قصف أوديسا يهدد الأمن الغذائي العالمي ويخلق أزمة كبرى
- روسيا رفضت تمديد اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
- تداعيات قصف ميناء أوديسا تمتد آثارها للعالم
- الغزو الروسي تسبب في أزمة غذائية كبرى
تتواصل تداعيات انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، فمنذ الانسحاب.. تواصل موسكو استهداف ميناء ومدينة أوديسا في سلسلة من القصف الوحشي.
واستهدف هجوم روسي منشأة تابعة لمرفأ في منطقة أوديسا بجنوب أوكرانيا وأدى إلى تدمير مخزن حبوب، بحسب ما أعلنت قيادة العمليات الأوكرانية في جنوب البلاد يوم الرابع والعشرين من يوليو الجاري.
وقالت القيادة في بيان حينها أنه ”استهدف هجوم استمر حوالي أربع ساعات بواسطة مسيّرات شاهد 136 منشأة مرفأ“ مؤكدة ”تدمير مخزن حبوب وتضرر خزانات لأنواع أخرى من الشحنات“.
وأثار رفض روسيا تمديد اتفاقية الحبوب مخاوف عالمية، حيث تخشى دول العالم ومن بينها دول عربية تعاني من أزمات اقتصادية، من ارتفاع أسعار الغذاء بشكل كبير، وهو الارتفاع الذي يضاعف من الأزمة الحالية حيث ارتفعت الأسعار بشكل جنوني منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من العام الماضي.
ما هي تبعات انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب؟
وللحديث عن هذه الأزمة، وأهداف روسيا من الانسحاب من اتفاقية الحبوب، أجرت ”أخبار الآن“ مقابلة خاصة مع إينا سوفسون العضو في البرلمان الأوكراني، والنائب الأول السابق لوزير التعليم والعلوم.
وعند سؤالها عن أهمية ميناء أوديسا الذي طالته الضربات الروسية، قالت سوفسون: ”ميناء أوديسا هو أكبر ميناء تستخدمه أوكرانيا لنقل الحبوب إلى العالم. إذا لم يعمل هذا الميناء، فسيكون من الصعب للغاية، إن لم يكن من المستحيل بالنسبة لنا تصدير كل الحبوب التي ننتجها“.
وأضافت البرلمانية الأوكرانية: ”الحبوب التي أنتجناها على الرغم من الحرب، على الرغم من تعرُّض حقولنا للهجوم المستمر، ما زلنا نفعل ذلك، ولكن للأسف لا يمكننا التصدير ببساطة لأن أكبر ميناء لدينا يتعرض للقصف كل ليلة في الوقت الحالي“.
وتابعت: ”لذلك فهو منفذ مهم للغاية، بالكاد يمكننا الوصول إلى أي من الموانئ التي نمتلكها على البحر الأسود. لذا إذا تم تدمير هذا الميناء بالكامل قد نستخدم بعض المنافذ الأصغر، ولكن سوف تتضاءل قدرتنا على التصدير حوالي مرتين“.
إينا سوفسون توضح المخاطر التي تهدد غذاء العالم
وعن المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي العالمي جراء القصف الروسي المتواصل لميناء أوديسا، قالت سوفسون: ”أوكرانيا هي واحدة من أكبر منتجي الحبوب في العالم. وبالطبع لدينا القدرة على إنتاج الغذاء وإنتاج الحبوب على وجه التحديد، ولكن أيضًا يتضاءل إنتاج أنواع الغذاء الأخرى بسبب الحرب، مع وقوع حوالي 30% من أراضينا المستخدمة للزراعة تحت السيطرة الروسية حاليًا“.
وتابعت: ”لذا فإن هذا يمثل بالفعل خطرًا كبيرًا، نسبة كبيرة من المواد الغذائية التي كان بإمكاننا إنتاجها، والتي قمنا بإنتاجها من قبل، ببساطة لا يمكننا إنتاجها الآن بسبب الحرب. هذه الهجمات على الموانئ تقلل من قدرتنا على توفير الغذاء للعالم بشكل أكبر، لأنها تدمر البنية التحتية“.
وأردفت: ”لذلك من المستحيل ببساطة استخدام الموانئ. لكن الأهم من ذلك أن الهجمات تهدد أمن السفن التي تخطط للسفر إلى أوديسا والتي تنقل الحبوب التي ما زلنا ننتجها، والتي ما زلنا قادرين على تحميلها على السفن“.
وأوضحت البرلمانية الأوكرانية: ”لذا فإن السؤال هو: إذا كانت هناك مخاوف وتهديدات بهجمات، إذا تعرّض الميناء للهجوم، هل ستكون السفن الراغبة في القدوم إلى أوديسا على استعداد للقدوم إلى الأرصفة ومحاولة الوصول إلى الحبوب؟، هذا وضع خطير للغاية يهدد الأمن الغذائي العالمي إلى حد كبير جدًا“.
وأشارت إينا سوفسون إلى أهداف روسيا من تدمير البنية التحتية الأوكرانية، وكيف سيقودها ذلك للسيطرة على سوق الحبوب، حيث قالت: ”هناك أيضًا مصالح تجارية، تريد روسيا خلق معاناة مع النقص في سوق الحبوب الغذائية، كما أنها منتج كبير للحبوب. لذا مع عدم قدرة أوكرانيا على إنتاج الحبوب، ستجني روسيا المزيد من الأموال، هذا هو البُعد الاقتصادي أيضًا“.
وأضافت: ”أعتقد أن العالم يجب أن يتذكر أن سعر الغذاء سيرتفع، والسبب في ذلك واحد: روسيا التي تبذل كل ما في وسعها لزعزعة الأمن الغذائي في العالم، وهي تفعل ذلك عن طريق قصف أي حبوب ننتجها والبنية التحتية للموانئ“.