“قضية نائل تحولت من جريمة قتل إلى جريمة تصفية”.. صحفية استقصائية لأخبار الآن
تحدى المتظاهرون في فرنسا الحشد الأمني الكبير واشتبكوا مع الشرطة لليلة الخامسة على التوالي في قلب باريس، وفي عدة مدن كبرى في فرنسا، احتجاجًا على مقتل فتى من أصل جزائري برصاص شرطي، في وقت تسعى فيه حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون بكل طاقتها إلى منع توسع الاضطرابات الأسوأ من نوعها منذ أزمة “السترات الصفراء” عام 2018.
وللرجوع إلى تفاصيل الأحداث تحدثت الصحفية الاستقصائية في CNEWS أماني الوسلاتي، لأخبار الآن عن التسلل الزمني للأحداث التي تشهدها فرنسا وإلى ما ستأول إليه الأوضاع.
بحسب “الوسلاتي” فقد تحولت باريس من عاصمة الأنوار إلى ساحة حرب بعد مقتل الشاب نائل في منطقة نانتير من ضواحي باريس الغربية مساء يوم الثلاثاء السابع والعشرين من يونيو بين الساعة الثامنة والثامنة ونصف مساء.
بعمر الــ 17 سنة فقط ينهي حياته بكل بشاعة عون أمن بعد أن أطلق عليه الرصاص بصفة مباشرة وعلى بعد بعض السنتيمترات.
الشاب نائل رفض الامتثال لعون الأمن وإخضاعه الإيقاف والتفتيش بعد أن صفعه عدة مرات رجل أمن آخر على وجهه باستعمال سلاحه، وبحسب الصحفية أماني فإنه من المؤكد وحسب محامي يمتلك الفقيد الشاب نائل سجل مدني خال تماما من أي سوابق عدلية.
كيف تصنف الحادثة؟
أكدت الصحفية أماني الوسلاتي لأخبار الآن أن عملية عملية قتل نائل أصبحت تسمى بالتصفية أو الإعدام في الشارع الفرنسي صورها شاهد عيان ووثق بكل وضوح كيف قتل الشاب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، وهو ما آثار ذعر وسخط الشارع الفرنسي بداية من منطقة نانتار لينتشر الغضب الشعبي إلى مناطق أخرى من العاصمة الفرنسية ومن ثم إلى ولايات أخرى من فرنسا من الشمال إلى الجنوب.
هل ستتمكن السلطات من إخماد الاحتجاجات؟
الاحتجاجات خرجت عن السيطرة و أصبحت تقتصر فقط على عمليات تخريب، سرقة وتكسير ونهب مؤسسات الدولة( مراكز شرطة، إدارات،، بلديات…) و محلات تجارية خاصة ( مساحات كبرى، محلات مجوهرات وملابس فاخرة) العنف لم يقتصر على التخريب والنهب بل امتد ليشمل حرق باصات النقل العمومي، حرق بلديات ومراكز شرطة، حرق سيارات على الطريق العام والأخطر هو تسجيل سرقة عدة محلات لبيع الأسلحة، أسلحة للدفاع عن النفس و أسلحة للصيد.
أعمال العنف لليلة الجمعة 30 يونيو
أكدت “الوسلاتي” لأخبار الآن أن ليلة الجمعة شملت عمليات تخريب في أكثر من ولاية في فرنسا خاصة منها ولايات مارسيليا، ليون، ليل وباريس وغيرها.
تم حرق 2000 سيارة في الطرقات العامة، وخرّب 31 مركز أمن، كما تم تخريب 16 مركز للشرطة البلدية وتمت مهاجمة 11 ثكنة عسكرية وخُرّبت 492 بناية عامة بالإضافة إلى سرقة عشرات من المحلات التجارية.
الشرطة أوقفت 1300 شخص من المخربين و أصيب أثر عمليات الكر والفر بين المخربين و عناصر من الشرطة 79 عون أمن على الأقل بإصابات متفاوتة الخطورة.
عمليات الاحتجاج وعمليات التخريب شملت أشخاص من جنسيات مختلفة فرنسية وخاصة عربية تضامنا مع عائلة الشاب نائل ذات الأصول جزائرية.
قرارات ماكرون وحكومته
الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عاد إلى العاصمة الفرنسية قبل انتهاء قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قرر خلال اجتماع خلية الأزمة تتبع كل من يدعو إلى الاحتجاج أو التظاهر من خلال مواقع التواصل الاجتماعي تتبعًا قضائيًا.
قرر ماكرون حجب كل مقاطع فيديو عمليات الاحتجاج والتخريب المحملة تباعا على مواقع التواصل الاجتماعي معتبرا أن لها دور كبير في تجييش الشارع وحثهم على الخروج وتخريب البلاد.
من جهته توعد وزير الداخلية جيرالد دارمانان كل المخربين بفرض الأمن من خلال تجييش قوات أمنية مختصة، وخصص مدرعات و 45 ألف عون أمن على كامل التراب الفرنسي كما توعد كل من يلمس أو يعتدي على أي أمني أو شرطي بدفع الثمن باهضا، كما أمر وزير الداخلية بوقف حركة الباصات والترام في كامل أنحاء البلاد ابتداء من الساعة التاسعة ليلا.
طلب عدد كبير من عمد عدة ولايات تعزيزات أمنية منذ ليلة الجمعة بسبب حرق المحتجين بعض مقرات الولايات واعتدائهم على عدد من المسؤولين فيها على يد المحتجين.
آخر الاجراءات المتخذة
فرض حظر التجول في منطقة نانتير و كولومب ابتداء من العاشرة ليلاً إلى غاية السادسة صباحًا وذلك انطلاقًا من ليلة السبت إلى غاية يوم الثلاثاء الرابع من يوليو.
وانتشرت قوات الجيش الفرنسي أمام المؤسسة الحيوية وفي المناطق الأكثر احتقانًا.
وتعيش البلاد حالة تأهب قصوى فيما استنفرت قوات الأمن الفرنسية لمواجهة المخربين وأعمال العنف المتوقعة في كامل البلاد مع ازدياد حالة الاحتقان.