تجارة الدم والنار .. مأزق جهاد طروادة
منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر، تحاول إيران وحلفاؤها استغلال حالة التوتر والسخونة التي عمت أرجاء المنطقة لخدمة مخططاتها الخارجية.
ورغم أن طهران استغلت القضية الفلسطينية طوال عقود، وظلت تتحدث عن تحرير الأقصى وطريق القدس، إلا أن المحور الإيراني لم يسارع إلى الانضمام إلى العملية العسكرية التي أطلقتها حركة حماس، ومع ذلك عملت طهران بإصرار على استغلال الأزمة وتحقيق أقصى استفادة من شلال الدماء المراقة وتحويلها إلى مكاسب ملموسة وأوراق قوة لها.
فبدون إراقة قطرة دم إيرانية واحدة تريد طهران الاحتفال بهجوم حماس واحتسابه ضمن سجل انتصارات ما يسمى بمحور المقاومة، وبالتالي كسب الهيبة أمام خصومها، والثقة من حلفائها، واكتساب الشعبية لدى الشعوب العربية، وترميم الصورة الإيرانية التي ارتبطت بالتدخلات والانتهاكات طوال السنين الماضية.
فالحديث عن “تحرير القدس” ظل على مدار عشرات السنين شعارًا وغطاءً لحرب العراق والتدخل في لبنان وسوريا، على اعتبار أن الطريق إلى الأقصى يمر ببغداد وبيروت ودمشق وحتى صنعاء في جنوب الجزيرة العربية التي وصل إليها فيلق القدس ولم يمر على القدس نفسها حتى اليوم وما زال يرفع شعارها الذي لم يتحقق أبدًا.
فأفضل طريق لتقييم مصداقية أي دعوى هو عرضها على الواقع، وهنا يتضح لنا عدم وجود أي علاقة بين الشعار والواقع، لأن السياسة الفعلية للإيرانيين هي نشر الفوضى والدمار في جميع أنحاء العالم الإسلامي تحت لافتات براقة تخاطب المشاعر الدينية والإنسانية.
ومن خلال دمج مدرستي الفوضى المختلفتين المتمثلتين في فكر الخميني وسيد قطب، يمارس سيف العدل، الزعيم الفعلي للقاعدة، وصهره مصطفى حامد التحريض ضد الحكومات العربية ضمن مخطط إيراني لغزو العالم السني من الداخل عن طريق رعاية إيران لتنظيم القاعدة واستخدامه كحصان طروادة لاختراق المجتمعات العربية السنية.
ويمكن قراءة استراتيجية إيران بوضوح من خلال نشرات القيادة العليا للقاعدة، ومقالات مؤرخ التنظيم، مصطفى حامد، وكلاهما يعمل من طهران تحت رعاية وسيطرة أجهزة الأمن الإيرانية.
أذرع الأخطبوط الخفية
بينما يمد النظام الإيراني أذرعه الأخطبوطية المسلحة حوله ليسيطر بها على دول الجوار، مثل ميليشيات الحشد الشعبي العراقية وحزب الله اللبناني، فإن هناك أذرعًا ومخالب خفية قد لا تظهر للرائي بسهولة لكن حركتها تفضحها و تكشف انتمائها؛ فهي تتحرك بحركة الأخطبوط وتنقض مع بقية أذرعه الظاهرة في أوقات الهجوم.
وأبرز هذه الأذرع التي ترتبط بعلاقة خفية مع طهران هي القاعدة، فالتنظيم الإرهابي يعمل لصالح المشروع الإيراني بشكل أصبح من الصعب إنكاره رغم النفي الإيراني الرسمي المستمر.
فلم يعد بالإمكان الحفاظ على سرية علاقة بهذا الحجم وهذه الخطورة، خاصة بعد مقتل القيادي البارز في تنظيم القاعدة، أبو محمد المصري في طهران عام 2020، وهي واقعة تنكر طهران حدوثها أيضًا!
