هجوم جديد لتنظيم القاعدة بطائرة مسيرة في اليمن.. سلاح جديد للتنظيم الإرهابي
شن تنظيم القاعدة في اليمن هجومًا بطائرة مسيرة على موقع قوات دفاع شبوة في مديرية الصعيد، صباح الاثنين، في أحدث سلسلة هجمات للتنظيم بالطائرات المسيرة، إيرانية الصنع.
وقالت مصادر عسكرية، إن تنظيم القاعدة استهدف موقعًا عسكريًا لقوات دفاع شبوة الجنوبية في منطقة المصينعة، دون سقوط خسائر بشرية.
ومنذ قرابة شهر يستهدف تنظيم القاعدة بالطائرات المسيرة مواقع القوات الجنوبية والحكومية في محافظة شبوة.
وكان تنظيم القاعدة في اليمن قد أعلن سابقًا عن تنفيذ قصف مسير أعقبه هجوم انغماسي على موقع عسكري لقوات سهام الشرق في محافظة أبين، ما أدى الى سقوط قتلى وجرحى من القوات الحكومية.
ووسط تصاعدت حدة الخلافات بين قيادات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، ينفذ التنظيم عدة هجمات بالطيران المسير ضد القوات الحكومية في محافظة شبوة جنوبي اليمن.
وتأتي هذه العمليات بعد أن وجد خالد باطرفي، أمير التنظيم في اليمن، نفسه في مأزق بالغ التعقيد إثر فشله في تطبيق سياسته العسكرية بعد رفض معظم قادة التنظيم لتلك السياسة، وفي محاولة إنقاذ نفسه من هذا المأزق عبر استخدام الطيران المسير، التي كان لها تداعيات سلبية وفاقمت من أزمة باطرفي مع معظم قادة التنظيم لا سيما القيادي اليمني الأبرز سعد بن عاطف العولقي.
العولقي لم يعد يتبنى مواقف مناوئة لخالد باطرفي فحسب، بل بات في مفترق طرق مع القيادة العامة لتنظيم القاعدة في اليمن بعد أن وجد نفسه في تنافس مع “أبو أسامة الدياني” وهو أحد قادة التنظيم الذين يدعمهم باطرفي لضرب العولقي في بيئته الحاضنة وعلاقته مع القبائل.
عمليات الطيران المسير، تعتبر إثباتاً جديداً يؤكد سعي باطرفي وزمرته للحفاظ على بقاءهم وتمكين المقربين منهم ولو على حساب قادة وعناصر التنظيم الآخرين.
ولم يستطع تنظيم القاعدة في اليمن على مدار العامين الماضيين امتلاك تقنية تصنيع الطيران المسير العسكري، وقد كان يعاني من عجز شديد في هذا الجانب مقارنة بخبرائه النوعين في تصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة وتفخيخ العربات.
لذا فإن تحصل التنظيم على هذا الطيران المسير دفع الجميع الى التساؤل عن مصدره، لاسيما بين صفوف عناصر التنظيم التي كانت بالكاد تحاول أن تقاوم القرائن التي تثبت تعاون قياداتها مع إيران والحوثيين والتي زاد هذا الأمر من شكوكها.
وبحسب مصادر مطلعة في القاعدة فقد راجت في أوساط التنظيم ثلاث روايات حول مصدر المسيرات: الرواية الأولى أن التنظيم اشترى هذه الطائرات عبر وسيط محلي، فيما الرواية الثانية تتحدث عن اغتنام التنظيم لمسيرات، لكن لم يشر أصحاب هذه الرواية إلى الموقع والتوقيت الذي تم اغتنام الطائرات فيه.
أما الرواية الثالثة، تتحدث عن وصول الطائرات عن طريق أشخاص آخرين من قادة التنظيم الميدانيين، دون معرفة باطرفي ومساعديه بالأمر، وبعد معرفتهم بالأمر فقد وافقوا عليه.
إلا أن مصدر جهادي يمني مطلع نفى لـ”أخبار الآن” حقيقة الروايات الثلاث مؤكدًا أن من وراء ترويجها هم الخلية القيادية القريبة من باطرفي وأن الطائرات المسيرة وصلت للقاعدة عبر أبو أسامة الدياني.
