في ذكرى 11 سبتمبر.. كيف سيطر الحرس الثوري على سيف العدل وقيادات القاعدة في إيران؟
يمر تنظيم القاعدة بذكرى سنوية جديدة لهجمات 11 سبتمبر، ولا يزال تنظيم القاعدة أخرى مع احتجاز قيادته العليا في إيران، تحت السيطرة الفعلية لأجهزة الأمن الإيرانية بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني.
وعشية الذكرى الثانية والعشرين لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، نشرت مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية للقيادة العامة في تنظيم القاعدة، إصداراً جديداً من مجلة ”أمة واحدة“ خُصص للمناسبة.
وتضمن العدد ترجمتين لسيرة اثنين من منفذي الهجمات، الأول هو محمد عطا، العقل المنفذ لتلك الهجمات، والذي قاد الطائرة التي هدمت البرج الشمالي في نيويورك، والثاني هو هاني حنجور الذي قاد الطائرة التي هاجمت وزارة الدفاع، البنتاغون.
تضمن العدد أيضاً مقالاً للمدعو أبي خالد الصنعاني بعنوان ”الحادي عشر ورد فعل الرعب المتوالي،“ يصف فيه كيف أن ”الهدف من ضرب البطن الرخو للدول أن يؤدي الهلع والرعب لكسر إرادة العدو على المقاومة وشل قدراته على رد الفعل”.
وتأتي الذكرى هذا العام مع استمرار تواجد القيادة العليا للتنظيم في إيران تحت سيطرة الحرس الثوري، يا يفتح باب التساؤلات حول مستقبل قيادة التنظيم الذي لم يعلن عن أميره الجديد حتى الآن، على الرغم من مرور أكثر من عام على مقتل أميره أيمن الظواهري.
وعندما أشار أبو ماريا القحطاني القيادي البارز بهيئة تحرير الشام إلى “اجتماعات تنظيم القاعدة في طهران”، هاجمه أنصار تنظيم القاعدة بسرعة وبشراسة. ومن الواضح أن القحطاني أصاب “عصبًا حساسًا”.
ولكن يبدو أن قيادة القاعدة الفعلية تجاوزت نقطة مجرد عقد الاجتماعات، وفي الوقت الحالي، بات التنظيم كجزء لا يتجزأ من أجندة النظام الإيراني.
وفي ضوء تواجد سيف العدل في إيران، وهو الأمير الفعلي للتنظيم في الوقت الحالي، يجب الآن اعتبار تنظيم القاعدة من بين الجماعات التابعة لإيران، ولا يوجد مثال أوضح لذلك أكثر من حال التنظيم في اليمن.
ومن غير المعقول أن لا يكون الإيرانيون قد انتزعوا ثمنًا باهظًا مقابل حماية أرواح عناصر القاعدة وعائلاتهم طوال تلك السنوات، هذا هو السبب في أن تواجد عائلاتهم في إيران يقوض مصداقية التنظيم.
فهل لهذا السبب لم يتمكن سيف العدل من تولي القيادة؟ ربما حان الوقت له للإعلان عن أمير احتياطي كـ “استبن” له، كأن يأخذ صفحة من كتاب الإخوان، من سيكون بمثابة “مرسي” لـ “سيف العدل”؟ ربما حمزة الغامدي؟.
الأمير الاستبن
وسواء تولى سيف القيادة أو اختار أميرًا احتياطيًا تحت قيادته كـ “استبن”، فإن خيارات سيف ستكون محدودة للغاية.
ونحن في أخبار الآن، أطلقنا على هذه الظاهرة اسم “متلازمة طهران“.
وفي حدود الاضطرار إلى خدمة أسياده الإيرانيين، نحن نعرف نوع الرؤية التي يمتلكها سيف لمستقبل تنظيم القاعدة: يمكن ملاحظة ذلك من كتابات معلمه ووالد زوجته مصطفى حامد. إنهم يريدون انضمام الجهادية السنية إلى قافلة المقاومة الإيرانية.
في اليمن، رأينا بالفعل ما يعنيه ذلك عمليًا، لقد أصبح تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أداة لا تصلح إلا لتعزيز أهداف إيران في البلاد.
وعبر باب المندب، يريد سيف الارتباط بفصائل الشباب، وسيكون ذلك أيضًا في خدمة أجندة الحرس الثوري لشرق أفريقيا. لكن هل يرغب أحمد ديري في ممارسة مثل هذه اللعبة، خاصة أنه سيواجه تحديا من مهاد كاراتي؟
حتى لو كان بعض كوادر جماعة الشباب ساذجين بما يكفي للعب جنبًا إلى جنب مع تلاعب سيف العدل، كيف يمكنهم الوثوق بالتعليمات التي يحصلون عليها؟.
وطالما أن سيف الإسلام أسير في إيران، فإن كل مهمة يعهد بها تنظيم القاعدة إلى الجماعات التابعة له ستكون موضع شك. وسيتعين على الجهات التابعة أن تفترض أن إيران لن تسمح إلا برسائل التنظيم التي تعزز أهدافها.
ولكن ماذا يعني كل هذا في التحليل النهائي؟ هذا يعني أنه سواء عن طريق الاختيار أو الإكراه، انتهى الأمر بسيف العدل بتسليم القاعدة إلى الإيرانيين على صينية فضية.
سيف العدل حصان طروادة
سيف نفسه يعمل مثل حصان طروادة في خدمة الإيرانيين. هل لديه القدرة على تحويل القاعدة إلى حصان طروادة أيضًا؟
ربما يحاول ذلك بالضبط: هناك مؤشرات على أن تنظيم القاعدة كان يعد الجهاديين السنة الباكستانيين وحتى الأفغان لتنفيذ هجمات خارجية تخدم المصالح الإيرانية، وهذا يحتاج إلى مزيد من الاهتمام.
ومن خلال تشكيل نفسه كخبير استراتيجي كبير، ربما يكون سيف نفسه مجرد اختبار للطريقة قبل تطبيقها على نطاق أوسع على بقية التنظيم، وقد نكون على أعتاب تحول متلازمة طهران إلى جهاد طروادة.
وقد تكون استراتيجية سيف الـ 34 للحرب تخدع قاعدته وتقود تنظيم القاعدة نحو مصيره الحتمي بينما يقوم بخطوة أخيرة كحصان طروادة الإيراني حتى يتمكن من رد الجميل لخاطفيه الإيرانيين.