واليوم، أصبحت طهران فعليًا المقر الرئيسي لتنظيم القاعدة بعد اغتيال أيمن الظواهري، القائد السابق للتنظيم في نهاية يوليو/تموز 2022، إذ أصبح سيف العدل، زعيمًا غير متوج للتنظيم، وهو يقيم في العاصمة الايرانية في حماية الحرس الثوري مع صهره ومرشده الأيديولوجي، مصطفى حامد، وقادة آخرين في التنظيم.
وبينما يحظى هؤلاء القادة بحماية الأجهزة الأمنية الإيرانية، كالحرس الثوري ووزارة الاستخبارات، تفرض تلك الأجهزة سيطرتها عليهم وتضع للقيادة العليا للقاعدة الخطوط الحمر ونطاق الحركة المسموح به، ولا يملك التنظيم الإرهابي تحدي هذه السيطرة لأن عنقه في يد النظام الإيراني.
ومن الواضح بالتالي أن هذا النظام يتحمل -بصورة أو بأخرى- مسؤولية لا يمكن إنكارها عن عنف القاعدة والتخريب الذي تُحدثه في أي مكان في المنطقة.
فعلى مر السنين، نمت العلاقة بين قادة القاعدة وإيران حتى صارت ملاذهم الآمن الذي لا مأوى لهم غيره واستنشقوا هواءها وشربوا من مائها حتى تشربت قلوبهم شيئًا فشيئًا الأيديولوجية الفوضوية المدمرة لجمهورية الخميني، ولم تعد طهران في نظرهم عدوًا كما كان بالأمس، بل الصديق الوحيد الذي لم يجدوا غيره بجانبهم في هذا العالم رغم اختلافهم معه واختلافه معهم، لكن مشروعًا مشتركًا تبلور بين الطرفين جمعهم على جبهة واحدة وطريق واحد.
وعلى هذه الخلفية يمكننا تحليل رسائل القاعدة التي صدرت رداً على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حماس ضد إسرائيل؛ فمن الواضح أن القاعدة سعت إلى استغلال هذه الأحداث وركوب موجة التعاطف الشعبي مع القضية الفلسطينية.
فانكشاف عمالة التنظيم القاعدة لإيران أفقده جانبًا من مصداقيته لدى جمهوره السابق، كما أن وجود قيادة التنظيم في طهران أثار انتقادات داخلية شديدة داخل المعسكر الجهادي السني.
فاختراق الجهاديين السنة واستخدامهم كحصان طروادة لاختراق مجتمعات أهل السنة لخوض الحروب نيابة عن طهران، قد تبدو جذابة للإيرانيين، لكنها على أرض الواقع تثير النفور والاشمئزاز داخل المجتمعات العربية.
وفي المشهد الحالي الذي يتسم بالتوتر الشديد والمخاطر الوجودية، حتى طهران قد تجد أن ارتباطها بالقاعدة أمر يصعب التعامل معه، فهي تلعب بالنار وتجازف بخوض هذه المغامرة الخطرة.
ولم يعلن سيف العدل توليه قيادة التنظيم رسميًا لأنه يعلم أنه سيتم رفضه، فحتى اليوم لم يطلب من فروع القاعدة مبايعته رغم أنه يقود الجماعة فعليًا منذ ما يزيد عن السَنة، فهو منفصل عن قواعد التنظيم ليس جغرافياً فحسب، بل أيضاً أخلاقياً وعاطفياً؛
وبالنسبة لفروع القاعدة وأعضائها ومؤيديها، فإن الاستنتاج الذي لا مفر منه هو أن سيف العدل وغيره من كبار قادة التنظيم أصبحوا دمى في يد إيران، وأن ارتباط التنظيم بسيف العدل كفيل بتدميره، وتدمير مستقبل أي عضو به، وبالتالي فإن القاعدة تتدحرج على طريق الهاوية بالفعل.