وقد اكتفى المصدر الخاص بالتلميح عن مصدر الطائرات قائلا: “لقد وصلت عن طريق أطراف يمنية هي على مصالح مشتركة مع التنظيم في العمل العسكري ضد القوات الحكومية وحلفائها الأجانب”، في إشارة الى جماعة الحوثي التي تعد الطرف اليمني الوحيد المالك لهذه المسيرات والمتقاطع في مصالحه مع القاعدة.
أما عن عدد المسيرات، فقد أفادت مصادر جهادية مقربة من باطرفي لـ”أخبار الآن” إلى أنه لا يعلم على وجه اليقين كمية المسيرات التي حازها التنظيم لكنها على الأرجح لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، كما أنه لم يسلم للعناصر إلا طائرة واحدة لتجربة نجاعة الاستهداف من خلالها.
ورجحت المصادر جلب عدد آخر من الطيران المسير وتوزيع عدد أكبر من المسيرات خلال الأيام القادمة على عدة خلايا للتنظيم، بعد نجاح التجربة.
وبحسب معلومات حصرية لـ”أخبار الان” من مصادر متطابقة، فإن تنظيم القاعدة في اليمن يمتلك حتى الآن نوع واحد من المسيرات الحاملة للقذائف، ولكن يسعى التنظيم حالياً لتوفير طائرات افضل لتحسين عملياته، كما أنه يسعى أن تكون بحوزته طائرة مفخخة في حالة استهدافه مراكز حيوية، لأنها قادرة على خلق أضرار أكبر من القذائف.
“المسيرات أسهل”.. القاعدة في اليمن يفضلها على العبوات الناسفة
كانت العقبة الرئيسية الحائلة دون استخدام الطيران المسير هي افتقار القاعدة في اليمن لتقنيات تصنيعه، وأيضا الافتقار إلى وجود خبراء في قيادة وتوجيه المسيرات.
لكن بعد نجاح تجارب التنظيم الأخيرة، وحصولهم السلس على نسخ مطورة من الطائرات المسيرة، باتت قيادة التنظيم ترى استخدام المسيرات أسهل من زرع العبوات الناسفة، فالمسيرات يتحكم بها العنصر من موقعه ويستهدف أي أهداف ثابتة وفي الزمن الذي يحدده، فيما يتطلب زراعة العبوات الناسفة، تحرك عنصر أو أكثر إلى مواقع وهذا يمثل تهديداً على حياتهم.
وبحسب قيادي جهادي مقرب من القيادة العامة، فسوف يسعى التنظيم خلال الفترة القادمة إلى استخدام الطيران المسير في محافظة أبين إلى جانب محافظة شبوة، وتوسيع بنك أهداف التنظيم بحيث يتضمن مواقع عسكرية أكثر ومراكز قيادة عسكرية ذات أهمية أكبر من الدورات والنقاط العسكرية العادية.
ولا يستبعد أن يؤدي نجاح تنفيذ هذه الهجمات الى تحرك أمير التنظيم وخليته القيادية لعرض خدمات التنظيم الأمنية والعسكرية على أطراف محلية وأجنبية مناهضة للحكومة الشرعية، لتنفيذ عمليات استهداف ضد القوات الحكومية والمسؤولين الحكوميين اليمنيين.
هجمات المسيرات مؤخراً ليست الأولى من نوعها
لا يعد الهجوم الأخير الذي أعلن عنه التنظيم هو الأول من نوعه، إذ أعلن تنظيم القاعدة في اليمن أنه نفذ هجومًا بطائرة مسيرة استهدفت القوات الحكومية في محافظة شبوة شرق اليمن، في 22 أيار / مايو من العام الجاري.
وقالت نشرة إعلامية نشرها تنظيم القاعدة في اليمن عبر الذراع الدعائي مؤسسة ” الملاحم “، إن عناصر التنظيم نفذوا هجومًا بطائرة مسيّرة، استهدف موقعًا لقوات دفاع شبوة في منطقة المصينعة.
وكان تنظيم القاعدة في اليمن، قد أعلن قبل أسبوع من ذلك عن تنفيذ أول عملية بطائرة مسيرة استهدفت قوات دفاع شبوة.
وتأتي هذه العمليات بعد حصول القاعدة في اليمن على طائرات مسيرة كدعم من مليشيات الحوثي المدعومة من إيران.