أكد مقتل أبو الحسين واعتقال المهاجر.. داعش يعلن أبو حفص الهاشمي القرشي خليفة جديد
مساء الخميس 3 أغسطس، بثت مؤسسة الفرقان المعنية بإصدارات قيادة تنظيم داعش، كلمة صوتية نسبتها إلى متحدث جديد باسم التنظيم يُدعى أبو حذيفة الأنصاري.
الأنصاري أكد قتل زعيم داعش الرابع أبي الحسين الحسيني القرشي وتنصيب آخر يحمل اسم أبي حفص الهاشمي القرشي. الأنصاري أوضح أيضاً أن المتحدث السابق أبا عمر المهاجر اعتُقل.
إعلان داعش يأتي بعد مرور ثلاثة أشهر بالضبط على إعلان تركيا ”تحييد“ أبي الحسين الذي تولى زعامة التنظيم بعد قتل أبي الحسن الهاشمي القرشي في درعا في نوفمبر الماضي.
إلا أن الأنصاري أوضح تفاصيل تتعلق بقتل أبي الحسين واعتقال أبي عمر؛ فكذّب الرواية التركية التي قالت إن أجهزة الأمن التركية قتلت أو حيدت أبا الحسين وكشف عن أن هيئة تحرير الشام هي من قتل الرجل أثناء محاولة اعتقاله في ناحية من نواحي إدلب وأنه توفي متأثراً بجراحه.
في نفس الوقت، كشف الأنصاري عن أن الهيئة اعتقلت أبا عمر المهاجر، وقال إن الهيئة قدمت الاثنين ”قرباناً“ للرئيس التركي رجب طيب إردوغان لتعزيز حظوظه في الانتخابات الأخيرة.
في تفصيل لافت، أفرد الأنصاري جزءاً من الكلمة للدفاع عن ”شرعية“ الخلافة والبيعة، مستمداً من الأثر ما يفيد بأن ”البيعة“ قد تنحصر في فئة قليلة من ”أهل العقد والحل”.
وهكذا يكون تنظيم داعش خسر أربعة من زعمائه خلال أقل من أربعة أعوام.
”خليفتهم“ المزعوم الأول أبو بكر البغدادي قُتل في أكتوبر 2019 في باريشا شمال إدلب؛ أما الثاني أبو إبراهيم الهاشمي القرشي الذي يُعتقد أنه حجي عبدالله قرداش فقد قُتل في فبراير 2022 في أطمة شمال غرب إدلب.
الثالث أبو الحسن الهاشمي القرشي الذي يُعتقد أنه عبدالرحمن العراقي سيف بغداد، فقد قُتل في نوفمبر 2022 في درعا جنوب سوريا؛ وهذا الرابع أبو الحسين الحسيني القرشي قُتل في جرابلس شمال حلب في أبريل 2023.
من هو أبو الحسين القرشي؟
تولى أبو الحسين القرشي زعامة تنظيم داعش الإرهابي منذ نهاية نوفمبر من العام الماضي 2022، خلفا للزعيم السابق، أبو الحسن القرشي.
وقد أعلن عن تنصيبه، ما يسمى “المتحدث باسم داعش”، ويدعى “أبو عمر المهاجر” – الذي تم الاعتراف حالياً باعتقاله -، في تسجيل صوتي، حيث ذكر المهاجر في التسجيل، أن الزعيم “الثالث” لتنظيم “داعش”، “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، قد قُتل أثناء المعارك.
وعند تنصيبه، تجاهل التنظيم الكشف عن آلية اختيار أبو الحسين الحسيني القرشي، كما كان يفعل في السابق، وكما فعل هذه المرة أيضاً فلم يذكر أنه اختير بوصية من سلفه أبو الحسن الهاشمي القرشي، كما كان يفعل في السابق.
وحاول التنظيم إضفاء شرعية على زعيمه الجديد آنذاك والذي اعترف بقتله حاليًا، واصفًا إياه بأنه من قدامى الجهاديين، بيد أن الخبرة السابقة في التعامل مع التنظيم تؤكد أن هذا الأسلوب ما هو إلا حيلة يلجأ لها كي يقنع أنصاره ببيعة زعيم مجهول، كما كررها في الإعلان عن تولي أبو حفص الهاشمي القرشي.
ليسوا في مأمن
هناك أسئلة كثيرة تطرح حول توقيت اعتراف داعش وما تضمنه إصدار مؤسسة الفرقان من رسائل، كذلك لابد من الانتباه إلى مسألة فترة الصمت الطويلة لداعش، وتأثير اعتقال مسؤوله الإعلامي، بالإضافة إلى دلالات مقتل زعماء التنظيم في شمال غرب سوريا وعدم قدرتهم على الاختباء وتأثير هذا الامر على أنصار التنظيم.
وحول هذه النقاط تحدثت نهاد جريري معدة ومقدمة برنامج المرصد لنشرة أخبار اليوم: