التسلسل الزمني لمزاعم اعتقال أبي ماريا القحطاني

الصراعات داخل المشهد السوري دائمًا ما تكون مليئة بالأحداث المعقدة والتطورات غير المتوقعة. ومن بين أهم الكيانات التي تثير اهتمام المتابعين في المنطقة تأتي هيئة تحرير الشام، المعروفة سابقًا باسم جبهة النصرة.

وتُعتبر هذه الجماعة من بين اللاعبين الرئيسيين في المشهد السوري، وقد تعرضت للعديد من الانقسامات والتحولات على مر السنوات.

وفي هذا السياق، تأتي مزاعم اعتقال أبي ماريا القحطاني كمفاجأة جديدة تُلقي الضوء على تعقيدات وألغاز الوضع المعقد داخل الهيئة.

وبالرغم من أن هيئة تحرير الشام اعترفت بوجود اختراق أمني في صفوفها، إلا أنهم حاولوا التقليل من وقع الأمر فيما يتعلق بأعداد ”الجواسيس“ ومواقعهم القيادية.

اختراقات واتهامات بالعمالة.. ماذا تكشف أنباء اعتقال أبي ماريا القحطاني؟

وقالت الهيئة في 16 يوليو الماضي إن الاختراق كان على مستوى ”خلية“ من أفرادها قليلي الخبرة ممن يسهل التغرير بهم.

إلا أن معارضي الهيئة ومنذ شهر يونيو الماضي وهم يقولون إن الاختراقات كانت على مستوى قياديين.

وعلى الرغم ذلك، فإن الأسماء التي طُرحت حتى الآن لم تكن بالحجم الذي نعرفه على الأقل إعلاميًا. ومن هنا تأتي أهمية الأنباء الواردة عن اعتقال من يُعتبر الرجل الثاني في الهيئة أبي ماريا القحطاني بتهمة العمالة.

ومن المعروف أن في الهيئة جناحان رئيسان.. القحطاني وأحمد زكور ومظهر الويس في جناح؛ وعطون وأبو أحمد حدود وأبو ماجد في جناح آخر. وهكذا يتناقل معارضو الهيئة أن أبا أحمد حدود المسؤول الأمني في الهيئة هو من اعتقل القحطاني.

اختراقات واتهامات بالعمالة.. ماذا تكشف أنباء اعتقال أبي ماريا القحطاني؟

وفي المجمل، تتضارب الأنباء حول توقيت اعتقال القحطاني، لكن الثابت هو أن شيئًا ما يعتمل داخل الهيئة وهو ليس أمرًا هينًا.

وكان حساب أبو هادي على تليغرام أول من نقل خبر اعتقال القحطاني في تاريخ 11 أغسطس الجاري، وقال إن الجولاني تدخل للإفراج عنه تجنبًا للإحراج.

وفي 12 أغسطس، وبعد غياب عشرة أيام تقريبًا عن تليغرام، نشر القحطاني منشورًا مقتضبًا قال فيه إنه كان مريضًا. ولكن معارضي الهيئة استمروا في سرد روايات الاعتقال.

التسلسل الزمني لمزاعم اعتقال قائد هيئة تحرير الشام لأبي ماريا القحطاني

وبعد ذلك، نشر الحساب المخضرم مزمجر الشام تغريدة في 13 أغسطس قال فيها إن خبر اعتقال القحطاني غير صحيح، ولكنه عاد بعد 3 أيام ليقول إن الرجل اعتُقل فعلاً ولكن يوم 15 أغسطس.

وعلى ما يبدو من متابعة حساب أبو هادي على تليغرام، وأبو يحيى الشامي، وكان قاضيًا انشق عن الهيئة، هو أن القحطاني اعتُقل فعلاً بتهمة التخابر للتحالف، ولكن الجولاني أفرج عنه ووضعه تحت الإقامة الجبرية. وبطريقة ما هرب أو هُرّب القحطاني من إدلب ليطلب العون من شيوخ قبائل، ولكن تمّ استدعاؤه إلى إدلب حيث أُعيد اعتقاله.

وبالرغم من كل هذا، لا تزال حسابات وازنة مثل ”أس الصراع في الشام“، الذي يملكه صالح الحموي، يقول إن الاعتقال لا يبدو أن له علاقة بالعمالة. فيما يقول آخرون إن هذا التجاذب في الهيئة ربما يستهدف رأسها أبا محمد الجولاني.