كتائب العقاب الروسية تُرسل إلى المناطق الأكثر تعرضًا للخطر وغالبا ما تتكبد خسائر فادحة
هناك أفراد من بين مئات المجرمين العسكريين والمدنيين الذين تم ضمهم بالإكراه إلى ما يعرف بـ “كتائب العقاب الروسية”، المعروفة باسم”Storm-Z” (العاصفة زِد)، والذين أرسلوا إلى الخطوط الأمامية في أوكرانيا هذا العام، بحسب 13 شخصًا على علم بالأمر، بينهم 5 مقاتلين في هذه الوحدات.
ونقلًا عن وكالة رويترز للأنباء، قال الناس إن: “القليل منهم يعيشون ليرووا قصتهم”.
وإلى ذلك، قال جُندي نظامي من وحدة الجيش رقم 40318 لـ “رويترز”، إن: “مقاتلي العاصفة مجرد لحم بلا عقل”، وهذه الوحدة، نُشرت قرب باخموت المتنازع عليها بشدة في شرقي أوكرانيا.
وأضاف أنه قدم العلاج الطبي لمجموعة مكونة من 6 أو 7 جرحى من مقاتلي “العاصفة زِد” في ساحة المعركة، مخالفًا أمر القائد – الذي لم يعرف اسمه – بترك الرجال دون علاج.
وقال إنه لا يعرف لماذا أصدر القائد هذا الأمر، لكنه ادعى أنه يوضح كيف يعتبر الضباط مقاتلي “العاصفة زد” أقل قيمة من القوات العادية.
وقالت وكالة رويترز للأنباء، التي نشرت تقريرا مفصلا عن هذه الكتائب، إنها عندما اتصلت بضابط في الوحدة رقم 40318، رفض التعليق على موضوع كتائب العاصفة وأنهى المكالمة.
رفض كشف الهوية
وكانت وكالة رويترز للأنباء هي أول من كتب تقريرا شاملا عن كيفية تشكيل هذه الفرق ونشرها، من خلال التحدث إلى مصادر متعددة لديها معرفة مباشرة بما يحدث.
ومثل الجندي الذي ينتمي للوحدة رقم 40318، طلب الأشخاص الـ 13 الذين تمت مقابلتهم – ومن بينهم أيضا أربعة أقارب لأعضاء فرق العاصفة، بالإضافة إلى ثلاثة جنود في الوحدات النظامية الذين تعاملوا مع الكتائب – عدم الكشف عن هويتهم، مشيرين إلى الخوف من الانتقام.
وتحققت رويترز من هويات جميع المقاتلين المشاركين في هذه الفرق باستخدام السجلات الجنائية، أو حسابات وسائل التواصل الاجتماعي، أو من خلال التحدث إلى زملائهم العسكريين وعائلاتهم.
وعادة ما يتم إرسال كتائب العقاب، التي يتراوح عدد أفراد كل منها من 100 إلى 150 فردًا والمدمجة ضمن وحدات الجيش النظامي، إلى المناطق الأكثر تعرضا للخطر في الجبهة وغالبا ما تتكبد خسائر فادحة، وفقًا لمقابلات أجرتها رويترز مع الأشخاص الذين حددوا هويات ما لا يقل عن خمسة من مقاتلي العاصفة، الذين يقاتلون لصد الهجوم الأوكراني المضاد في الشرق والجنوب.
اشتباكات مرعبة
ووصف ثلاثة من مقاتلي “العاصفة زد” الخمسة الذين قابلتهم رويترز، وأقارب ثلاثة مقاتلين آخرين، الاشتباكات المرعبة التي أدت إلى القضاء على الكثير من فرقهم.
وقال أحد المقاتلين، المدان بالسرقة والذي تم تجنيده من السجن، إن جميع الرجال الـ 120 في وحدته الملحقة بالفوج 237، باستثناء 15 رجلا، قتلوا أو أصيبوا في القتال بالقرب من مدينة باخموت في يونيو/حزيران.
ويمثل نشر مثل هذه الفرق انطلاقة لروسيا في أوكرانيا، ففي حين أرسلت مجموعة مرتزقة فاغنر – التي تم حلها الآن بعد تمرد يونيو/حزيران – المدانين للقتال على الخطوط الأمامية، فإن وحدات العاصفة تخضع للقيادة المباشرة لوزارة الدفاع.
وقال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم إن هذه الفرق تضم أيضا المدانين الذين يتطوعون للقتال مقابل وعد بالعفو، والجنود النظاميين المعاقبين بسبب مخالفاتهم الانضباطية.
وتعتبر فرق العاصفة مفيدة لوزارة الدفاع الروسية لأنه يمكن نشرها كقوات مشاة مستهلكة، وفقا لـ”فريق استخبارات الصراع”، وهي منظمة مستقلة تتتبع مجريات الحرب. وقالت المنظمة التي تأسست في روسيا لرويترز: “يتم إرسال مقاتلي العاصفة إلى أخطر أجزاء الجبهة دفاعا وهجوما”.
وفي حين أن وزارة الدفاع الروسية لم تعترف قط بإنشاء وحدات العاصفة، إلا أن التقارير الأولى عن وجودها ظهرت في أبريل/ نيسان عندما استشهد معهد دراسات الحرب، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، بما قال إنه تقرير عسكري روسي مسرب عن تشكيل الفرق.
ولم تتمكن رويترز من تحديد العدد الإجمالي للجنود الذين يخدمون في كتائب العقاب، لكن المقابلات مع الأشخاص المطلعين على الأمر تشير إلى وجود ما لا يقل عن عدة مئات من المقاتلين المنتشرين حاليا على خط المواجهة.
فيما كان لدى فاغنر حوالي 25 ألف مقاتل يشاركون في الصراع، حسبما قال زعيمها الراحل يفغيني بريغوجين وقت تمرده في يونيو/حزيران الماضي.
وقبل أيام وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوماً سنوياً ينص على تجنيد 130 ألف شخص في الخدمة العسكرية الإجبارية بدءاً من الخريف، وذلك لمحاولة صد الهجوم الأوكراني المضاد الذي وبالرغم من كونه أبطا من المتوقع إلا أنه نجح في استعادة العديد من البلدات التي كان سيطر عليها الروس في المراحل الأولى من غزو أوكرانيا.