2900 قتيل في زلزال المغرب وفقًا لآخر حصيلة
أظهرت صور بالأقمار الصناعية، والتي وفرتها شركة “ماكسار” الأمريكية الوضع في المغرب، بعد الزلزال المدمر الذي تسبب في مقتل وتشريد الآلاف.
والزلزال الذي ضرب المغرب، هو الأكثر فداحة من حيث عدد القتلى في الدولة الواقعة في شمال أفريقيا منذ عام 1960 والأقوى منذ أكثر من قرن.
وكشفت الصور عن انهيار عدد من المباني في مناطق مختلفة من المغرب، حيث يواجه كثير من الناجين من الزلزال ظروفا صعبة في الملاجئ المؤقتة التي يحتمون بها.
وتتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب، للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمن فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل. فيما زار الملك محمد السادس مصابين بالمستشفى الجامعي في مراكش وتبرع بالدم تضامنا معهم.
بلغ عدد ضحايا الزلزال 2901 قتيلا على الأقل إضافة إلى 5530 جريحا، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية الثلاثاء.
وأكدت أن السلطات “تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا”، فضلا عن “فتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال”.
ويحاول عناصر الإنقاذ المغاربة، بدعم من فرق أجنبية ومتطوعين تسريع عمليات البحث وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.
عصر الثلاثاء أفادت وكالة الأنباء المغربية إن الملك محمد السادس زار المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، “حيث تفقد الحالة الصحية للمصابين، ضحايا الزلزال الأليم”.
كما أعلنت أن مستشفى عسكريًا ميدانيًا أقيم في دائرة تفنغولت بإقليم تارودانت (جنوب مراكش)، ثاني أكثر إقليم تضررا بعد الحوز.
نخشى الأسوأ
يستعجل الناجون في القرى الجبلية النائية تأمين ملاجئ لهم بعدما فقدوا بيوتهم. وكان القلق باديا على وجوه بعضهم، الذين تدبروا ملاجئ بوسائلهم المتواضعة، في قرية دوزرو المدمرة على بعد نحو 80 كيلومترًا جنوب مراكش، وسط البلاد.
يقول ابن القرية إسماعيل أوبلا (36 عاما) “نحتاج لأن يتم التكفل بنا، لا يمكننا البقاء طويلا في العراء، الظروف المناخية جد قاسية، ونخشى الأسوأ مع اقتراب الشتاء”.
فقد اسماعيل ثلاثة من أطفاله لا يتجاوز عمرهم 8 أعوام، وزوجته الحامل ووالدته.
ويؤكد حسين بنحمو (61 عاما) وهو ناج آخر من سكانها فقد تسعة من أفراد عائلته “نريد أن تعالج الأمور في أسرع وقت، لقد فقدنا كل شيء حتى الماشية … والأموات أخرجناهم بأيدينا”.
في الأثناء، وصلت إلى القرية وحدة تضم 20 من رجال الإنقاذ البريطانيين. وقال رئيسها ستيف ويليت “لقد تدبر السكان (أمر موتاهم) لكن سنستعين بالكلاب لنرى ما إذا كان ثمة شيء آخر”.
من جانبه يبدي لحسن أوحمان (68 عامًا) قلقًا أيضا من احتمال سقوط الأمطار “التي يمكن أن تقطع الطريق غير المعبد، ونواجه بالتالي خطر الموت جوعا”.
تقع هذه القرية الجبلية في إقليم الحوز حيث مركز الزلزال، وهو ممتد بمعظمه على جبال الأطلس الكبير حيث فاقمت الانهيارات الأرضية صعوبة الوصول إلى القرى المنكوبة.
سقط في إقليم الحوز أكثر من نصف القتلى (1643). بينما لم تسجل الثلاثاء وفيات جديدة في باقي للمناطق التي ضربها الزلزال، وفق ما أوضحت وزارة الداخلية، التي أكدت دفن معظم القتلى.
في بلدة أمزميز تجمع عشرات الناجين الثلاثاء، حول شاحنة لاستلام مساعدات غذائية جاء بها متطوعون.
وقال المتطوع عبد الإله تيبا (28 عاما) “الحكومة لا تفعل شيئا لذلك تحركنا، الناس هم الذين يساعدون وليس الحكومة”.
وتساءلت فاطمة (39 عاما) “فقدنا كل شيء … ماذا سنفعل عندما يتوقف الناس عن مساعدتنا؟”، وقد تلقت معلبات وبسكويت.
في جنيف وجه الصليب الأحمر الدولي الثلاثاء نداء لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب.
ويؤمل أن يمكنه ذلك من “تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت، والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية”، وفق ما أوضحت كارولين هولت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
فيما أفادت منظمة اليونيسف الثلاثاء أن “حوالي 100 ألف طفل قد تأثروا بالزلزال”، موضحة أنها “حشدت بالفعل موظفي المساعدة الإنسانية لدعم الاستجابة الفورية على الأرض”.