أنصار القاعدة يشنون حملة ضد القحطاني
غضب في أوساط أنصار القاعدة بعد تصريح ثان للقيادي في هيئة تحرير الشام أبي ماريا القحطاني متهماً القاعدة بالعمالة لإيران وبافتعال الفوضى في الشام.
أما عن العلاقة الإيرانية، كتب القحطاني في حسابه على تويتر والتليغرام يوم 21 يوليو أنه ”بعد أن استلم سيف العدل القاعدة بدأت العلاقة الحميمة بين تنظيم قاعدة اليمن والحرس الثوري الإيراني اجتماعات في طهران وفي بيروت هل يقبل هذا عاقل في يمن الحكمة أن تكون القاعدة مطية للحرس الثوري الإيراني”.
ولم يوضح القحطاني ما قصده من ”اجتماعات في طهران وفي بيروت”. وأردف إلى أن القاعدة، خاصة من خلال فرع اليمن، ”يحاول تحريك فلول تنظيمه المسخ في الشام للتحالف مع النطيحة والمتردية لتكون خلايا تخدم مصالح إيران والنظام“.
ولذلك انبرى أنصار القاعدة للرد على القحطاني. فحوى الردود تكمن في أن سيف العدل لم يُعين بعد أميراً؛ مطالبة القحطاني بتقديم أدلة على ”اجتماعات“ طهران وبيروت؛ وتذكير بأن هيئة تحرير الشام هي المخترقة من جانب العملاء وأن القحطاني نفسه كان محل شك في وقت من الأوقات.
برز من تعليقات الأنصار ما كتبه حساب جلاد المرجئة. هذا من الحسابات الوازنة بين أنصار القاعدة على التليغرام. يعتبر في مصافِ حساب رد عدوان البغاة الذي توقف عن النشر بعد تهديد من هيئة تحرير الشام بكشف هويته. جلاد المرجئة توقف عن النشر في يناير الماضي.
يعود اليوم خصيصاً للرد على أبي ماريا. ما قاله لا يختلف عمّا قاله آخرون لكن وردت جملة في منشوره تدل على أن زعيم التنظيم أيمن الظواهري مات بالرغم من أن التنظيم لم يعلن عن ذلك بعد.
سيف وإيران
يرفض جلاد المرجئة الحديث عن علاقة بين إيران والقاعدة. ويحسم الأمر بمحاولة إخراج سيف العدل من المعادلة. وهو أسلوب يتبعه أنصار القاعدة عند الحديث في هذه المسألة. بالنسبة لهم، لم يصدر رسمياً عن القيادة العامة للتنظيم إعلان تعيين سيف العدل أميراً خلفاً للدكتور أيمن الظواهري. في نفس الوقت، فيما يكتبه جلاد المرجئة مؤشر – أكثر من إيحاء – بأن الظواهري مات. يقول: ”حتى الآن لم تعلن الجماعة عن استشهاد الدكتور أيمن بشكل رسمي واستلام الشيخ سيف العدل”.
لا بد أن نتوقف عند هذه الصياغة. كان بإمكان جلاد المرجئة أن يقول مثلاً: ”لم تعلن الجماعة إن كان الدكتور أيمن استشهد أم لا يزال على قيد الحياة”. الصياغة التي كتبها جلاد المرجئة تتجاوز السقطة اللغوية. وأنصار القاعدة أدرى بهذا الأمر.
أما عن القاعدة في اليمن، فيعترف جلاد المرجئة بأن قاعدة اليمن تعتبر إيران أقل خطراً من أمريكا؛ فإيران ليست سوى ذيل وأداة بيد العم سام”. ويدافع عن عمل التنظيم العسكري ويقول: ”وأما بخصوص مواجهة المجاهدين لإيران في اليمن فيكفي مشاركة الجماعة في صد هجمات الحوثي ذراع إيران أثناء هجومها على المحافظات اليمنية”. والحقيقة أن هذا الأمر ليس دقيقاً. ولا يستطيع أنصار القاعدة أن يركنوا إليه.
