حادث نينوى يتسبب في مقتل وإصابة العشرات
كشف مصدر محلي في العراق، تفاصيل جديدة عن حريق حفل زفاف نينوى، والذي راح ضحيته مئة شخص على الأقلّ وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح.
واندلع الحريق بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في شمال العراق خلال حفل زفاف، بحسب ما أعلنت السلطات فجر الأربعاء.
وقال المصدر المحلي في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” إنه تم إعداد ما يقارب 900 وجبة طعام للحفل وهذا يؤكد أن عدد الحضور قد يصل إلى هذا الرقم أو يزيد أو يقل قليلا.
وأضاف المصدر، أن سبب ارتفاع عدد الضحايا، أنه القاعة لا يوجد بها سوى باب واحد للدخول والخروج، وهي مكونة من طابق واحد، مشيرًَا إلى استخدام مواد سريعة الاشتعال في تصميم القاعة.
ومن ناحية أخرى، أكد مصدر أمني في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن المسؤول عن قاعة أفراح الحمدانية لا يزال هاربًا خارج محافظة نينوى، في الوقت الذي تكثف فيه السلطات جهودها لضبطه.
وفي السياق، وجه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، الأربعاء، بتشكيل لجنة تحقيقية برئاسة مدير استخبارات ومكافحة إرهاب نينوى لمتابعة مجريات حادث الحمدانية.
مئة قتيل على الأقلّ
وقُتل مئة شخص على الأقلّ وأصيب أكثر من 150 آخرين بجروح في حريق اندلع بقاعة للأعراس في بلدة الحمدانية بمحافظة نينوى في شمال العراق خلال حفل زفاف، بحسب ما أعلنت السلطات فجر الأربعاء.
وتقول السلطات إن “الألعاب النارية” ومواد بناء “شديدة الاشتعال” تقف خلف هذا الحريق الذي التهم قاعة للأعراس حيث تجمّع مئات المدعوين للمشاركة بحفل زفاف في بلدة قرقوش المسيحية الواقعة شرق مدينة الموصل، وتعرف كذلك باسم الحمدانية.
ونقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية عن دائرة الصحّة في محافظة نينوى إنّه تمّ “تسجيل مئة حالة وفاة وأكثر من 150 مصاباً كحصيلة أولية” جرّاء الكارثة التي حلّت بالبلدة.
وأكّد المتحدّث باسم وزارة الصحّة سيف البدر في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” هذه الحصيلة. مؤكدا أن الوزارة أحصت 87 حالة وفاة حتى الآن.
وأوضح أنّ معظم “الإصابات هي حروق واختناق”.
من جهته، تحدّث الهلال الأحمر العراقي عن أن “عدد الضحايا والمصابين ارتفع إلى أكثر من 450 شخصاً” جراء الحريق.
ألعاب نارية
من جهته، قال الدفاع المدني العراقي إنّ “معلومات أولية” تشير إلى أنّ سبب الحريق هو “استخدام الألعاب النارية أثناء حفل الزفاف” ممّا أدّى إلى “إشتعال النيران داخل القاعة بادئ الأمر” ثمّ انتشر “الحريق بسرعة كبيرة”.
وأضاف في بيان أنّ القاعة “مغلّفة بألواح الإيكوبوند” وهي مادّة للبناء مكوّنة من الألمنيوم والبلاستيك و”سريعة الاشتعال”، موضحاً أنّ استخدام هذه الألواح في البناء “مخالف لتعلميات السلامة” المنصوص عليها قانوناً.
وبحسب الدفاع المدني فإنّ “الحريق أدّى إلى انهيار أجزاء من القاعة نتيجة استخدام مواد بناء سريعة الاشتعال واطئة الكلفة تتداعى خلال دقائق عند اندلاع النيران”.
وأوضح الدفاع المدني أنّ ما فاقم الأمر هو “الانبعاثات الغازية السامة المصاحبة لاحتراق ألواح الايكوبوند البلاستيكية السريعة الاشتعال”.
ومن بين الجرحى رانيا وعد (17 عاماً) التي أصيبت بحرق في يدها ونقلت إلى مستشفى الحمدانية مع شقيقتها المصابة أيضاً لتلقّي العلاج.
وقالت الشابة لوكالة فرانس برس إنّ العروسين “كانا يرقصان…حين طارت الألعاب النارية إلى السقف واشتعلت كلّ القاعة”.
وأضافت “بعد ذلك لم نعد نرى شيئاً، فقط اختنقنا ولم نعد نعرف كيف نخرج”، مؤكّدة أنّ عدد المدعوين إلى حفل الزفاف “كان كبيراً جداً”.
وشاهد مصوّر وكالة فرانس برس عناصر الدفاع المدني والشرطة وهم يفتّشون بمساعدة أضواء هواتفهم المحمولة ومصابيح يدوية أنقاض القاعة المحترقة وسط ركام الكراسي المعدنية، في حين لم يبق من سقف القاعة إلا هيكلها الحديد.
جهود إغاثة
وإثر المأساة، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في بيان إنّه طلب من “وزيري الداخلية والصحة استنفار كلّ الجهود لإغاثة المتضرّرين جرّاء الحادث المؤسف”.
وأعلنت وزارة الصحة بدورها عن “استنفار دوائر الوزارة في محافظة نينوى والدوائر المجاورة لها لإسعاف وعلاج المصابين” و”إرسال شحنات تعزيزات طبية من بغداد والمحافظات الأخرى”.
والحمدانية التي تُعرف أيضاً باسمي قرقوش وبغديدا هي بلدة مسيحية ضاربة في القدم يتحدّث سكّانها لهجة حديثة من الآرامية، لغة السيّد المسيح، وقد زارها البابا فرنسيس في آذار/مارس 2021 خلال جولته التاريخية في العراق.
ولحق دمار كبير بهذه البلدة على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق شاسعة من العراق بين عامي 2014 و2017.
وغادر هذه البلدة غالبية أبنائها عندما وقعت في قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، لكنّهم عادوا إليها تدريجاً منذ أعلن العراق انتصاره على الجهاديين وأعيد إعمارها مذّاك.
وغالباً ما لا يتمّ الالتزام بتعليمات السلامة في العراق، لا سيّما في قطاعي البناء والنقل، كما أنّ البنى التحتية في هذا البلد متداعية نتيجة عقود من النزاعات، ما يؤدّي مراراً إلى اندلاع حرائق وكوارث مميتة أخرى.
وفي نيسان/أبريل 2021، قضى أكثر من 80 شخصاً جراء حريق في مستشفى لمرضى كوفيد في بغداد نجم عن انفجار أسطوانات أكسجين.
وبعد ذلك ببضعة أشهر، في تمّوز/يوليو من العام نفسه، لقي 64 شخصاً حتفهم جرّاء حريق في مستشفى بالناصرية في جنوب العراق اندلع في جناح لمرضى كوفيد.