هل تستفيد غزة من بيانات تنظيم القاعدة؟
- القاعدة تتجاهل ذكر اسم حماس في بياناتها لأنها تعتبر حماس حكومة كفرية
- القاعدة تركب موجة التعاطف الشعبي العربي مع الشعب الفلسطيني
نشرت القيادة العامة لتنظيم القاعدة بيان تأييد للفلسطينيين في الحرب الدائرة في غزة مع إسرائيل.
يوم ٧ أكتوبر، شنت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، هجوماً مباغتاً على مفاصل إسرائيلية فيما عُرف بغلاف غزة.
فروع القاعدة جميعاً كانت نشرت بيانات تأييد مماثلة.
الجهاديون ومأزق التنظير
يتضح من البيانات عمق المأزق العقدي الذي يواجهه تنظيم القاعدة بالنظر إلى تبعية حماس المعلنة إلى نظام الحكم في إيران. هذا المأزق يظهر في كل مرة تقع فيها حرب في غزة من قبيل ما حدث في مايو ٢٠٢١.
فهل تؤيد القاعدة، التي تدّعي حماية ”السنة“، جماعة توالي إيران راعية التشيع في العالم، والتي تُنكل بأهل السنة في الأحواز والعراق وسوريا ولبنان واليمن؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، هل تؤيد القاعدة وجهاديوها حراكاً شعبياً يرفع علم الوطنية التي يعتبرها الجهاديون ضرباً من الكفر؟
حتى يخرج الجهاديون من هذا المأزق، يُنظّر منظروهم بالتمييز بين جناحي حماس السياسي والعسكري. بحسبهم، السياسي هو الموالي لإيران والعسكري هو المجاهد. ومن هنا، جاءت بيانات القاعدة متجاهلة حماس تماماً؛ مشيدة أحياناً بكتائب القسام من دون ذكر تبعيتها.
القيادة العامة
مساء الجمعة ١٣ أكتوبر، نشرت القيادة العامة لتنظيم القاعدة بياناً بعنوان ”أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ“ تؤيد فيه الفلسطينيين في الحرب الدائرة في غزة مع إسرائيل.
لم يذكر البيان حماس أو كتائب القسام؛ وإنما أشار إلى ”مجاميع المجاهدين في فلسطين“ متعهدين بأنهم يقفون معهم ”صفاً واحداً في نفس خندق القتال وأننا لن نخذلكم ما دام فينا عرق ينبض.“
البيان حرض كذلك على استهداف ”الصهاينة“ في الدول التي تربطها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
القاعدة في اليمن
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب نشر بياناً فجر الاثنين ٩ أكتوبر، يشيد بكتائب القسام التي شنت طوفان الأقصى من دون أن يذكر حماس. البيان دعا الجوار الفلسطيني إلى مساندة الفصائل في الداخل باعتبار أنهم ”أقرب“ جغرافياً.
كما ألمح إلى الخلاف العقدي الذي يعتمل في الجماعات الجهادية في كل حدث مشابه فدعا الفصائل الفلسطينية إلى الوحدة ونبذ ما ”يورث الفرقة والخلاف بينكم وبين إخوانكم المسلمين.“
القاعدة في شمال وغرب إفريقيا
كان تنظيما القاعدة في شمال وغرب إفريقيا، القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ونصرة الإسلام والمسلمين، نشرا بياناً مشتركاً في نفس اليوم، الجمعة 13 أكتوبر، بعنوان ”وارتاعت يهود لقرب وعود.“
كما بيان القيادة العامة، تعهد البيان بأن مقاتلي التنظيم ”(يسابقون) الزمن ليتحصل لنا من المكنة ما يوصلنا إليكم لنحرر بيت المقدس.“
لكن بخلاف بيان القيادة العامة، ذكر بيان الزلاقة والأندلس، الجناحين الإعلاميين للتنظيمين، كتائب القسام من دون أن يذكر تبعيتها لحركة حماس التي تعلن ولاءها لنظام الحكم في إيران.
بل زاد البيان أن حذر من أن يُترك ”المجاهدون في فلسطين وحدهم“ ليظلوا تحت سيطرة ”الرافضة“ وهنا يشيرون إلى إيران. يقول البيان: ”لا نتركهم لوعود الرافضة الكاذبة ومحور الشر الإيراني ليتاجروا بانتصاراتهم ببعض مال الخمس الرافضي المغصوب“.
القاعدة في شرق إفريقيا
تنظيم جماعة الشباب التابعة للقاعدة في الصومال، أصدر أيضاً بيان تأييد بتاريخ 11 أكتوبر، بعنوان ”تهنئة ومباركة“، ولم يذكر حماس أو كتائب القسام. وتعذر بأن بعد المسافة منعهم من الانضمام إلى القتال. يقول البيان: ”نؤكد لكم أننا لم نكن لنتخلف عنكم في مواقع الفداء والتضحية بالنفس والنفيس هذه، ولو وجدنا طريقاً إليكم لما تأخرنا عنكم.“
القاعدة في شبه القارة الهندية
كان تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية أول من نشر بيان تأييد وذلك يوم ٨ أكتوبر. البيان أشاد بكتائب القسام من دون أن يذكر حماس.