روسيا.. مصير غامض يحيط بالجنرال سيرغي سوروفيكين بعد تمرد فاغنر
- تعيين سوروفيكين في منصبه من قبل بوتين وبمباركة من بريغوجين
- وثائق سي إن إن: سوروفيكين كان عضواً سرياً في مجموعة فاغنر
- أول ظهور لسوروفكين في وسائل الإعلام كان سنة 1991
- سوروفيكين مسؤول عن دهس 3 معارضين روس زمن غورباتشوف
يلقب بجنرال يوم القيامة، متهم بارتكاب جرائم حرب في سوريا والشيشان، دهست دباباته متظاهرين معارضين في قلب موسكو، امتهن تجارة السلاح غير القانوني، وقُتل زميله في مكتبه منتحراً، إنه الجنرال الروسي صاحب التاريخ الدموي سيرغي سوروفيكين.
ما يزال الغموض يحيط بمصير الرجل منذ فشل تمرد مجموعة فاغنر ضد النظام في روسيا ورفض الكرملين التعليق على تقارير تؤكد اعتقاله لتورطه في التمرد الأخير.
اللافت أن سوروفيكين عينه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نائباً لقائد العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا بمباركة من طباخه المنقلب عليه يفغيني بريغوجين. ليتضح فيما بعد وبحسب وثائق مسربة كشفت عنها شبكة سي إن إن الأمريكية أن سوروفيكين لم يكن مجرد جنرال في الجيش الروسي بل كان عضواً سرياً في مجموعة فاغنر إلى جانب ما لا يقل عن 30 من كبار الضباط في الجيش والمسؤولين الاستخباراتيين.
وفقًا لسيرته الذاتية الرسمية، ولد سوروفكين في مدينة نوفوسيبيرسك، ويبلغ من العمر 55 عاما.
وكان قد خدم في صراعات دارت في تسعينيات القرن الماضي في كل من طاجيكستان والشيشان، ومؤخرا شارك في الصراع في سوريا عندما تدخلت موسكو عام 2015 لدعم النظام السوري.
مجزرة موسكو
ظهر سيرغي سوروفيكين لأول مرة في وسائل الإعلام في أغسطس/آب عام 1991 عند محاولة انقلاب ضد الزعيم السوفيتي آنذاك، ميخائيل غورباتشوف.
شارك سوروفكين، وكان نقيبا في الجيش في ذلك الوقت، في عملية للجيش ضد المتظاهرين المدنيين في وسط موسكو.
قطع المتظاهرون الطريق أمام عدد من المدرعات العسكرية ورشقوها بالحجارة والزجاجات، فأعطى سوروفيكين أوامره للمدرعات بالتقدم فدهست ثلاثة متظاهرين وقتلتهم.
ألقي القبض على سوروفكين وأمضى سبعة أشهر رهن الاعتقال قبل بدء المحاكمة، ولكن أسقطت عنه جميع التهم بحجة أنه كان ينفذ الأوامر الصادرة له.
وفي عام 1995، اتهم ببيع سلاح بشكل غير قانوني. أدانته محكمة عسكرية في موسكو وحكمت عليه بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، وفي وقت لاحق أُلغيت التهمة من سجله.
تخرج سيرغي سوروفيكين من الأكاديمية العسكرية عام 2002، وسرعان ما أصبح قائد فرقة عسكرية في مدينة يكاترينبروغ، وبعد عامين كان في قلب فضيحة أخرى عندما أطلق زميل مقرب له النار على نفسه في مكتب سوروفكين.
تطهير عرقي في الشيشان
عام 2004، عين سوروفكين قائدا لفرقة عسكرية في الشيشان، حيث كانت روسيا في ذلك الوقت تكافح للسيطرة على مقاتلي حرب العصابات المحليين المناهضين لموسكو.
اتُهم سوروفكين عدة مرات علنا من قبل مرؤوسيه بارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين المحليين.
وأفاد شهود عيان أن إحدى الكتائب التابعة له نفذت “عمليات تطهير” في إحدى المناطق
جنرال الموت في سوريا
في عام 2017 كانت روسيا تلعب دورا حاسما في مساعدة قوات الحكومة السورية في قمع المعارضة في أنحاء البلاد، وفي ذلك العام عيّن سيرغي سوروفكين قائدا للطيران العسكري الروسي في سوريا وكانت المرة الأولى التي يعمل بها في سلاح الجو رغم خبرته القلية
في سوريا، اتُهمت الوحدات العسكرية تحت قيادة سوروفكين بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية وقصف المستشفيات.
وفي تقرير خاص صدر عام 2020، عن منظمة هيومن رايتس ووتش (HRW)، ورد اسم سوروفيكين إلى جانب قادة روس وبعض القادة السوريين الذين يمكن أن يعتبروا مسؤولين عن انتهاك حقوق الإنسان أثناء الزحف على محافظة إدلب بين عامي 2019 و2020.
ورغم كل هذا التاريخ الدموي نتيجة عمله في سوريا، حصل سيرغي سوروفيكين على وسام بطل روسيا، وهو أعلى جائزة في البلاد.