رئيس المجلس الوطني للصيادلة يكشف: توزع عبر مسلك موازي لتوزيع الأدوية
- الصيادلة يطالبون السلطات بالتدخل الفوري لوضع حد لمن يبيعونن الأدوية غير المطابقة للمعايير الصحية
- ظاهرة بيع الأدوية الغير مرخصة بدأت تخرج عن السيطرة في تونس
في خرق واضح للقانون التونسي، غزت الأدوية مجهولة المصدر الأسواق التونسية وأصبح المواطنون يقبلون عليها بشكل كبير.
وفي هذا الإطار تواصلت “أخبار الآن” مع رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، علي بصيلة الذي أكد أن هذه الأدوية التي غزت السوق التونسية لا أحد يعلم مصدرها، وفي أغلب الحالات تكون مهربة.
كما أكد أن القائمين على توزيعها ليس لديهم أي تكوين طبي أو صيدلي.
وأشار رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة، إلى أن الأدوية توزع عبر مسلك موازي لتوزيع الأدوية. مؤكدًا أنه”يمثل خطرا كبيرا ومباشرا على صحة المواطنين لأن الأدوية قد تكون إما مقلدة أو فاسدة أو مسرطنة أو وقع تخزينها في ظروف غير ملائمة”.
وأوضح في حواره مع “أخبار الآن” أنه هناك نوعين من الأدوية مجهولة المصدر، النوع الأول هو الذي يباع على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي تروج لأدوية غير متحصلة على ترخيص وأغلبها مقلدة”.
وأضاف: “النوع الثاني يتمثل في الناس الذين يجمعون الأدوية من أجل التبرع بها ومع أن النية طيبة غالبا إلا أن الطريقة خطرة لأن التحصل على كمية كبيرة من الأدوية من خارج تونس ومن قبل أطراف أخرى يرفع احتمالية أن تكون هذه الأدوية مخزنة بطريقة سيئة.
وأشار بصيلة إلى أنهم يطالبون السلطات بالتدخل الفوري لوضع حد لمن يبيعون الأدوية غير المطابقة للمعايير الصحية ويتاجرون بصحة المواطن.
هذا وصرحت نبيلة سهل، مواطنة تونسية في حوارها مع “أخبار الآن”، أنها استعملت دواء لعلاج فقر الدم عن طريق صفحة تبيع الأدوية على (فيسبوك) إلا أن هذا الدواء تسبب لها في مضاعفات خطرة جعلتها طريحة الفراش في المستشفى لأيام.
وأكدت أنها بعد أزمتها الصحية قطعت عهدا على نفسها بأن لا تصدق مجددا إعلانات الأدوية التي تباع على مواقع التواصل الاجتماعي.
وعند سؤالها عن ما إذا كانت تقدمت بشكوى، أكدت أنها لم تتواصل مع أشخاص بل تواصلت مع صفحة افتراضية، وحين عاودت الاتصال بهم لإعلامهم بالمضاعفات الصحية التي تسبب فيها منتجهم قاموا بحظر رقمها وحسابها حتى يقطعوا كل سبل التواصل معها.
ونبيلة ليست الوحيدة المتضررة من هذه الأدوية مجهولة المصدر. إذ صرحت أسماء (اسم مستعار) أنها اشترت دواء لتبييض بعض المناطق في جسمها عن طريق صفحة على موقع (فيسبوك) إلا أن ما راعها إلا تحول لون بشرتها للون أكثر سواد إلى جانب تورم بشرتها لأيام طويلة.
وتتمثل النقطة المشتركة بينها وبين نبيلة هو قطع الصفحة كل سبل التواصل معها حين اشتكت من مضاعفات المرهم الذي اشترته من عندهم.
هذا وحذّر رئيس النقابة الوطنية للصيدليات الخاصة نوفل عميرة في وقت سابق من تنامي ظاهرة بيع الأدوية عبر مسالك غير قانونية وعلى صفحات التواصل الإجتماعي ومن آثارها على الصحة العامة للتونسيين خاصة أنّ هذه الأدوية مجهولة المصدر وتأتي عبر مسالك التهريب.
كما حذّر من استعمال المواد شبه الطبية التي تباع عبر شبكات توزيع موازية وغير مرخّص لها مثل المراهم المضادة للشمس وغيرها.
وقال إنّ التجارة في الأدوية في الأسواق الموازية ازدهرت مستفيدة من النقص الكبير في الأدوية بالسوق التونسية، مشدّدا على ضرورة أنّ تتدخل الإدارات المعنية لوضع حدّ لهذه التجارة وقامت نقابة الصيدليات الخاصة برفع قضيّة عدلية ضدّ منصّات الكترونية تروّج لأدوية مغشوشة من الهند وبنغلاديش.