في ظل ارتفاع الأسعار.. ماذا يشتري راتب الموظف السوري؟
- أوضاع اقتصادية صعبة يعيشها السوريون في الشمال
أصدرت الحكومة السورية الأسبوع الماضي قرارين برفع رواتب القطاع العام بـ 100%، بالتزامن مع رفع أسعار المحروقات، حيث أنه وعلى مدى العامين الماضيين قال مسؤولون سوريون إن الإلغاء التدريجي للدعم الشامل للخبز والبنزين واستبداله بنظام حصص تصرف ببطاقات ذكية سيحسن سلسلة التوريد.
كما ذكر المسؤولون أن نظام توزيع الحصص يوصل الخدمات بكفاءة للمحتاجين بحق، وسيساعد المواطنين الأكثر فقراً.
رفع الرواتب
رواتب القطاع العام رُفعت بـنسبة 100% لكل من العاملين المدنيين والعسكريين والمتقاعدين.
وقال وزير المالية السوري كنان ياغي إن التكلفة السنوية المقدرة للزيادة تبلغ نحو 4000 مليار ليرة، وتبلغ التكلفة الشهرية نحو 333 مليار ليرة، وسيتم تأمين هذه المبالغ من موارد الخزينة العامة للدولة.
رفع أسعار الوقود
في نفس الوقت، رفعت الحكومة السورية أسعارها في تحرك لخفض الدعم، إذ عدلت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أسعار المشتقات النفطية المازوت والبنزين والفيول والغاز السائل.
وجاءت الزيادة على النحو التالي:
- سعر مادة المازوت للمخابز التموينية الخاصة 700 ليرة للتر الواحد.
- سعر مادة المازوت المدعوم للمستهلك 2000 ليرة سورية للتر الواحد.
- سعر مادة البنزين الأوكتان 90 المدعوم 8000 ليرة سورية للتر الواحد.
- سعر البنزين الممتاز الأوكتان 95 بـ 13500 ليرة للتر الواحد.
ماذا يشتري راتب الموظف؟
من ناحيته قال الخبير الاقتصادي الدكتور فراس شعبو، إن راتب الموظف السوري لا يكفي لشراء أي شئ على الإطلاق ولا يكفي سوى لعدة أيام من الشهر
وعن الأسعار في المناطق السورية والشمال السوري، أضاف الخبير الاقتصادي في اتصال مع “أخبار الآن”، أن “متوسط راتب الموظف السوري يبلغ 200 ألف ليرة، في حين ارتفعت أسعار السلع الأساسية على النحو التالي”.
السلعة | السعر السابق بالليرة (تقريبًا) | السعر الحالي بالليرة (تقريبًا) |
الأرز | 12 ألف | 16 ألف |
الزيت | 16 ألف | 23 ألف |
السكر | 11 ألف | 15 ألف |
البيض | 33 ألف | 50 ألف |
اللحم | 80 ألف | 95 ألف |
كيف يعيش السوريون في الشمال؟
قال الدكتور فراس شعبو إن أغلب السوريين لا يعتمدون على الرواتب بشكل أساسي، وهناك الكثير من الموظفين يعملون أكثر من عمل وهذا كان منذ زمن حتى قبل الحرب ولكن الآن الأمر أصبح أكثر صعوبة في الوقت الحالي.
وأضاف: “الأمر الثاني أن الكثير من العائلات لديها أبناء مسافرين أو مغتربين أو مهاجرين ويقومون بدعم أهاليهم في الداخل من خلال إرسال حوالات مالية”.
وأوضح “شعبو” أن أعداد الحوالات التي تدخل سوريا كبيرة جدًا ولكن قيمتها منخفضة، مبينًا أن الكثير من الشباب يرسلون أمولا لعائلاتهم لا تتجاوز 200 دولار شهريًا وهي مبلغ جيد بالنسبة للسوريين في الداخل.
المساعدات الإنسانية
يعاني السوريون في الشمال السوري المتمثل بإدلب وريفها وبعض مناطق ريف حلب أزمة إنسانية خانقة منذ الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، حيث يعتمد 4 ملايين مدني في إدلب ومليونين في شمالي حلب على المساعدات الإنسانية.
وتم فتح معبرين إضافيين لإدخال المساعدات الإنسانية في من تركيا، فيما أعلن النظام السوري أنه أعاد إغلاقهمها مجددا.
وأكدت لجنة الإنقاذ الدولية التابعة للأمم المتحدة، أن استمرار إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا أمام المساعدات الإنسانية يعرّض حياة ملايين السوريين للخطر.
