شبكة حقاني أكبر المستفيدين من تجارة المخدرات في أفغانستان
قالت وكالة مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة، في تقرير لها، إن زراعة الأفيون في أفغانستان زادت بمقدار الثلث.
وتعد أفغانستان أكبر بلد منتج الأفيون في العالم، ومصدر العصارة التي يتم تكريرها إلى الهيروين، وفي السنوات الأخيرة، ازدهر الإنتاج والصادرات.
وتعتمد أطراف في حركة طالبان وفي مقدمتهم سراج الدين حقاني على تجارة المخدرات والأفيون.
شبكة حقاني والمخدرات
بحسب التقرير الرابع عشر للأمم المتحدة زادت طالبان من عدد المعامل التي تصنع الأفيون في هلمند وبدخشان وخوست حيث يتم تحويله إلى هيروين وتهريبه من البلاد إلى السوق العالمية.
وبحسب ما أفيد فإن الملا محمد نعيم باريش، أحد كبار قادة حقاني في طالبان متورط بشدة في تجارة الهيروين، وكان مسؤولاً عن الإشراف على تهريب المخدرات لطالبان في شمال أفغانستان.
وفي المقابل نرى أن القيود التي أعلنتها حركة طالبان على المخدرات لم تنفذها مما تسبب في مضاعفة سعر الميثامفيتامين بالجملة، مع إجمالي إنتاج هذا المخدر الاصطناعي في أفغانستان يتجاوز الآن إنتاج الهيروين.
أفادت عدة دول أن شبكة حقاني تشارك بصورة متزايدة في إنتاج الميثامفيتامين والعقاقير الاصطناعية والاتجار بها ، وتعمل بشكل وثيق مع الشبكات والعصابات الإجرامية في جنوب شرق ووسط آسيا لتهريب الفنتانيل إلى أوروبا والولايات لمتحدة.
وتدير شبكة حقاني العديد من المعامل النشطة في بهرمتشا ومنطقة ديشو و منطقة ديوالان كالاي في ولاية هلمند لنقل المخدرات خارج أفغانستان إلى اليونان وبقية أوروبا و إيران وتركيا.
وتمت الإشارة إلى تورط الحاج مالي خان حقاني عم سراج الدين حقاني، نائب رئيس أركان القوات المسلحة المعين مؤخرًا.
الحاكم السابق لوغار، في إنتاج الميثامفيتامين والاتجار به من خلال شبكة قائمة من مختبرات الميثامفيتامين في محافظة نمروز في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
المخدرات مصدر تمويل
على الرغم من المرسوم الرسمي الصادر في أبريل 2022 والذي بموجبه تم حظر زراعة الخشخاش وبيع المخدرات والاتجار بها، لاتزال مصادر التمويل غير المشروعة تشكل مصادر مهمة للإيرادات غير المشروعة لطالبان.
بعض الدول الأعضاء بوجود صراع مستمر على السلطة بين مختلف فصائل طالبان للسيطرة على المخدرات والاتجار بها من خلال القادة الميدانيين المنتسبين وأباطرة المخدرات المفرج عنهم من السجون أو عادوا من الخارج.
وأشارت إحدى الدول الأعضاء إلى أن الإجراء الذي اتخذته طالبان لتنظيم وتركيز تحصيل الإيرادات على التجارة عبر الحدود.
وتفكيك شبكة نقاط التفتيش على جوانب الطرق كان مرتبطا باهتمامهم بها بمراقبة التدفق النقدي المرتبط بتجارة المخدرات من خلال أنظمة الحوالة وإحجامها عن إنفاذ تنظيم أسواق الصرافة غير الرسمية.
الأرباح تتجاوز مليار دولار
قالت إدارة خاصة لمكافحة المخدرات داخل وزارة الداخلية الفعلية بتنفيذ غارات لمكافحة المخدرات بهدف القضاء على زراعة الخشخاش ومصادرة المخدرات والسلائف الكيماوية وتدمير المعامل والمختبرات في عدة مقاطعات من أجل تنفيذ مرسوم 2022.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت أسعار المخدرات، مع تحقيق الأرباح بشكل رئيسي من قبل كبار المزارعين والتجار المقدرة بـ 1.2 مليار دولار.
وظلت معدلات الضرائب من 5 إلى 7 في المائة على مزارعي الخشخاش سارية بينما كانت طالبان تستفيد من زيادة الضرائب على الأفيون من 600 أفغاني (6.9 دولار) إلى 800 أفغاني (9.2 دولار) لكل كيلوغرام يتم الاتجار به عبر منطقة الكنك ، بولاية نمروز ، المتاخمة لإيران .
ويشمل التمويل زراعة الحشيش (القنب) وتحويله إلى حشيش، ينتج عائدًا سنويًا قدره 150 مليون دولار ، بالإضافة إلى زيادة إنتاج الميثامفيتامين.
وكانت قد نشرت “بي بي سي” تقريرا في السادس من يونيو الجاري، تحت عنوان: “أفغانستان تحت حكم طالبان: بي بي سي ترصد جهود مكافحة زراعة الخشخاش وتأثيرها على الأفغان”، والذي رصد -حسب ما جاء في التقرير- جهود وحدة مكافحة المخدرات التابعة لطالبان في إقليم ننغارهار الشرقي في أفغانستان، وانضمام فريق بي بي سي إليهم في إحدى دوريات حملتهم لمكافحة زراعة الخشخاش.
وجاء في التقرير: “سافر فريق من بي بي سي إلى أفغانستان، واستخدم تحليل الأقمار الصناعية، للتحقق مباشرة من آثار حملة مكافحة زراعة الخشخاش، ويبدو أن زعماء طالبان نجحوا في مكافحة زراعة النبات أكثر من أي شخص آخر”.
وأضاف: “رصدنا تراجعا كبيرا في زراعة النبات في الأقاليم الرئيسية لزراعة الأفيون، وقال أحد الخبراء إن الزراعة السنوية قد تسجل تراجعا بنسبة 80 في المئة مقارنة بالعام الماضي”.
تقرير الأمم المتحدة ينفي ما جاء في بي بي سي، والذي أكد أن زراعة الأفيون في أفغانستان زادت بمقدار الثلث.