جماعة الشباب تصدر فيديو دعائي بشأن هجومها على إثيوبيا في 2022
بعد مرور عام على الهجوم الأكبر من نوعه الذي نفذته جماعة الشباب الصومالية، المصنفة إرهابياً، على مناطق حدودية في الإقليم الصومالي في دولة إثيوبيا الفيدرالية، أصدرت الجماعة مقطع فيديو باللغة الصومالية بعنوان “لا مرحباً بهم إنهم صالوا النار”.
روجت الجماعة في الإصدار لما زعمت أنّه انتصاراً على القوات الخاصة للإقليم الصومالي (Liyu police)، وأعادت نشر مقاطع مصورة لبداية الهجوم على قرى حدودية تقع في الجانب الإثيوبي، وجثث عدد من قتلى شرطة ليو الخاصة. وما لم يذكره الإصدار هو مصير مئات من المقاتلين الذين انطلقوا من إقليم بكول في ولاية جنوب الغرب في دولة الصومال الفيدرالية، عابرين الحدود إلى الإقليم الصومالي في إثيوبيا، أو إخفاق الجماعة في الاحتفاظ بالمناطق التي سيطرت عليها لساعات فقط.
خريطة توضيحية لإقليم بكول
وبعد 16 يوماً على الهجوم الذي وقع في 19 يوليو 2022، أعلن رئيس الإقليم الصومالي، مصطفى محمد عمر عن حصيلة التصدي لهجوم الشباب، وكانت كالتالي؛ 800 قتل، والقبض على 100 عنصر آخرين. وعبر حسابه على “تويتر” غرد قائلاً “انتهت المغامرة السيئة للشباب في إثيوبيا بهزيمة كبيرة. جاري تنفيذ مهام تأمين لضمان عدم تجرؤهم على الاقتراب من الحدود مرة أخرى”. صدق حديث عمر، خلال عام كامل لم تجرؤ جماعة الشباب على الاقتراب من الحدود الإثيوبية، بعد الهزيمة الثقيلة التي مُنيت بها على يد شرطة ليو الخاصة.
With >800 killed and ~100 captured, AlShabab’s misadventure into 🇪🇹 ended with a rout of the terrorists. The task of ensuring it never dares to get close to the border is underway. pic.twitter.com/ALSbbs3GKK
— Mustafe M. Omer (@Mustafe_M_Omer) August 5, 2022
يقول ناشط من الإقليم الصومالي، طلب عدم الكشف عن اسمه لـ”أخبار الآن” عن الجماعة “أبداً ما ذكروا خسائرهم لأن هذا يسبب الإحباط في قلوب مجنّديهم، الذين هم في الغالبية في العشرينيات من العمر”.
مقتل 800 من الشباب
وبحسب وكالات أنباء دولية، تسلل عناصر جماعة الشباب إلى منطقة “أتو” في قطاع أفدير في الإقليم الصوماليّ، وهاجموا بلدتي “أتو” و”ييد” حيث تتواجد قواعد عسكريّة تابعة لوحدة خاصّة من الشرطة الإقليميّة (ليو بوليس) في المنطقة الصوماليّة الإثيوبيّة، تشارك في حماية الحدود بين البلدين، واستمرت القتال قرابة 6 ساعات.
وبحسب تصريحات حاكم محافظة بكول الصومالية الحدودية مع إثيوبيا، تسللت قوة أخرى من جماعة الشباب، انطلقت من شرق مدينة عيل بردي “El-Barde” إلى إثيوبيا دون مقاومة. تلك التصريحات تدعم تصريحات رئيس الإقليم الصومالي الذي تحدث عن تصفية 800 من عناصر الشباب، بعد حصارهم داخل الإقليم.
وذكر الناشط من الإقليم الصومالي، بأنّ هجوم الجماعة جاء بعد عيد الأضحى بعدة أيام، مشيراً إلى أنّ الجماعة خططت للهجوم منذ العام 2019 كما أوضح رئيس الإقليم.
وذكر لـ”أخبار الآن” بأنّ الجماعة بدأت الهجوم على مقرات شرطة ليو الخاصة بتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة، موضحاً أنّ الهجوم بدأ قبيل الفجر، وتمكنت الجماعة في الهجوم المفاجئ من قتل العشرات من قوات شرطة ليو. بدورها كانت الجماعة أعلنت قتلها 87 عنصراً من القوات الأمنية والعسكرية في الإقليم الصومالي.