انكشفت الأوراق
في جميع أنحاء المنطقة، تدرك الحكومات العربية جيدًا اللعبة الخطيرة التي تلعبها طهران مع تنظيم القاعدة، وليس من الصعب أن نتصور أنه بالنسبة لمصر والمملكة العربية السعودية والأردن والمغرب وغيرها من الدول العربية، فقد أصبح من أولويات الأمن القومي الملحة محاولة ممارسة المزيد من الضغط على طهران لوقف رعايتها للقاعدة، فلم يعد من الممكن إنكار صلة إيران بالتنظيم.
فقد بات يُنظر إلى طهران باعتبارها خطر واضح، فرغم حديثها الرسمي المستمر عن السلام والتعاون الإسلامي، لكنها تستخدم أسوأ المنظمات الإرهابية لتقويض الاستقرار في المنطقة العربية.
والسؤال هنا: هل استثمار طهران في دعم الإرهاب مربح لها إلى هذه الدرجة؟ الظاهر أن الكلفة تتزايد يوما بعد يوم، والمحصلة سلبية، أي أن هذا نوع من الاستثمار الفاشل الذي يدمر رأس المال.
لماذا لا تستطيع القاعدة استغلال معاناة غزة؟
أصدر فرع القاعدة في شبه القارة الهندية بيانًا يوم ٨ أكتوبر يؤيد فيه عملية طوفان الأقصى، وفي اليوم التالي نشر فرع التنظيم في اليمن بياناً، يشيد بالهجوم ويدعو الجوار الفلسطيني لمساندة الفصائل في الداخل، وأعاد نشر بيان آخر في 19 أكتوبر يجدد التأكيد على موقفه، وفي 11 أكتوبر، نشر فرع الصومال (حركة الشباب) بيانا قال فيه إن بعد المسافة منعهم من الانضمام للقتال، وفي 13 أكتوبر، نشر فرعا القاعدة في شمال وغرب إفريقيا، بياناً مشتركاً يؤيد العملية، وبعد ذلك نشرت مؤسسة السحاب، الجناح الإعلامي للقاعدة، بيانا للقيادة العامة للتنظيم يدعو لفتح جبهات الأردن ولبنان وسوريا لتأييد المقاومة الفلسطينية.
لكن هذا التأييد الإعلامي لغزة أثار تساؤلات عن غياب هذه النصرة عن ساحات أخرى شهدت مجازر مروعة بحق العرب والمسلمين، فأين كان تنظيم القاعدة عندما كانت إيران وحلفاؤها يرتكبون فظائع جماعية في إدلب؟ وماذا كان موقف سيف العدل من هذه المجازر التي ترتكبها الدولة التي تؤويه؟
وكذلك أين كان صهره ومعلمه مصطفى حامد، مؤرخ القاعدة، الذي يعلق على تفاصيل التفاصيل في بعض الوقائع الصغيرة ويتجاهل وقائع أخرى أضخم منها ومجازر كبرى لا تراها عيناه ولا يتطرق إليها قلمه؟
فصمت هؤلاء بشأن تدخلات طهران التخريبية في المنطقة يظهر بوضوح أن القاعدة تتبع أجندة طهران السرية لتصدير الاضطرابات إلى الدول العربية وزعزعة استقرار حكوماتها، فالسكوت على إراقة دماء العرب والمسلمين في أحيان والانتفاض في أحيان أخرى حسب نوع القاتل يمكننا من كشف الخطوط الحمر ومساحات الحركة التي تتقيد بها القاعدة.
ولهذا فإن محاولة القاعدة للتعاطي الإيجابي مع أحداث غزة يكشف عن تعامل انتقائي، ويؤكد القاعدة التي تقول بأن التنظيم بات محكومًا بأجندة إيرانية، سواء أدرك ذلك أعضاؤه أم لا.
فتجاهل مجازر أنصار طهران في إدلب مثلا يشير إلى أن التنظيم ليس لديه مصلحة في القيام بشيء يخالف داعميه الإيرانيين، فمئات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين قتلوا في سنوات الثورة السورية على يد طهران وحلفائها، ومؤخرًا وسط انشغال العالم بمتابعة عملية “طوفان الأقصى” شهدت إدلب مجازر مروعة لم تنل الحد الأدنى من التعاطف والاهتمام.
