طبيب مختص يشرح لأخبار الآن تداعيات انتشار الجثث وتحللها في درنة
حذر مسؤول بوزارة الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي، من كارثة بيئية شرقي البلاد جراء تحلل الجثث تحت الأنقاض وما ينجم عنها من مخاطر كبيرة على البيئة بعد انحسار مياه الفيضانات.
وقال مدير مركز البيضاء الطبي عبد الرحيم مازق، في بيان مصور، إن “المنطقة مقبلة على كارثة بيئية نتيجة انتشار الأمراض والأوبئة بسبب تحلل الجثث في المياه والمناطق التي لم تستطع فرق الإنقاذ الوصول إليها”.
تواصلت أخبار الآن مع الطبيب المتخصص في الطب المخبري والمناعة، الدكتور رياض درقاوي والذي أكد أنه ” خلافاً للاعتقادات السائدة حول تحلل الجثث التي نتجت عن أجسام أو موت أو بسبب انهدام المنازل وليس بسبب أمراض أو وباء اجتاح مدينة ما، فليس هناك خطر حقيقي على الناس أو السكان الذين استطاعو البقاء أحياء”.
وأشار الدكتور إلى هؤلاء الضحايا ماتوا نتيجة موت غير جرثومي، لكن يجب الانتباه حول مسألة تلوث المياه في المكان، وخاصة مياه الشرب، فإذا تلوثت هذه المياه بسبب تحلل الجثث، فهي خطيرة، ويعرف أن عند البشر في الأمعاء وعلى الجلد هناك جراثيم التي تتعايش في الجسم سوف تنتشر وتغزو الجثة، وإذا وصلت للمياه سوف تسبب في انتشار الأمراض، فهذه الجراثيم لايجب أن تصل لإنسان آخر.
ونوّه الدكتور رياض درقاوي إلى الأضرار النفسية التي قد يتعرض لها المتضررين جراء هذه الكارثة والجثث المترامية، وقال “هذه المشاهد قد تسبب ألم نفسي طويل الأمد، وشديد، فيجب الانتباه لهذا الموضوع، ويجب وضع العديد من الأشخاص المختصين في السلوك الاجتماعي والنفسي لمعالجة الذين تعرضوا لهذه المشاهد، ليجدوا ملجأ لتخليصهم من هذه الرضوض النفسية”.
وأكد الدكتور أن “طالما الجثة لم تمت بسبب أمراض معينة، فهي لا تكل خطراً، وإنما الخطر هو أن تكون الجثة متعرضة لأمراض مثل الكوليرا وغيرها، أو الإيبولا، لذلك يجب أن يكون هناك عناية في التعامل مع الجثث”.
وفي ظل صعوبة الوصول والاتصالات وعمليات الإغاثة والفوضى السائدة في ليبيا حتى قبل الكارثة، تتضارب الأرقام عن أعداد الضحايا. وقد أعطى وزراء في حكومة الشرق أرقاما غير متطابقة. لكن في آخر حصيلة لهم، أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الشرق الأربعاء أن أكثر من 3800 شخص قضوا في الفيضانات. أما المفقودون فبالآلاف، وفق مصادر عدة، بينها الصليب الأحمر الدولي.
وتحدثت المنظمة الدولية للهجرة عن نزوح أكثر من 38 ألف شخص في الشرق الليبي بينهم 30 ألفا من درنة، فيما قالت الأمم المتحدة إن “ما لا يقلّ عن عشرة آلاف شخص” ما زالوا في عداد المفقودين.