ولم يعد هذا المعبر شريان حياة بعدما أفشلت روسيا قبل وقت سابق، مشروع قرار في مجلس الأمن لتمديد دخول المساعدات الأممية عبر “باب الهوى”، الذي تسيطر عليه المعارضة السورية.
وقد وجّه رئيس اللجنة ديفيد ميليباند نداء إلى مجلس الأمن يحثّه فيه على استئناف عمل المعبر الإنساني، قائلًا إن “أكثر من 4 ملايين من سكان شمال غربي سوريا لم يعودوا قادرين على تحمّل موجة جديدة من المعاناة”.
سوريون تحت خط الفقر
من جهته دعا المبعوث الخاص إلى سوريا غير أوبيدرسون إلى زيادة الدعم للعمليات الإنسانية في سوريا. ولم يتم تمويل خطة للعمليات بقيمة 5.4 مليار دولار هذا العام إلا بنسبة 25% فقط، في حين تم تمويل خطة أخرى لدعم اللاجئين السوريين في المنطقة بنسبة 10% فقط.
بحسب الأمم المتحدة فإن متوسط الأجر الشهري يغطي ربع الاحتياجات الغذائية للأسرة فقط، حيث يعاني 12 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي فيما 15 مليون سوري بحاجة لمساعدات إنسانية.
وفي إفادته الدورية لمجلس الأمن الدولي، تحدث المبعوث الأممي غير بيدرسون عن تدهور الأوضاع في سوريا ومعاناة السوريين داخل وخارج وطنهم بسبب الصراع وغياب العملية السياسية الحقيقية.
وذكر بيدرسون، في كلمة ألقاها أمام المجلس عبر دائرة اتصال بالفيديو، أن آخر المؤشرات على تلك المعاناة تتجسد في تدهور الوضع الاقتصادي.
وأشار إلى انخفاض قيمة الليرة السورية خلال الأشهر الثلاثة الماضية بأكثر من 80% ليصل سعرها بالنسبة للدولار -في السوق غير الرسمية- إلى 15,500. ويُذكر أن سعر الدولار الواحد كان يبلغ 47 ليرة سورية عام 2011.
ويعاني الكثيرون من السوريين لتوفير الغذاء لأسرهم في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية، مثل الغذاء والدواء والوقود، وخروجها عن نطاق السيطرة كما قال المسؤول الأممي.
وأشار بيدرسون إلى اتخاذ عدة خطوات للاستجابة لذلك “التدهور المفاجئ” بما فيها مضاعفة الحد الأدنى للأجور الحكومية ليصل إلى 13 دولارا شهريا. ولكنه قال إن ثمن سلة الغذاء، التي تشمل المواد الأساسية، في شهر حزيران/يونيو بلغ 81 دولارا تقريبا وفق برنامج الأغذية العالمي.
“الحقيقة المأساوية” التي عرضها بيدرسون على أعضاء مجلس الأمن الدولي تتمثل في أن معاناة الشعب السوري ستزداد سوءا مع استمرار الصراع العنيف وجمود العملية السياسية.
وقال إن التحرك على مسار تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 هو السبيل الوحيد الكفيل بالبدء في معالجة الأزمات الكثيرة التي تعاني منها سوريا.
وكان مجلس الأمن في قراره 2254، الصادر عام 2015، قد أيد خارطة الطريق لعملية السلام في سوريا وحدد جداول زمنية لإجراء المحادثات بين الحكومة والمعارضة بتيسير من الأمم المتحدة بالإضافة إلى تحديد وقف لإطلاق النار على الصعيد الوطني يبدأ بمجرد اتخاذ الأطراف المعنية خطوات الانتقال السياسي.
وعن الوضع الإنساني، دعا غير بيدرسون إلى تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لسوريا التي لم تتلق سوى 25% من قيمة المبلغ المطلوب للقيام بأنشطة الإغاثة خلال عام 2023. كما تلقت الخطة الإقليمية لدعم اللاجئين 10% فقط من إجمالي التمويل اللازم لها.
واختتم بيدرسون كلمته بالقول إن الجميع يدفع ثمنا باهظا للصراع، وأولهم الشعب السوري الذي خسر معظمه كل شيء تقريبا على مدى أكثر من عشر سنوات.
وقال إن الوضع يصبح أكثر صعوبة في ظل تراجع الاهتمام والتمويل الدوليين لسوريا. وأكد أن السبيل الوحيد لإنهاء ذلك الوضع يتمثل في العملية السياسية التي تشارك فيها الأطراف السورية بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254