وكذلك ظهر هذا الأمر في أزمة المياه في مايو الماضي بين إيران وحركة طالبان، فبينما يصور مصطفى حامد نفسه كصديق وحليف مفترض للحركة الأفغانية، إذا به يقف على الفور إلى جانب أسياده الإيرانيين دون أي تردد عند اشتعال الخلاف بين الطرفين.
جهاد طروادة الإيراني
بينما يرى مصطفى حامد، صهر زعيم القاعدة، نفسه على أنه منظّر جهادي بارع، ويُظهر زوج ابنته في صورة الجهادي المخضرم والمحترف ورجل الاستراتيجيات كما في سلسلة مقالات “ذات يوم” وغيرها، لكن في الواقع، فإن كتابات حامد على موقعه الإلكتروني تكشف أنه ليس أكثر من عميل إيراني يتاجر بقلمه لخدمة مضيفيه.
فيمكن للمرء بسهولة متابعة الأجندة السرية الإيرانية في العالم السُنّي من خلال متابعة مقالات حامد على موقعه الإلكتروني الإيراني “مافا الإيراني”، إذ يشرح الرجل المخططات الإيرانية بلسان عربي مبين وإن كانت مغلفة بقشرة جهادية ومبررات براقة.
فمن استقراء مقالاته وكتاباته يتضح تركيزه الدائم على التحريض ضد المنطقة العربية ليس بهدف إصلاح الواقع وإقامة المدينة الفاضلة، فهذا لا يشغل حيزًا لديه أصلا، بل بهدف نشر الفوضى والعنف، لتنتشر النار الإيرانية من اليمن وسوريا إلى بقية العالم السني، وهذا هو السبب وراء رغبة كل من القاعدة ومشغليهم الإيرانيين في استغلال كارثة غزة.
فنظام الملالي لا تشغله مآسي غزة بل يضيق على وسائل إعلامه المحلية لتقييد انتشار صور الدمار والموت في القطاع منعًا لاستثارة الرأي العام الإيراني، والسلطة والنخبة السياسية الإيرانية ترفض تمامًا فكرة التدخل في الأزمة رغم أن التدخلات في العراق وسوريا وغيرها تمت تحت شعار محور المقاومة والطريق إلى القدس وغيرها من الأكاذيب.
وفي مقطع فيديو حديث، وجه الشيخ صبحي الطفيلي، مؤسس حزب الله اللبناني، وأمينه العام الأسبق، اتهاماته للنظام الإيراني بخداع المسلمين بشعارات تحرير فلسطين، ووجه حديثه للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قائلا: “كثرت مسرحياتك وغابت صواريخك التي قتلتَ بها أطفال المسلمين في سوريا والعراق واليمن.. شارك في المعركة خاصة أنك تملك جنداً وعمقاً من لبنان حتى إيران وإلا ارحل بعتادك وجندك التي دخلتها كجندي في المشروع الغربي لسحق الأمة”.
فطهران لا تريد سوى استغلال الأحداث لخدمة مشروعها، واستغلال مشاعر التعاطف الشعبي العربي مع فلسطين في إثارة الفوضى لخدمة أهداف سياستها الخارجية، فحيث وُجدت الفوضى وُجد التدخل الإيراني؛ فلم تستطع طهران السيطرة على العراق وسوريا واليمن ولبنان إلا بعد وقوع تلك البلدان في حالة من الفوضى والعنف، وهذا بالضبط ما يبشر به صاحب موقع مافا الإيراني.
هل نجحت طهران في مخططها لتوظيف القاعدة؟
رغم قطع طهران شوطًا كبيرًا في ملف توظيف القاعدة والسيطرة على قرارها، لكن الأمر ليس بهذه البساطة، فاللعبة أصبحت مفضوحة قبل أن تصل لمرحلة جني الثمار، وأصبحت طهران مسؤولة أمام العالم عن أفعال تنظيم القاعدة، وما لهذه المسؤولية من ضريبة باهظة.
