ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية في سوريا مع بداية العام الدراسي
مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا، وانهيار العملة المحلية، أصبح العام الدراسي الجديد عبئا على العديد من العائلات التي تجهز المستلزمات المدرسية لأطفالها.
وبالتزامن مع تجاوز الدولار الأمريكي الواحد مبلغ 16 ألفاً مقابل الليرة السورية، ارتفعت أسعار المستلزمات المدرسية بنسبة 200% هذا العام، وفقا ﻷمين سر جمعية حماية المستهلك السورية عبدالرزاق حبزة.
ووصف “حبزة” في تصريحات لجريدة الوطن شبه الرسمية منتجات المستلزمات المدرسية في المؤسسة السورية للتجارة التابعة للحكومة، بأنها ذات جودة سيئة.
واعتبر المسؤول السوري، أن “الأسعار خيالية وقاسمة لظهر العائلات”. مضيفًا أن “التضخم تزامن مع طرح نوعيات رديئة، فأقل حقيبة نايلون مشمع صغيرة للطفل بسعر 150 ألف ليرة، والأحسن منها 350 ألف ليرة وأكثر، والقلم الذي كان يُباع بـ300- 500 ليرة، أصبح سعره اليوم يتراوح بين 1500 و2000 ليرة”.
تكلفة طالب واحد تساوي ضعف الدخل الشهري
ولا تقل تكلفة تجهيز طالب المدرسة، عن 700 ألف ليرة متضمنة الحقيبة المدرسية وبعض الأقلام والدفاتر، بينما لا يتجاوز دخل الموظف الشهري الـ 250 ألف ليرة بعد زيادة الرواتب الأخيرة.
وذكر تقرير لموقع “أثر” المحلي أن الدفاتر “السلك” تبدأ أسعارها من 4500 ليرة للواحد منها، والسعر يزيد بحسب عدد الصفحات، بالمقابل سجلت أسعار الدفاتر العادية 3000 ليرة للواحد منها.
أما أسعار أقلام الحبر والرصاص تراوحت أسعارها بين 1000 و3000 للواحد منها، الممحاة والمبراة يبدأ سعرها من 500 ل.س.
أرقام فلكية للألبسة
إلى ذلك بلغت أسعار الألبسة والأحذية المدرسية أرقاماً فلكية بالنسبة لشريحة كبيرة من المواطنين، إذ تتراوح سعر الصدرية المدرسية للمرحلة الابتدائية ما بين 50 ألفاً و80 ألف ليرة، وسعر اللباس المدرسي للمرحلتين الثانوية والإعدادية المؤلف من قميص وبنطال فيتراوح ما بين 150 ألفاً و200 ألف ليرة، فيما تبدأ أسعار الأحذية والتي يبدأ سعر النوع العادي منها من 75 ألف ليرة.
وبدورهم، أوضح بعض بائعي المحلات وأصحاب المكاتب والموزعين للموقع أن الوضع الاقتصادي سيء جداً وازداد سوءاً من فترة شهر تقريباً، أي أن أسعار المستلزمات المدرسية ارتفعت الضعف وأكثر، مضيفين: “لو أن الأهالي اشتروا القرطاسية منذ شهر لوفروا 60% من أموالهم”.
وتجتاح الأزمة الاقتصادية سوريا منذ عام 2020، وتفاقمت بسبب الزلزال المدمر الذي ضربها وتركيا في فبراير الماضي، مما أثر على كمية التبرعات وعدد المتبرعين، وفقا لرئيس إحدى المنظمات غير الحكومية التي تتبرع بالمستلزمات المدرسية للمحتاجين.
وسبق أن أصدرت وزارة التربية في مناطق سيطرة النظام تعميمًا، في 22 من آب 2021، بعدم التشديد على اللباس المدرسي، وسمحت لمدير المدرسة بقبول أي لباس قريب أو مناسب، مع الاكتفاء بالحد الأدنى من القرطاسية المدرسية.
رفع الدعم زاد “الطين بلة”
وفي 15 من آب الحالي، أصدر الرئيس السوري مرسومًا نص على زيادة الرواتب والأجور المقطوعة للعاملين في الدولة بنسبة 100%، هذه الزيادة رافقها في الوقت نفسه رفع وزارة التجارة الداخلية الدعم عن المحروقات، ما أدى أيضًا إلى ارتفاع معظم أنواع السلع واندلاع احتجاجات جديدة في عدة مدن.
وبحسب مؤشر “قاسيون” الاستثنائي التابع لحزب “الإرادة الشعبية”، ارتفعت تكاليف المعيشة في سوريا بنسبة 58.3% منذ بداية تموز الماضي حتى النصف الثاني من آب الحالي.
وبلغ متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مكوّنة من خمسة أفراد 10.3 مليون ليرة سورية، وبلغ الحد الأدنى لأجر العامل نحو 185 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 12.6 دولار أمريكي شهريًا.