في سياق متابعة تداعيات الزلزال المدمّر الذي ضرب كلّاً من تركيا وسوريا في السادس من شهر فبراير الفائت، وقد وصلت ارتداداته حتى مناطق لبنانية عديدة لا سيما في طرابلس والشمال عموماً، أجرت “أخبار الآن” لقاءً مع الخبير الجيولوجي طوني نمر (Tony Nemer) الذي قال إنّ “لبنان بأكمله يتواجد على خط الصفيحة العربية الذي يفصلها عن خط الصفيحة الأفريقية، وذلك الخط هو خط زلازل نطلق عليه فالق البحر الميت ويبلغ طوله 1000 كيلومتر، وهو يمتد من خليج العقبة في الأردن وحتى تركيا حيث حصل الزلزال الأخير”. وأضاف أنّ “ذلك الفالق، من شماله وحتّى جنوبه، شهد تاريخياً جملة من الزلازل في فلسطين والأردن ولبنان وسوريا وتركيا”.

لبنان على خط الزلازل.. ما المناطق التي يمر بها خط الصدع وأيّها الأكثر تأثراً؟

تاريخ الزلازل في لبنان

وعن تاريخ الزلازل في لبنان، أوضح نمر أنّ لبنان شهد زلزالاً بقوّة 7.5 درجات العام 1202، أيضاً العام 551 حصل زلزال في البحر بين لبنان وقبرص بقوّة 7.2 درجات وأعقبه تسونامي، وقد تأثر كامل الساحل اللبناني، وبالتالي دُمّرت بيروت جراء الزلزال والتسونامي”.

وشدّد نمر على أنّ “تلك الأمور موجودة وعلينا أن نعرف عن الموضوع أكثر لنعرف كيفية التعامل فيما لو حصلت أشياء مماثلة على سبيل المثال، وما نقوله هنا ليس في إطار التخويف وبث الرعب في نفوس الناس على الإطلاق… لكن ذلك لا يعني أنّ تلك الأمور ستحصل غداً وبالتالي تتوقف حياتنا، لا نرسل أولادنا إلى المدارس، لا نذهب إلى العمل، ننام في السيارات أو في المساحات المفتوحة وفي الحدائق العامة.. إنّما علينا أن نضع خططاً مستقبلية لنعرف ماذا يجب علينا أن نفعل في حالات الطوارىء”.

هل تتوقف حركة الصفائح؟

وردّاً على سؤال حول حركة الصفائح، ردّ نمر بالقول إنّ “حركة الصفائح لا تتوقف، لكن تتحرك بشكل بطيء، فيما الذي يُحدث ذلك الإهتزاز القوي هو وجود صخور متلاصقة تمنع حركة تلك الصفائح بسلاسة”. وشدّد على أنّه لا يمكن التوقّع على المدى القصير في علم الزلازل، بل يمكن لنا أن نتوقع على المدى البعيد… على سبيل المثال، لدينا فالق اليمونة الذي يعتبر الفالق الرئيسي في لبنان، وقد  أجرينا عليه دراسات عديدة، وتبيّن أنّ ذلك الفالق يتحرك ويحدث زلزالاً كل 1000 سنة، وآخر تحرك له كان منذ 800 سنة، وبالتالي نتوقع بأنّه من الآن وحتّى 200 سنة يفترض أن يتحرك، لكن يمكن أن يتحرك بعد 10 سنوات، أو بعد 100 سنة، أو 200 سنة أو ربّما أكثر…”.

شاهدوا أيضاً: طرابلس اللبنانية.. مبانٍ آيلة للسقوط وأحياء على هامش الحياة