عقب ذلك، تداركت قوات الإقليم الموقف، وأغلقت الحدود مع الصومال، وقامت بشن هجوم استعادت فيه المواقع التي سقطت بيد الشباب وتمكنت من قتل وأسر العشرات منهم. الموقعة الثانية لهجوم قوات شرطة ليو كانت قرب مدينة “عيل كري”، حيث حاصرت مقاتلي الشباب الذين تمركزوا في مناطق جبلية وعدد من القرى لمدة 5 أيام، وتمكنت من القضاء على عدد كبير منهم واستسلم لها العشرات، بحسب المصدر من الإقليم الصومالي.
قبيل هجوم الشباب على إثيوبيا، صرحت قوات الشرطة في الإقليم الصومالي، بأنّها نفذت عملية أمنية واسعة لتمشيط القرى المطلة على الحدود الصومالية، وتمكنت من اكتشاف أسلحة مختلفة في قرية “هيلو مادو” في منطقة عيل كري، وألقت القبض في هذه العملية على أعضاء من “الشباب”.
وبحسب المصدر السابق، فإن تلك العملية ليست الأولى من نوعها، ففي عام 2014 حاولت جماعة الشباب مهاجمة شرطة ليو في الإقليم الصومالي، وانتهت المحاولة بهزيمتهم.
لكن هناك مخاوف في الفترة الأخيرة من استغلال جماعة الشباب القرار الحكومي الفيدرالي في إثيوبيا بتفكيك القوات الخاصة بالأقاليم ومنها قوات شرطة ليو الخاصة، في إطار توجه الحكومة الفيدرالية نحو إعادة هيكلة جميع القوات شبه العسكرية الخاصة بالأقاليم في البلاد.
ذكر الناشط من الإقليم الصومالي، بأنّ الحكومة الفيدرالية أصدرت قراراً بتفكيك القوات الخاصة ومنها قوات شرطة ليو (Liyu police)، وطرحت ثلاثة خيارات أمامهم؛ الانضمام إلى الجيش الوطني، أو الانضمام إلى الشرطة الإقليمية أو الشرطة الفيدرالية، أو الانسحاب من الخدمة العسكرية وتعويضهم بوظائف مدنية. لكن ذلك القرار في حالة شرطة ليو الخاصة لم يُطبق بعد بحسب تصريحات المصدر السابق، الذي أشار إلى أنّ تلك القوات ما تزال متمركزة في قواعدها العسكرية بنفس أزيائها وتتلقى رواتبها.
أهداف مهاجمة إثيوبيا
يعتبر الحصول على موطئ قدم داخل إثيوبيا هدفاً أساسياً لجماعة الشباب الصومالية، للعديد من الاعتبارات، منها أنّ ذلك سيمكن الجماعة من الاستفادة من مشاعر الغضب الشعبية تجاه إثيوبيا، التي تدخلت عسكرياً في البلاد (2006-2009) لدعم الحكومة الانتقالية الفيدرالية ضد نظام المحاكم الإسلامية، الذي انضوت جماعة الشباب تحتها، قبل أنّ تنشق لاحقاً، وترفض المصالحة بين جناح في المحاكم والحكومة الانتقالية.
الاعتبار الثاني، جاء على لسان قيادي سابق في الجماعة تحدث إلى موقع “صوت أمريكا” وقال بأنّ الجماعة هدفت إلى رفع علمها فوق أراضي إثيوبية، ثم إطلاق تصريحات رسمية عن “نشر الجهاد في جبهة جديدة” في القرن الأفريقي. وتلك الدعاية على غرار دعاية تنظيم داعش، تُكسب الجماعة دعماً معنوياً سواء أمام أفرادها وبقية الجماعات المتطرفة الأخرى والمتعاطفين مع حركات التطرف. بدوره قال الخبير في شؤون القرن الإفريقي، مات برايدن لموقع “صوت أمريكا” معلقاً على الهجوم، بأنّه على الرغم من معاناة الجماعة من هزائم تكتيكية، إلا أنّها حققت بعض الأهداف المهمة، وهي بشكل رئيسي، الزعم بأنّها قادرة على تحقيق هجوم كبير داخل إثيوبيا.
