صراع مستمر في السودان منذ منتصف أبريل
- نزح ما يقرب من 2.8 مليون شخص بسبب القتال
عيد الأضحى هذا العام كان مختلفًا على السودانيين في الداخل والخارج، حيث يعيش السودان في حرب متواصلة منذ الخامس عشر من أبريل الماضي، بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، وسط معاناة المواطنين. وقد تقطعت أوصال الأسرة الواحدة وتوزعت في مناطق مختلفة داخل البلد وخارجه، جراء الصراع الدامي، في ما يعاني من تبقى في العاصمة التي أصبحت شبه مهجورة من انعدام الخدمات الأساسية.
وعلى عكس السنوات السابقة، لم يتمكن السوداني حسن ياسين الرضي من إرسال الأموال إلى عائلته في السودان، الذي تمزقه الحرب، لشراء الأضحية في العيد.
حاول الاتصال بالعائلة والأقارب عبر الهاتف لكنه فشل بعد صلاة عيد الأضحى في العاصمة العراقية بغداد، حيث يعيش منذ سنوات ويكسب قوته من بيع العصير في سوق مزدحمة.
وقال إنه حتى عندما يتحدث معهم لا يفهم كل شيء لأن الاتصال ضعيف وغالبا ما تنقطع المكالمة، في إشارة إلى المرات القليلة التي تحدثوا فيها منذ اندلاع العنف في الخرطوم في وقت سابق من هذا العام.
وعلى غرار سودانيين آخرين يعيشون ويعملون في أنحاء الشرق الأوسط، كان عليه أن يراقب من بعيد تصاعد العنف في وطنه.
وأضاف “حاليا نشاهد الأحداث… التفاهم (التواصل) معاهم (مع الأسرة) ضعيف.. الشبكة ضعيفة الاتصال شوية ذبذبة”.
وقال سوداني آخر يدعى عبدالباقي عثمان عبد الباقي في لبنان إنه يشعر بالقلق على العائلة وأوضاعها وممتلكاتها ومنزلها.
أوضح أنه لا يشعر بطعم العيد هذا العام، وليس لديه كذلك القدرة ماديا ونفسيا على الاحتفال لأنه يشعر بالقلق على الناس في السودان.
وأضاف: “الواحد بيكون قلق على أسرته، قلق على وضعه، على ممتلكاته، على بيته. في ناس ضيعت حصاد عمرها… في ناس اشتغلوا لسنوات.. في ثانية اتدمر كل شيء واتنهب كل شيء”.
ونزح ما يقرب من 2.8 مليون شخص بسبب القتال، منهم ما يزيد على 2.15 مليون داخليا، في حين فر ما يقرب من 650 ألفا إلى دول مجاورة، وفقا لتقديرات نشرتها المنظمة الدولية للهجرة يوم الثلاثاء (27 يونيو حزيران).
وقالت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنها تتوقع أن يحول الصراع أكثر من مليون شخص إلى لاجئين في غضون الأشهر الستة المقبلة.
ودعا قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الشباب في البلاد يوم الثلاثاء (27 يونيو حزيران) إلى الدفاع عن بلادهم بوسائل من بينها الانضمام إلى الجيش. وأعلن وقفا لإطلاق النار في أول أيام عيد الأضحى الأربعاء، فيما أعلن طرف الصراع الآخر، قوات الدعم السريع، عن هدنة من جانبه.
ولم تصمد اتفاقات وإعلانات وقف إطلاق النار المتعددة السابقة، منذ اندلاع القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في منتصف أبريل نيسان، ومنها اتفاقات توسطت فيها السعودية والولايات المتحدة خلال محادثات في جدة جرى تعليقها الأسبوع الماضي.