بينهم أبو هليل الفدعاني.. القبض على 3 قيادات بارزة بداعش في سوريا
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية القبض على أبو هليل الفدعاني، مسؤول العمليات والتسهيلات في تنظيم داعش في سوريا خلال إغارة نفذتها القوات الأمريكية، مضيفةً أنه لديه صلات بشبكات داعش في جميع أنحاء المنطقة.
وذكر تروي جارلوك، المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، في بيان أصدره عن العملية، أن القبض على قيادات مثل “الفدعاني” يزيد من قدرات الولايات المتحدة على تحديد واستهداف وتحييد القادة البارزين من ساحة المعركة.
ولم تكشف القيادة المركزية الأمريكية ولا قيادة التحالف الدولي لدحر داعش عن معلومات إضافية بشأن “الفدعاني”، واكتفت الولايات المتحدة بإعلان أنه لم يُجرح أو يصاب أي من المدنيين في العملية.
عملية “أم جلود”
وقبل نحو يومين، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن القوات الأمريكية نفذت إنزالا جويًا على قرية “أم جلود” قرب مدينة رأس العين السورية الواقعة ضمن مناطق “نبع السلام” التي تُسيطر عليها فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، مضيفًا أنه جرى القبض على 2 من قيادات داعش أحدهما عراقي الجنسية والآخر سوري.
ووفقًا لما ذكرته مصادر سورية في شمال شرق سوريا لـ”أخبار الآن”، فإنه جرى القبض على 4 أشخاص في الهجوم بينهم 3 من قيادات داعش في سوريا، خلال الإنزال الأخير الذي نفذته القوات الأمريكية وهم أبو طه العراقي، وهو قيادي داعشي عراقي الجنسية، وأبو هليل الفدعاني والذي يُعرف بكنية أخرى داخل التنظيم هي “أبو فهد الشنير”، وهو سوري الجنسية من أبناء عشيرة الفدعان.
كما اعتقلت القوات الأمريكية، في نفس الهجوم، أبو وائل الفدعاني، وهو أحد كوادر تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، وينحدر أيضًا من عشيرة الفدعان، وكلف بإدارة عمليات الإمداد اللوجيستي لخلايا داعش في المنطقة، وجرى أيضًا القبض على طفل كان متواجدًا في نفس المنزل الذي أغارت عليه القوات الأمريكية، على حد قول المصادر.
وبحسب المعلومات المتوافرة فإن القادة الثلاثة (أبو طه العراقي، وأبو هليل الفدعاني، وأبو وائل الفدعاني) عملوا ضمن ما يُعرف بمكتب الأرض المباركة أو مكتب الشام، والذي يُمثل القيادة الإقليمية لداعش في سوريا.
وتولى القادة الثلاث، في الفترة الأخيرة، مسؤولية العمل على إعادة بناء شبكات داعش في شمال شرق سوريا وتنسيق عملية الدعم اللوجيستي لتلك الشبكات بما في ذلك نقل أموال حصلت عليه مفارز التنظيم عن طريق “الإتاوات” التي تفرضها على التجار، وعلى الشركات العاملة في نقل النفط في شمال شرق سوريا.
كما تولى قادة داعش المقبوض عليهم وعلى رأسهم أبو هليل الفدعاني إدارة المهام العملياتية للتنظيم في مناطق شمال شرق سوريا، والتي يتواجد بها ما يزيد عن 50% من إجمالي عناصر داعش في سوريا، بحسب المعلومات التي ذكرتها المصادر.
وأوضحت المصادر أن عملية القبض على أبو هليل الفدعاني، و وائل الفدعاني، وأبو طه العراقي الذي كان يرافقهما تمت نتيجة القبض على أفراد من التنظيم ممن يعملون في مهام الإمداد والدعم اللوجيستي، والذين أدلوا بمعلومات ساهمت في التوصل إلى هوية أبو هليل الفدعاني أو وائل الفدعاني، والذين كان لا يبدو عليهما أنهما من قيادات داعش وكانا يعيشان بصورة طبيعية قرب رأس العين، ومن ثم قامت القوات الأمريكية بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية بجمع معلومات عنهما حتى توصلت إلى أنهم سيتواجدان مع أبو طه العراقي في قرية أم جلود، ليلة تنفيذ الإغارة الأمريكية، ومن ثم نفذت قوات أمريكية عملية الإنزال صباح الأحد الماضي بدعم من طائرات الاستطلاع.
ومن الجدير بالذكر، أن التنظيم، مؤخرًا، ركز على تنشيط العمل في مناطق شمال شرق سوريا خصوصًا بعد سلسلة من التغيرات القيادية التي تمت داخله نتيجة مقتل عدد من قادته والقبض على آخرين، وقرر نقل بعض القادة إلى مناطق سيطرة الفصائل السورية المدعومة من تركيا، خوفًا من استهداف هؤلاء القادة.
وكانت مصادر مطلعة على شؤون التنظيمات الجهادية ادعت أن أبو هليل الفدعاني قيادي عراقي في صفوف داعش وسبق له أن عمل نائبًا لأبي سارة العراقي، أمير الإدارة العامة للولايات الذي قُتل في فبراير الماضي، ثم تولى منصب أمير الإدارة العامة للولايات خلفًا له، لكن المصادر السورية التي تحدثت لـ”أخبار الآن” نفت هذه الرواية.
وبحسب المصادر فإن الجدل حول هوية “الفدعاني” منشأه القبض عليه مع قيادي عراقي آخر في نفس العملية هو “أبو طه العراقي”، فضلًا عن أن القياديين عملا ضمن مكتب الأرض المباركة أو مكتب الشام والذي يستضيف بدوره مقر الإدارة العامة للولايات ويُشرف على إدارة وتنسيق شبكة داعش حول العالم.