ارتفاع أعداد الضحايا في ليبيا بسبب إعصار دانيال
تتواصل عمليات إنقاذ العالقين وسط المياه وإخراج جثث الضحايا بمدينة درنة المنكوبة في ليبيا والتي جرفها فيضان عارم تسبب به إعصار دانيال والذي أدى أيضا إلى انهيار سد كان يخزن كميات كبيرة من المياه.
وفي ظل الأوضاع المأساوية والكلام عن سقوط أكثر من 4 آلاف قتيل وآلاف المفقودين .. ناشد أهالي المدنية المنكوبة شباب ليبيا بتقديم العون والمساعدة لهم.
وقال المتطورع محمد قماطي: “ما زلنا نبحث عن الضحايا ونحن ندعو جميع الشباب الليبي، أي شخص لديه شهادة جامعية أو أي اختصاص طبي، أن يأتي ويساعدنا، لدينا نقص في الممرضين والأطباء والدواء، ونحن بحاجة للمساعدة”.
مقابر جماعية
بدأ الليبيون دفن موتاهم في مقابر جماعية في درنة بعد العاصفة المدمرة التي دمرت ربع مدينتهم وجرفتها وساكنيها إلى البحر.. وأظهرت مقاطع فيديو من المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 125 ألف نسمة أحياء مدمرة وجرفت مبانيها وانقلبت السيارات على أسطحها في الشوارع المغطاة بالطين والركام التي خلفها سيل واسع بعد انهيار السدود.
وقال مدير مستشفى الوحدة إن 1700 شخص لقوا حتفهم في إحدى منطقتي المدينة و500 شخص في الحي الآخر.
وتوقع المسؤولون أن يرتفع عدد القتلى أكثر مع وجود ما لا يقل عن 10 آلاف شخص في عداد المفقودين.
إهمال السدود
الكارثة الحقيقية كانت بالمدينة حيث يوجد سد وادي درنة الكبير بارتفاع 40 مترا ويليه سد درنة الثاني، وقد تسبب الضغط الهائل للمياه ولأسباب فنية في بنية السد بانهيار السد الأول والكبير وسرعان ما لحق به السد الثاني.
ونظرا لذلك تدفقت كميات ضخمة من المياه محملة بالطين ما يضاعف قدرتها التدميرية، فابتلعت الفيضانات المدينة وجرفت معها كل ما يقف في طريقها وكل معالم المدينة.
وخصوصية درنة كانت سببا في فاجعتها؛ فهي تتكئ على الجبل الأخضر وتقابل البحر المتوسط فمن الجبل تدفقت أمواج المياه العاتية فجرفت أحياء بكاملها بسكانها.
وتقول السلطات في منطقة الجبل الأخضر إن السيول غمرت نحو 20 ألف كيلومتر مربع في المنطقة، وآلاف السكان لا يزالوا في عداد المفقودين أما الضحايا فلا حصيلة دقيقة لهم.
السدود كانت تحتجز كميات من المياه إضافة إلى الكميات الكبيرة من الأمطار التي تساقطت وجدير بالعلم أن السدود في مناطق النزاعات أو الحرب قد يتم إهمال صيانتها بشكل دوري وقد تكون السدود في درنة تعرضت للإهمال منذ 2011 حتى الوقت الحالي.
كما أن عدم الاستقرار السياسي وتغيير الحكومات والفساد، كل هذه الأمور تؤدي إلى إهمال المنشآت المهمة.
وضع كارثي
وزير الصحة الليبي عثمان عبد الجليل قال إن الوضع في درنة مخيف وكارثي، وهناك أماكن مازالت معزولة وأحياء جرفت بكاملها، وإن أعداد الوفيات جراء الفيضانات التي ستظهر غدا مخيفة.
من جهته أفاد الاتحاد الدولي للهلال والصليب الأحمر بمقتل 3 متطوعين أثناء عمليات الإنقاذ في ليبيا.
ومن جانبها، قالت هيئة الأرصاد الجوية الليبية إنها حذرت السلطات من العاصفة قبل وقوع الكارثة بـ5 أيام لكن الأخيرة لم تأخذها على محمل الجد.
فيما ناشد وزير الطيران المدني الليبي، كافة الدول إرسال فرق إنقاذ متخصصة، مشيرا إلى أن معظم المنازل تضررت في درنة وغمرتها المياه.