كما أن قطاعات واسعة من القواعد الجهادية السنية المناصرة للتنظيم ترفض تماماً خضوع قيادته لإيران، بل إن رموز جهادية انتقدت الموقف الإيراني من حرب غزة والمتاجرة بالدماء الفلسطينية، مثل القيادي الزبير أبو معاذ الفلسطيني الذي اتهم طهران بالتغرير بحركة حماس ودفعها للمعركة وحدها والتخلي عن نصرتها وخذلانها، مذكرًا بخذلان الشعب السوري الذي قُتل على أيدي الميليشيات الإيرانية.
وكلما انتشر الوعي بين أعضاء القاعدة وزالت الغشاوة عن أعينهم، ورأوا حقيقة عملاء إيران، زادت المخاطر التي تواجهها طهران لاستخدامها هذه الأداة الخطيرة وارتفعت عوامل فشلها، واحتمالات ضياع كل ثمار المخطط الذي استغرق الإعداد له والعمل عليه سنوات طويلة.
الخلاصة
إذا اعتقدت طهران أن بإمكانها استخدام الجهاديين السنة لخوض الحروب نيابة عنها، فسوف تكتشف في التحليل النهائي أن مشروع جهاد طروادة يأتي بنتائج عكسية، وأن لعبها بالنار سوف يحرق يدها.
فلجوء طهران إلى منظمة مثل تنظيم القاعدة ومحاولة توظيفه واستثمار إرثه الإرهابي من خلال سيف العدل ومصطفى حامد يكشف عن محاولات مستميتة لصرف الانتباه عن إخفاقات نظام الملالي وصراعاته الداخلية عبر تصدير المشاكل والأزمات إلى الخارج.
خلفية تاريخية عن حصان طروادة “ويكيبيديا”
حصان طروادة (بالإنجليزية: Trojan Horse) جزء من أساطير حرب طروادة، إلا أنها لا تظهر في الجزء الذي يرويه هوميروس في الإلياذة عن الحرب، حصان طروادة أكبر الأحصنة الخشبية في التاريخ ويبلغ من الطول 108 متر ومن الوزن 3 أطنان، ليكون أمتن حصان خشبي في العالم، بعد حصان طروادة هناك حصان زقاونة لدى شعب الرومان والجرمان.
أسطورة حصان طروادة
تروي الأسطورة أن حصار الاغريق لطروادة دام عشر سنوات، فابتدع الاغريق حيلة جديدة، حصاناً خشبياً ضخماً أجوفا تم بناؤه تحت إشراف إبيوس في ثلاثة أيام. ومُلئ بالمحاربين الاغريق بقيادة أوديسيوس، أما بقية الجيش فظهر كأنه رحل بينما في الواقع كان يختبئ وراء تيندوس، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام.
وقام جاسوس إغريقي، اسمه سينون، بإقناع الطرواديين بأن الحصان هدية، بالرغم من تحذيرات لاكون وكاساندرا، حتى أن هيلين وديفوبوس فحصا الحصان فأمر الملك بإدخاله إلى المدينة في احتفال كبير.
احتفل الطرواديون برفع الحصار وابتهجوا، وعندما خرج الاغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الاغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال كعبيد.
كانت مدينة طروادة تحت إمرة الأمير هيكتور والأمير بارس والذي كان سببا رئيسيا في الحرب بخطفه هيلين ملكة اسبرطة، وزوجة مينلاوس شقيق أجاممنون بن أتريوس.
كانت الأميرة كاساندرا تتنبأ بالمستقبل، وقبل ولادة الأمير بارس تنبأت بأن المولود الجديد سيكون سببا في دمار طروادة فأمر الملك بقتل المولود بعد ولادته، لكن الحاجب الذي أمر بقتل الأمير الصغير تركه في العراء وذهب.