تحليل برايدن أثبتت الجماعة صحته، حين أطلقت إصدارها في وقت تعاني فيه من هزائم ثقيلة على يد القوات الحكومية الصومالية المدعومة من مقاتلي العشائر (معويسلي)، منذ إعلان الرئيس حسن شيخ محمود عن بدء الحرب الحاسمة ضد الجماعة المصنفة إرهابياً في أغسطس 2022. فضلاً عن ذلك، تعمل الجماعة على استباق إنطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية الحكومية بدعم من قوات دول الجوار (إثيوبيا، وكينيا، وجيبوتي) بنشر دعاية عن قدرتها على استهداف الدول الإفريقية التي تشارك في الحرب ضدها. في هذا السياق قامت الجماعة بتنشيط عملياتها في مناطق شمال غرب كينيا، والترويج لذلك إعلامياً بشكلٍ واسع، بينما حين عجزت عن استهداف شرطة ليو أو القوات الإثيوبية التي تتجمع قرب الحدود مع الصومال تمهيداً للمشاركة في المرحلة الثانية من الحرب ضدها، لجأت إلى إعادة بث مقاطع مصورة عن هجوم العام الماضي على الإقليم الصومالي في إثيوبيا.
محاولات التمدد في إثيوبيا
هجوم الشباب في يوليو 2022 على الإقليم الصومالي في إثيوبيا لم يكن بعيداً عما شهدته البلاد من اضطرابات أمنية وسياسية واسعة النطاق على خلفية حرب الحكومة الفيدرالية ضد إقليم تيجراي، التي انطلقت في نوفمبر 2020، وانتهت في نوفمبر 2022 بعد توقيع اتفاق سلام بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي. أثناء هجوم الجماعة كانت البلاد دخلت في مرحلة الهدنة، بعد انتقال القتال من إقليم تيجراي إلى أقاليم أمهرا والعفر، فضلاً عن الاشتباكات الحدودية بين إقليمي الصومال والعفر، وتوسع عمليات جيش تحرير أوروميا (OLA) ضد الحكومة الفيدرالية. الوضع السابق جعل مراقبون يربطون بين هجوم جماعة الشباب المصنفة إرهابياً والوضع في أوروميا، حيث ساحة القتال التي ما تزال مشتعلة. ذكر محللون أنّ جماعة الشباب هدفت إلى اختراق الإقليم الصومالي والتموضع في مناطق جبلية في أوروميا، والعمل بشكلٍ مشترك مع جيش تحرير أوروميا، إلا أنّ آخرين استبعدوا وجود تنسيق بين الطرفين؛ بسبب الاختلافات الأيديولوجية الكبيرة للغاية.
كانت الحكومة الإثيوبية أعلنت في العام 2022 عن إحباط محاولة لجماعة الشباب لتفجير ملعب كرة قدم، وإحباط عدة مخططات للجماعة داخل البلاد.
لكن الجماعة رغم نشاطها في المناطق الحدودية مع إثيوبيا، واشتراك أفرادها في العرق واللغة والثقافة مع الصوماليين في الإقليم الصومالي، لم تستطع على مدار أعوام خلق بيئة حاضنة لها. يعلل الناشط من الإقليم الصومالي ذلك، بأنّ الناس في الإقليم على وعي تامّ بخطورة هذه الجماعة، وقال: “هم يكرهون حتى اسمهم، وحتى بعد هجومهم في العام الماضي قام الشعب بكل أرجاء الإقليم لمساعدة الشرطة الخاصة، وقامت النساء بإعداد الوجبات السريعة وتبرعت الشركات بالأطعمة المعلبة والمياه النظيفة وكل شيء، وتبرع الرعاة بأغنامهم ومواشيهم من أجل مواجهة هذه الجماعة”. وأكد لـ”أخبار الآن” على أنّ “هناك اتفاق عام مجزوم به من السلطة والمعارضة على خطورة هذه الجماعة، وما سيتسببون به من دمار في الإقليم إن تمكنوا من اختراقه.”
