، هو أنّ روسيا تريد استغلال الموارد بالخفاء، وتريدُ أن تستبيح الحرمات كما يفعل “داعش” ولكن بصورةٍ مخفية. ولكن، أتت مدينة دير الزور السورية وفضحت ممارسات روسيا الفظيعة، وكشفت النقاب عن جماعة “الفاغنر” القذرة.
زعيم فاغنر في مواجهة وزارة الدفاع الروسية
وكما كان لنا السبق في كشف الذراع الخفي لروسيا ومرتزقتها التي تقتل بلا هوادة ولا رحمة الأبرياء في كل بقاع الأرض، كان لـ”اخبار الآن” السبق في الكشف عن الانشقاق داخل المعسكر الروسي، وأن غزو أوكرانيا كان الشوكة التي أظهرت الوجه الحقيقي للطمع في فرض السيطرة والتي أشتعلت مع احتدام المواجهات في باخموت وأدت لارتفاع التوتر بين بريغوجين قائد مرتزقة فاغنر ورجالات الكرملين الكبار.
ففي مقال تحت عنوان “مرتزقة فاغنر تزرع الانشقاقات داخل المعسكر الروسي” كشفنا لكم عن تطور رهيب يحدث داخل المعسكر الروسي، وبالأخص في تلك الفترة العصيبة التي كانت تمر بها القوات الروسية المشاركة في الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، نظرًا للخسائر الفادحة التي تتكبدها أمام نظيرتها الأوكرانية التي تدافع باستماتةٍ كبيرة حفاظًا على أرضها ولصد العدوان الروسي الغاشم.
تسبب مقطع فيديو التقط لأحد جنود قوات المرتزقة فاغنر، الذراع الشرس للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمسؤولة عن عدد لا يعد ولا يحصى من جرائم الحرب التي ارتكبها جنودها داخل الأراضي الأوكرانية، في العديد من الانشقاقات داخل المعسكر الروسي، وذلك بعد أن هاجم أحد جنود قوات فاغنر، الجنرال الروسي والرئيس الحالي لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية ونائب وزير الدفاع الأول للبلاد فاليري غيراسيموف والذي وصفه جندي فاغنر قائلًا “أنت وغدٍ لعين”.
Wagner mercenaries call Russian MoD's Chief of Staff "piece of shit" on camera. "You are a piece of shit ..where are the shells? We have no shells anymore here [at Bahmut]".
Prigozhin says he has "nothing to say about this video", essentially endorsing the attack on Gerassimov. pic.twitter.com/wObdezaHmZ— Christo Grozev (@christogrozev) December 26, 2022
والتي كانت اللحظة التي تسببت فيما تلاها من اتهامات متبادلة بين الطرفين حتى وصلنا إلى تلك اللحظة، التي شهدت إعترافات رسمية من قائد فاغنر بوجود مرتزقته في سوريا في عام 2018 وهو ما كانت روسيا تنفيه بشدة وتتمادى في إنكاره طوال تلك الفترة وكشفته لكم أخبار الآن.
لتصبح الانشقاقات والخلافات المتصاعدة بين بريغوجين وقيادات الجيش، سببًا رئيسيًا في إتهامات بريغوجين لقيادات الكرملين بالتكاسل والتقاعس وتضحيتهم بمرتزقته، ومن جهة أخرى إثبات صريح للتضليل الروسي المستمر عبر سنوات فما كانت تنفيه روسيا قديمًا، أعترف به قائد مرتزقتها العسكرية، وهو ما كشفته لكم “اخبار الآن” منذ اللحظة الأولى.