تونس: تراجع عدد الفلاحين العاملين في قطاع الدجاج من 6000 إلى 600
- قطاع الدواجن يعاني من مديونية نتيجة سياسات “مجحفة”
- عقد جلسة بين ممثلي اتحاد الفلاحين ورئيسة الحكومة نجلاء بودن
يعاني قطاع الفلاحة في تونس من مشاكل عدة في مختلف قطاعاته ومن بينها قطاع الدواجن الذي يعاني من مديونية في حدود 100 مليون دينار.
وفي هذا الصدد كشف الخبير الفلاحي فوزي الزياني لـ”أخبار الآن” أن المنتسبين له يعيشون خسارات متتالية مؤكدًا أن المتسبب الرئيسي في صعوبات هذا القطاع هو هيمنة 4 شركات على منظومة الدواجن لأن هذه الشركات هي موردة لأعلاف الدواجن وهم أيضا في نفس الوقت موردي وبائعي الدجاج وتزويد الفلاحين بالفراخ هذا إلى جانب بيع اللحوم البيضاء والبيض.
وأكد أن هذه الهيمنة جعلت المنافسة غير شريفة وتسببت في ظلم المنتجين الصغار وإفلاسهم وبالتالي تخليهم عن مداجنهم.
وأضاف الزياني أن سلسلة الهيمنة لا تتوقف عند هذا الحد إذ أن المنتجين الكبار حين يتسببون في إفلاس الفلاحين الصغار يشترون منهم دواجنهم لمواصلة المزيد من الهيمنة والاحتكار.
وتابع الخبير الفلاحي: “الشركات هي المسبب الأكبر للأزمة، لكن المسبب الثاني هو ارتفاع الأسعار عالميًا وازدياد كلفة الأعلاف خاصة وأن تونس تستورد ما يقارب 85% من أعلاف الدواجن مع العلم أن تونس لا تنتج بتاتا الصوجا والذرة اللذان يمثلان الغذاء الرئيسي للدجاج.
وقال الخبير الفلاحي: “شكل مربو الدواجن في تونس حوالي 6000 مربي في السنوات التي سبقت الأزمة وحاليا أصبح العدد لا يتجاوز 600 مربي فقط وتابع:”حدث هذا التراجع الكبير في عدد المربين على مرأى ومسمع الحكومات المتعاقبة التي لم تحرك ساكنا.”
الحلول لهذه الأزمة وفق الزياني تتمثل وفق قوله في حماية المنتجين الصغار لأنهم يمثلون شكل من أشكال الأمن والسلم الاجتماعي لأنهم موجودون في الأرياف ويشغلون يد عاملة.”
كما أكد: “لا بد من التوازن في سلسلة الانتاج، يجب أن لا تكون السلسلة بين أيدي قليلة يكون كل الشعب تحت رحمتها.
وواصل:”يجب أن تعمل الدولة على تحقيق العدالة بين كل المنتجين إلى جانب إحداث خط تمويل فيه تسهيلات مع فترة إمهال بسنة إلى سنتين إلى أن يستعيد الفلاح عافيته.”
وفي وقت سابق، أفاد عضو المكتب التنفيذي باتحاد الفلاحين، فتحي بن خليفة أن قطاع الدواجن يعاني من مديونية في حدود 100 مليون دينار وذلك نتيجة سياسات وصفها بالمجحفة في حق القطاع طيلة حكومات متعاقبة تسببت في غلق عدة مؤسسات وانهيار الأسعار بصفة متتالية وافلاس عديد المربين خاصة في دجاج البيض، هذا بالاضافة الى ظهور خارطة جديدة في القطاع من خلال بداية سيطرة الشركات الكبرى وعزل صغار المربين.
وكشف بن خليفة أن هذا القطاع رغم ما عرفه من إصلاحات إلا أن النتائج السلبية للتراكمات القديمة ما تزال ترهقه وفي الخصوص تم عقد جلسة بين ممثلي اتحاد الفلاحين ورئيسة الحكومة نجلاء بودن لتحديد واقع هذا القطاع والحلول الممكنة لتجاوز الازمة التي يمر بها.
ومن بين أهم المقترحات التي قدمها الاتحاد هي هيكلة القطاع والانطلاق في مشروع تنمية الانتاج ودفع التصدير عبر بعث صندوق تمويل بمشاركة كل المتداخلين في القطاع من جهة أخرى دعا إلى إعطاء المراكز المهنية استقلالية تامة تعفيها من الاجراءات الإدارية التي تعيق تقدمها مع ايجاد عقود برامج ملزمة لكل الأطراف.
هذا ويعتبر قطاع الدواجن قطاعا حيويا يمسّ بالخصوص الطبقة الفقيرة والمتوسطة التي لا تستطيع شراء اللحوم الحمراء، التي تشهد ارتفاعًا على مدار السنة وخاصة في المواسم الاستهلاكية الكبرى، يتجه التونسيون إلى استهلاك اللحوم البيضاء بصفة كبيرة لأنّ أسعارها في المتناول. فاللحوم البيضاء باتت الأكثر حضورًا على موائد التونسيين، إلاّ أنّه يشهد عدّة صعوبات أدّت إلى انهيار منظومة الدواجن، خاصة وأنه عرف حالة من الفوضى خلال السنوات الأخيرة بحسب عديد مربي الدواجن في تونس.
لكن ليس قطاع الدواجن القطاع الوحيد الذي يمر بصعوبات، إذ أطلق العاملون في قطاع الألبان والأجبان صيحة فزع بسبب التحديات التي يواجهونها في ظل التضخم ورفض الدولة الاستجابة لمطالبهم.