هزيمة الشباب: خيانة داخلية
ومن جانب آخر، ربط مراقبون بين إخفاق جماعة الشباب وتكبدها مئات القتلى في الهجوم على الإقليم الصومالي والخلافات الداخلية بين قيادات الجماعة؛ بين القيادي رئيس استخبارات الجماعة “أمنيات” مهاد كاراتي وزعيم الجماعة أحمد ديري أبو عبيدة. على إثر الهزيمة لم يظهر أبو عبيدة في الإعلام لمدة عام، حتى ظهوره الأخير في تجمع لقيادات الجماعة، وهو يغطي وجهه بلثام.
وفي هذا السياق يقول إبراهيم نظارة، أحد أعضاء جماعة الشباب السابقين: “مهاد كارتي، هو متهم في داخل جماعة الشباب، كثير من الضباط، وكثير من أتباع الجماعة يتهمونه بالعمالة، لأنه عندما كان ذو سلطة ونفوذ عالٍ، كان يقوم بتصفية الرموز داخل الجماعة، وكانت تحركاته كلها مشبوهة، حتى أنه تم اتهامه بقتل رئيس الجماعة السابق أحمد غوداني”.
ومهاد كاراتي هو عبد الرحمن محمد ورسامي، أو مهد محمد علي كاراتي، كلُّهَا أسماءٌ مستعارة لنائب زعيم جماعة الشباب الصومالية الإرهابيةِ، أو زعيمها في الظل، وأحد أخطر شخصياتها والعقلِ المُخطط لأكثر العمليات الإرهابية دمويةً، التي نُفِذت تحت اسم جهاز “أمنيات”، الجناح الاستخباراتي والأمني لجماعة الشباب.
لماذا بعد عام تكذب الجماعة؟
ويُطرح سؤال حول أسباب انتظار جماعة الشباب مدة عام كامل حتى تعيد نشر دعايتها عن الهجوم على الإقليم الصومالي في إثيوبيا، وما هي الأهداف وراء ذلك اليوم. بدايةً تريد الجماعة الاستفادة من الذكرى السنوية للحدث، عبر إنتاج مرئيات عن العملية، وربطها بمجريات الصراع الذي تصنفه بأنّه “تصدي لمؤامرة صليبية على الإسلام في المنطقة”.
وفي هذا السياق استبقت الجماعة إصدارها عن العملية في الإقليم الصومالي ببيان بعنوان “هدم المساجد وقتل المصلين في إثيوبيا” روجت خلاله لرؤيتها لمؤامرة عالمية بتواطؤ عربي ضد الإسلام والمسلمين، وهي محاولة مكشوفة للاستفادة من كل حادث له علاقة بالقضايا الدينية في إثيوبيا، على الرغم من توصل المنظمات الإسلامية إلى تفاهم مع الحكومة الفيدرالية حول تنظيم عمل المساجد.
فضلاً عن ذلك، سبق الإصدار آخر حول تخريج الجماعة لمقاتلين جدد، ونشر بيان حول هجوم على القوات الإثيوبية في ولاية جنوب الغرب الصومالية. ومن خلال ما سبق، تود الجماعة الترويج لقدرتها على التصدي لما تسميه خطر يهدد الإسلام والمسلمين في المنطقة، وترويج نفسها على أنها جماعة إسلامية واسعة الانتشار، وهم الأمر الذي يساعدها في تجنيد مقاتلين من داخل إثيوبيا والدول المجاورة.
يقول الناشط من الإقليم الصومالي لـ”أخبار الآن”: “تريد الجماعة أنّ يكون لها سلطة ليبعثوا القلق والرعب في داخل أثيوبيا، وليقال عنهم أنهم متواجدون في ثلاث دول من شرق أفريقيا (الصومال وكينيا وأثيوبيا)”.
بالإضافة إلى ما سبق، هناك اعتبارات أمنية تتعلق بالتحولات التي تبنتها الجماعة في اجتماعها القيادي الأخير قبل عدة شهور، بعد الهزائم التي مُنيت بها على يد القوات الحكومية. تريد الجماعة رفع الروح المعنوية لقواتها عبر استباق انطلاق المرحلة الثانية من العمليات العسكرية ضدها، بالترويج لقدرتها على استهداف الدول التي تشارك في القوات الأفريقية في الصومال، مثل استهداف مناطق في شمال غرب كينيا، واستهداف القواعد العسكرية للقوات الأوغندية والإثيوبية في الصومال.