لو استعرضنا حساب قاعدة اليمن الرسمي، مؤسسة الملاحم، سيتضح لنا أنه خلال ثلاثة أعوام – من 1 يناير 2020 حتى 22 يناير 2023، شن التنظيم 50 هجمة ضد الحوثيين. لكن التنظيم خلال أربعة أشهر فقط، مع انطلاق حملة ”سهام الحق“ في سبتمبر وحتى 22 يناير 2023، شن 43 هجمة ضد اليمنيين في الجنوب. نشاط التنظيم ضد الحوثيين في ثلاث سنوات يعادل نشاطه ضد اليمنيين في ثلاثة أشهر. هذا دليل على تحول حصل في سبتمر وعلى اختلاف واختلال البوصلة.
القاعدة وهيئة تحرير الشام
كتب جلاد المرجئة أن تنظيم القاعدة، من خلال تنظيم حراس الدين، لم يعد يشن هجمات ضد هيئة تحرير الشام ”منذ بغي الهيئة الأخير على الحراس واعتقال المجاهدين وسرقة السلاح.“ في صيف 2020 وتحديداً في الشهر السادس، بدأت هيئة تحرير الشام حملة شعواء على حراس الدين انتهت باعتقال قيادات مثل أبي عبدالرحمن المكي وتجريد حراس الدين من السلاح بعد أن شاركوا في غرفة عمليات فاثبتوا التي لم تدم طويلاً.
يتابع جلاد المرجئة أنه منذ ذلك الوقت نفذ الحراس عمليتين ”خلف خطوط العدو“ مشيراً إلى هجوم ضد قاعدة روسية في تل السمن قرب الرقة شمال وسط سوريا، وهجوم ضد ضباط الجيش السوري في العاصمة دمشق.
وعليه، نفى حساب جلاد المرجئة أي علاقة بين حراس الدين وحزب التحرير الذي تقول الهيئة اليوم إنه يخطط لاغتيالات في صفوفها. منذ شهر مايو الماضي، انطلقت تظاهرات يومية ضد الهيئة على خلفية اعتقال سوريين من بلدة دير حسان شمال إدلب بتهمة الانتماء إلى حزب التحرير.
جلاد المرجئة نفى كذلك أي علاقة بين حراس الدين والتشكيل العسكري الجديد سرايا درع الثورة الذي نفذ منذ انطلاقه في 15 يونيو الماضي ثلاث هجمات موجعة ضد هيئة تحرير الشام. جلاد المرجئة وصف هذا التشكيل بأنه ”خلايا مجهولة“، وقال: ”لعل الهيئة هي من قامت بصناعة هذه الخلايا لخلق عدو داخلي وفزاعة تضرب من خلالها أكثر من هدف في آن واحد!”.
العمالة
وعليه، دعا جلاد المرجئة هيئة تحرير الشام إلى أن تنظر إلى ذاتها وفي نفسها مشيراً إلى اعتراف الهيئة بوجود عملاء في أوساطها. جلاد المرجئة كشف أيضاً عن أن القحطاني نفسه كان محل شك بالتخابر. يقول: ”وحتى الجولاني كان يشك بعمالتك وأمر أبا جليبيب (الأردني إياد الطوباسي) بقتلك في درعا سابقا!“ عناصر جبهة النصرة سابقاً ومنهم من انشقوا وأصبحوا في حراس الدين انتقلوا من درعا جنوب سوريا إلى إدلب في العام 2015 فيما قيل إنه برعاية النظام نفسه.
وبينما تشتعل الأزمة بين الطرفين.. يبدو أن المُنظّر الجهادي البارز أبو محمد المقدسي اختار الصمت، في حين يواصل مصطفى حامد الحديث ليل نهار لجمع الجهاديين تحت راية الحرس الثوري الإيراني.