سيف العدل يزور أفغانستان.. وانقسام حول بقائه أو عودته إلى إيران
أكد تقرير للأمم المتحدة أن سيف العدل سافر من مقر إقامته في إيران إلى أفغانستان في نوفمبر 2022 وعاد منها إلى إيران. بينما تعتقد دولة عضو أنه ما يزال في أفغانستان ولم يعد إلى إيران.
وأفاد التقرير الرابع عشر لفريق الدعم التحليلي ومراقبة العقوبات في الأمم المتحدة الذي أشار ببضعة أسطر فقط إلى وضع سيف العدل ومحاولته التنقل بين أفغانستان وإيران بأن هذه محاولة القاعدة لإعادة بناء القدرة العملياتية في أفغانستان.
وسواء كان سيف في أفغانستان، أو زارها وعاد إلى إيران، يمكن اعتبار تحركاته كجزءٍ من محاولة الاستيلاء على القيادة دون عملية رسمية أو إعلان إلى الآن.
كما أن دخول سيف العدل إلى أراضي أفغانستان يعني قبول سلطة زعيم طالبان.
وسواء أذعنت طالبان للدخول أو كانت تجهل به، فإن الحركة معرضة لأن تثبت أنها غير قادرة على الوفاء بوعودها بشأن الإرهاب.
كما أن رحلة سيف تؤكد عدم اكتراثه بالانتقادات الموجهة إليه لوجوده في إيران.
وسيكون من المهم أن نرى كيف يستجيب مؤيدو القاعدة لآخر الأخبار، خاصة ممن قالوا إن سيف العدل لا يستطيع قيادة القاعدة من داخل إيران فماذا سيقولون عن رحلة إلى أفغانستان؟ هل سيتغير أي شيء؟.
ولكي تكون مغادرة سيف من إيران ذات مغزى، يجب أن تكون قابلة للتحقق ودائمة، وليس رحلة من حين لآخر. هل يستطيع سيف تقديم ذلك لتقليل الانتقادات لقيادته؟
وحتى لو غادر إيران، فسيواجه صعوبة في إقناع أعضاء القاعدة حول بقائه في إيران حيث يواصل حليفه الأيديولوجي مصطفى حامد نشر رسالة مواءمة الجهاد العالمي مع إيران.
حرية القاعدة في أفغانستان
أفادت الأمم المتحدة بأن “الجماعات الإرهابية تتمتع بحرية تحرك أكبر تحت طالبان” وأن “تهديد الإرهاب يتزايد في أفغانستان والمنطقة”.
وحذر التقرير الجديد من أن “وجود مقاتلين إرهابيين أجانب يتم توجيههم من قبل طالبان أصبح تهديدًا أمنيًا متزايدًا للعديد من البلدان المجاورة” وأن “هذا القلق لم يقل” مع ضربة الطائرة بدون طيار التي نفذتها الولايات المتحدة ضد زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في كابول.
فلا تزال طالبان وشبكة حقاني وتنظيم القاعدة مرتبطين ارتباطًا وثيقًا في أفغانستان، ولذلك منحت طالبان ملجأ آمنًا لتنظيم القاعدة في أفغانستان قبل أحداث 11 سبتمبر، بل واستمروا في حمايتها والقتال إلى جانبها لمدة عقدين بعد الغزو الأمريكي. وحصل العديد من أعضاء شبكة حقاني المرتبطة بتنظيم القاعدة على مواقع قيادية في حكومة طالبان في عام 2021.
أموال وجوازت سفر لعناصر القاعدة
برعاية طالبان حصل أعضاء القاعدة على التعيينات والأدوار الاستشارية في الهياكل الأمنية والإدارية لطالبان.
ووفرت الحركة لأعضاء القاعدة “مرتبات رعاية اجتماعية” شهرية”، وتحولت أجزاء من هذه المدفوعات لمقاتلي الجماعات المنتسبة للقاعدة.
وكان أحد مديري التدريب في وزارة الدفاع الفعلية هو عضو في القاعدة بينما كان التدريب يستخدم مرافق الوزارة.
وينتمي اثنان من محافظي طالبان وهما قاري إحسان الله باريال، والحاكم الحالي لكابيسا والحاكم السابق لكابول؛ وحافظ محمدآغا حكيم، محافظ نورستان.
كما أن تاجمير جواد وهو مرتبط بتنظيم القاعدة ، هو نائب مدير المديرية العامة للاستخبارات وخلال العام الماضي ، واصلت وزارة الداخلية في طالبان بتوزيع جوازات السفر الأفغانية و وبطاقات الهوية الوطنية على أعضاء تنظيم القاعدة الذين يقومون بأدوار استشارية في المدن الأفغانية الرئيسية.