اختفت العالمة الإيغورية رحيل داووت في الصين أواخر عام 2017
للسنة السادسة على التوالي، كرمت لجنة الكاتبات التابعة لمنظمة القلم الدولية عالمة الأنثروبولوجيا الشهيرة والخبيرة الرائدة في الفولكلور الإيغوري، “رحيل داوود” حيث اختفت داووت في الصين أواخر عام 2017.
من هي رحيل داووت؟
أنشأت رحيل داووت، 55 عامًا، وأدارت مركز أبحاث التراث الشعبي للأقليات بالجامعة، وكتبت عشرات المقالات في المجلات الدولية وعددًا من الكتب، بما في ذلك دراسات عن المواقع الإسلامية المقدسة في آسيا الوسطى، وعرضت أعمالها في مؤتمرات حول العالم.
اختفت عالمة أنثروبولوجيا، في ديسمبر/كانون الأول 2017، ويُعتقد أنه تم القبض عليها واحتجازها في أحد معسكرات الاعتقال العديدة في حملة اعتقال جماعية أطلقتها السلطات الصينية في ذلك العام، والتي لم تقدم حتى الآن معلومات عن مكان وجودها أو التهم الموجهة إليها.
وتم احتجاز رحيل مع أعضاء آخرين من النخبة الفكرية والثقافية الإيغورية، وتم الحكم عليهم، وهم الآن في السجن، حسبما اكتشفت خدمة الإيغور التابعة لإذاعة آسيا الحرة من خلال سلسلة من المقابلات مع موظفي جامعة شينجيانغ.
رحيل، من بين المثقفين الإيغور العديدين الذين أسكتتهم السلطات الصينية كجزء من حملة لإزالة المؤثرين، حيث اختفوا فجأة من الحياة العامة، إلى جانب “تاشبولات طيب”، و”أرسلان عبد الله”، وغيرهم من الأساتذة البارزين في جامعة شينيجانغ في أورومتشي عاصمة شينجيانغ.
وقالت موظفة في المكتب الإداري بجامعة شينجيانغ لإذاعة آسيا الحرة إن رحيل كانت عاطلة عن العمل لبعض الوقت، وأن السلطات أخطرت الجامعة بالحكم عليها بالسجن.
وقال الموظف، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية القضية، لإذاعة آسيا الحرة إن الجامعة أصدرت إشعارًا داخليًا لأعضاء هيئة التدريس بشأن الحكم على رحيل في نهاية عام 2020.
وأكد مسؤول آخر يدعى تشاو من قسم الدعاية بالجامعة اعتقال رحيل، لكنه قال إنه لا يستطيع تقديم المزيد من المعلومات.
وقالت “أكيدا بولات”، ابنة رحيل المقيمة الآن في الولايات المتحدة، لإذاعة آسيا الحرة إن آخر مرة تحدثوا معها كان في ديسمبر 2017، أخبرتها والدتها أنها ستقوم برحلة عاجلة للغاية إلى بكين لحضور مؤتمر. ولم تتمكن ابنتها أكيدا من الوصول إليها منذ ذلك الحين.
وأضافت: “آخر مرة تحدثت فيها مع أمي، كان في 12 ديسمبر 2017”. “في ذلك اليوم، كانت أمي في عجلة من أمرها وأخبرتني أنها ذاهبة إلى بكين وأنها ستتصل بي بمجرد وصولها إلى بكين. ثم اختفت دون أن تترك أثرا”.
مع انتشار اعتقالات الإيغور على نطاق واسع في شينجيانغ في ذلك الوقت، قالت “أكيدا” إنها شعرت بعدم الارتياح بشأن حضور والدتها مؤتمرًا لكنها حاولت طمئنة نفسها.
وأكدت “أكيدا” أن الأخبار المتعلقة باعتقال الإيغور بالمعسكرات قد بدأتفي الانتشار في ذلك الوقت:” لذلك بعد مرور أسبوع، ولم أتمكن من العثور على أي أثر لأمي، شعرت بالريبة بعض الشيء وتساءلت عما إذا كانوا قد اعتقلوها، وأضافت: “بعد مرور شهر، لم أتلق أي أخبار عن والدتي، ولذلك كنت متأكدة أنهم اعتقلوها”.
احتجزت الصين ما يصل إلى 1.8 مليون من الإيغور في شبكة من معسكرات الاعتقال منذ عام 2017، مع وجود أعداد أقل من الكازاخستانيين والقرغيز، وهم من الناطقين بالتركية، محتجزين أيضًا من قبل النظام. وتقول بكين إن المعسكرات عبارة عن تدريب مهني أو مراكز إعادة تثقيف تهدف إلى مكافحة التطرف في منطقة شينجيانغ.
وبحلول أواخر عام 2018، تلقت “أكيدا” معلومات تفيد بأن والدتها معتقلة فعلا وأدركت أكيدا أن صمتها لمدة عام بشأن هذه المسألة لم يكن مجديًا، فقررت الكشف عن الوضع علنًا في أواخر عام 2019 عندما أنشأت موقعًا إلكترونيًا يحتوي على معلومات عن والدتها.
وضعت وزارة الخارجية الأمريكية، في تقرير قدمته إلى الكونغرس، الصين ومعها قائمة مختصرة للدول، بما في ذلك ميانمار وإثيوبيا والعراق وسوريا، التي تشهد فظائع وجرائم ضد الإنسانية، مما يؤكد إصرار واشنطن المستمر للكشف عن الإبادة الجماعية في شينجيانغ.