كما أنّ الجماعة تستفيد مما يُكتب في الصحافة الإثيوبية والأوغندية عن هجماتها، فتقوم بترجمة ما يُكتب عنها حتى لو تضمن نقداً لها، ونشره عبر موقعها “شهادة نيوز”، للإيحاء بأنّ النخب في دول الجوار تؤيد وجود الجماعة وترى أهمية وضرورة للاعتراف بها.
وفي السياق ذاته، إن إصدار الجماعة السابق، هو استمرار لإستراتيجية التحشيد والترويج الإعلامي، التي تتبعها الحركات والجماعات المتطرفة، باستغلال كل حدث محلي ودولي. بينما لم تُعلن جماعة الشباب مطلقاً عن خسائرها سواء في الصراعات الدائرة مع القوات الصومالية وحتى الهجوم السابق على إثيوبيا.
وللمفارقة فإن الجماعة التي يتعرض قادتها للتصفية في غارات جوية أمريكية في إطار التعاون الأمريكي مع الحكومة الصومالية وفي العمليات العسكرية البرية، لم تُعلق على تلك الحوادث، ولم تتطرق إلى الأسباب وراء سهولة استهداف قادتها. مراقبون يرون أنّ أهم خطر يواجه الجماعة هو الخلافات الداخلية بين مهاد كاراتي وقيادات أخرى.
تحّدث العضو السابق في الجماعة، إبراهيم نظارة لـ”أخبار الآن” وقال“عند تواجدي في الجماعة لاحظت أن خيانة القيادات لبعضهم البعض أدى إلى تقاتلهم وتصفية العديد منهم، وهم بكل الأحوال كانوا يدَّعون تطبيق شريعة الله عزَّ وجل واقامة فريضةالجهاد، في حين أنَّهم كانوا عكس ذلك على أرض الواقع، وقتلوا بعضهم البعض وجرى تصفية أكبر القيادات مثل إبراهيم حجي جامع، المعروف بمعلم علي، ومعلم برهان، وذلك في براوي في عام 2014″.
تلك الخلافات الداخلية المتزايدة، ساهمت في انشقاق العشرات من كبار قيادات الجماعة، وانضمامهم إلى جهود الحكومة لقتال الجماعة، بعدما تبين للعديد من تلك قيادات الجماعة حقيقة الصراع على الأموال والنفوذ داخل الجماعة.
لماذا الآن؟
الإصدار شهد ظهور زعيم جماعة الشباب أحمد عمر ديري (أبو عبيدة) في خاتمة الجزء الأول، وهو يرسل “رسالة إلى المجاهدين في مختلف الجبهات”، ومن المرجح أنّ مشاهد ظهور أبو عبيدة قديمة، حيث ظهر دون لثام بلباس عسكري.
أحدث ظهور موثق لأحمد ديري كان خلال لقاء “الدورة الثانية للاجتماع التشاوري حول قضايا الجهاد في شرق أفريقيا” الذي نظمته الحركة في 20 مايو الماضي.
حضور أبو عبيدة الملثم – على غير العادة – أثار الكثير من التساؤلات حول ذلك، سواء حقيقة هذا الظهور أو الحالة الصحية للرجل.
ظهور أحمد ديري المتتالي وترويج رسائله الدعائية والمخاطر الأمنية المصاحبة لظهوره في مؤتمر الجماعة يثير عديد التساؤلات حول ما اذا كان أبو عبيدة مضطرا للتحرك والترويج لمكانته في قيادة الجماعة.
رسائل الشباب في إصداراتها واجتماعها التشاوري ليست جديدة ولا يتوقع أن يكون لها تأثير قوي على حشد تأييد أو تجنيد مناصرين جدد، لذلك فمن المرجح أن ظهور ديري المكثف الآن هو رسالة موجهة لأعضاء الجماعة ومحاولة إثبات سيطرته على قيادة التنظيم في مواجهة الانشقاقات والصراعات الداخلية على السلطة بقيادة مهاد كاراتي رجل التنظيم القوي.