احتجاجات وسط بغداد بسبب موجات اختفاء طالت نحو مليون عراقي
تجمع العشرات في ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، يوم الثلاثاء، مطالبين بالكشف عن أشخاص “مغيبين”، أثناء العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي، ومظاهرات تشرين، حيث نادوا بالكشفِ عن مصير ذوييهم.
وكانت الأمم المتحدة، أصدرت يوم الأربعاء 5 نيسان 2023، تقريراً جديداً عن ضرورة إنهاء “موجات الاختفاء” التي طالت نحو مليون عراقي خلال العقود الخمسة الماضية، والتي وصفتها بأنها بمثابة “جرائم نكراء” وحثت على وضع تشريعات لمواجهتها
ما مصائر المختفيين؟
ورصدت كاميرا “أخبار الآن”، أراء المشاركين في هذه الوقفة، وقالت هناء إدور: “هذه المظاهرة هي من أجل تسليط الضوء على قضية المغيبين أثناء العمليات العسكرية واحتجاجات تشرين، فنحن نطالب بتسريع قانون المختفيين قسريًا”.
ولفتت: “أصبح ملف المغيبين قصة مزمنة منذ عقود من الزمن ولا سيما ارتفاع عدد المغيبين في العراق إلى ربع مليون مختفي قسري، حسب الاحصائيات الدولية”.
كما أشارت إدور: “عمليات الاختفاء أجريت بين العمليات العسكرية، والخطف من البيوت وأماكن العمل”.
وأشارت: “هذه المظاهرة هي لتسليط الضوء على من هم المسؤولين عن عمليات الاختفاء القسري وما مصير المختفيين”.
الوضع متدهور
ووثق التقرير الأممي، كيف أن إعلان داعش عن الخلافة، بما في ذلك مساحات شاسعة من العراق، شهد محطات جديدة من عمليات الخطف والقتل الجماعي للجنود العراقيين أو قوات الأمن ما بين 2014 إلى 2017.
وأشار التقرير إلى أن “الوضع تدهور بشكل أكبر عندما نفذت قوات الحشد الشعبي عمليات عسكرية لاستعادة المدن الكبرى من الإرهابيين، حيث اختفى الآلاف، غالبيتهم من الرجال والفتيان”.
أما الموجة الأخيرة من حالات الاختفاء القسري، فقد لفت إليها التقرير بأنها وقعت خلال موجة التظاهرات في العراق من 2018 إلى 2020، عندما نزل الآلاف إلى الشوارع احتجاجًا على الفساد.
والاختفاء جاء أثناء العمليات العسكرية التي شنتها القوات الأمنية العراقية وقوات الحشد الشعبي والفصائل المدعومة من ايران، ضد عناصر داعش آنذاك.
وأغلب المغيبين هم من أهالي الصقلاوية بمحافظة الأنبار، إضافة إلى عددٍ من محتجي تشرين وعدد من الصحافيين.
ظروف إنسانية صعبة
ومن ناحيتها، قالت أم محمد لـ “أخبار الآن”: “أطالب السوداني بالعفو العام عن المغيبين، وأولادنا أبرياء”.
ولفتت: “عمليات أمنية اختفى على إثرها أبنائي وزوجي منذ عمليات التحرير قبل 8 سنوات”.
أيضًا، قال الطفلة إيفين وسام، وهي ابنة أحد المغيبين، لـ “أخبار الآن”: جئنا لنطالب بأبائنا، نحن تعبنا والمعيشة صعبة جدًا، ونطالب رئيس الوزراء السوداني بالتحرك”.
وأضاف: “750 شخصًا مغيبًا من ذويينا، منذ 8 سنوات، ولم نراهم، والدي وخالي من المغيبين، 16 عيد مرّ ولم أرى والدي”.