“صحفيو غزة يعملون من المستشفيات وسنرفع دعاوى بالمحكمة الجنائية” نائب نقيب الصحفيين لأخبار الآن
رغم الأوضاع الخطيرة التي يعيشها المدنيون في غزة منذ أكثر من 17 يوما، والحصار الذي يشهده القطاع، كانت أقلام الصحفيين وعدسات المصورين حاضرة دائما لتوثيق أصوات القصف ولحظات الدمار، وتسجيل ما يحدث بين الأنقاض وفوق أسرّة المستشفيات، وداخل غرف الطوارئ والإنعاش، وحتى ثلاجات الموتى.
وحول وقف نزيف القطاع ومواجهة استهداف الطواقم الصحفية في غزة، أكد لأخبار الآن د. تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين في فلسطين أن هناك تهديد حقيقي على حياة الصحفيين نتيجة عمليات القصف الإسرئيلي وكذلك تدمير منازلهم فوق رؤوسهم مع عائلاتهم فقد قتل 21 صحفيا في غزة مع عائلاتهم خلال القصف الإسرئيلي آخرهم اليوم تم قصف منزل الصحفي في غزة زياد حلبي وقُتل هو وعائلته .
50 مقرا ومركزا لمؤسسات إعلامية في غزة تعرضت للقصف
وأشار الأسطل أنه تم إصابة العشرات من الصحفيين في غزة خلال القصف، وأغلب الصحفيين العاملين بالقطاع هم ليسوا في منازلهم ولاعائلاتهم بسبب تهديدات الجيش الإسرئيلي المباشرة سواء للمناطق أو المربعات والأماكن الموجدين فيها .
وكشف نائب نقيب الصحفيين الفلسطينيين في غزة د.تحسين الأسطل، أنه تم تدمير خمسين مؤسسة إعلامية بالكامل وأكثر من مئتي مؤسسة إعلامية أصبحت خارجة عن العمل بسبب الدمار الذي لحق بغزة.
لن يتخلوا عن واجبهم
وأضاف الأسطل أن الصحفيين لن يتخلوا عن واجبهم وسوف يواصلوا أداء رسالتهم وسوف يرى العالم مايُرتكب من جرائم وسوف يحملون العالم مسؤولية هذه الجريمة المستمرة المرتكبة بحقهم وبحق عائلاتهم وبحق مهنة الصحافة وبحق المدنيين العُزل الذين يذبحون ويحرقون بهذا الشكل من قبل القوات الإسرائيلية التي تعرف كل الأهداف بدقة وتستهدفها بدقة وتعلم أن هناك نساء وأطفال وشيوخ يتم حرقهم من خلال القصف المتواصل” .
كيف يشتغل صحفيو غزة في ظل الحرب؟
حول الظروف التي يعمل به الصحفيين في غزة خلال حديثه مع أخبار الآن قال د.تحسين الأسطل أن ظروف العمل صعبة للغاية والصحفيين منشغلين مابين عملهم ومابين رصد تداعيات القصف المستمر بحق المدنين العُزل وقصف المنازل ومابين تأمين المأوى والأكل لحياتهم ولأسرهم وهذا شيء وأضف عليهم كاهل كبير وعبء كبير يلاحقهم طول الوقت، ويشير د.تحسين الأسطل أنه بالإضافة إلى أن أغلب الصحفيين في غزة يعملون بظروف إستثنائية وأغلبهم اتخذ من المستشفيات مقر لعمله لإعداد مادته الإعلامية ونقابة الصحفيين جهزت عدد من الأماكن في مركز الشفاء وفي دير البلح وفي خان يونس وفي رفح ووفرت الكثير من الخدمات للتسهيل على الصحفيين عملهم والباقي من الصحفيين يحاول رصد جزء بسيط مما يتعرض له المدنيين في غزة وأن مايخرج من قطاع غزة على وسائل الإعلام لايتجاوز اثنين بالمئة من حقيقة ما يحدث.”
التوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية
ولفت د.تحسين الأسطل، نائب نقيب الصحفيين في فلسطين إلى بدء نقابة الصحفيين الفلسطينيين خطوات قانونية لمواجهة آلة القتل الإسرائيلي التي تتعمد استهداف الصحفيين لطمس الرواية الفلسطينية، بالإضافة إلى التعاون والتنسيق اليومي بين نقابة الصحفيين الفلسطينية ونظيرتها المصرية، حيث يجرى من خلاله توزيع الأدوار والتحرك قانونيا على الصعيدين العربي والدولي، وكذلك تواصل النقابتين مع اتحاد المحامين العرب واتحاد الصحفيين العرب وعدد من منظمات المجتمع المدني، في إطار إعداد ملف قانوني سيجرى تقديمه للمحكمة الجنائية الدولية وقال بالتأكيد سوف نتوجه للقضاء ولابديل لنا إلا المحكمة الدولية لأننا نشعر بالفعل أن هناك نية مبيتة لإعدام كل الصحفيين” .
وأضاف الأسطل:”الآن مدينة غزة وشمال القطاع خارج التغطية الإعلامية وهو ما يشكل خطورة كبيرة، لأن جرائم حرب سيتم ارتكابها بدون تغطية وفي غياب لوسائل الإعلام”.
اختتم د.تحسين الأسطل حديثه إن القوات الإسرائيلية تعمل على هدم المنازل وقتل المدنيين العزل، معتبرا ما يحدث جريمة ترتكب في حق المجتمع الإنساني”.
صحفيو غزة يروون حكايات الحرب
“لا وقت في غزة للوداع الأخير، نكفن جراحنا ونمضي في صمت” بتلك الكلمات المقتضبة لخص المصور الصحفي في غزة، محمد الحجاز، حال طواقم الصحافة الفلسطينية الذين يعملون والموت صوب أعينهم، فيما الناجون من الاستهداف لم يسلموا من فقدان عوائلهم وأقربائهم.
ويتمتع الصحفيون، بحكم وضعهم كمدنيين، بحماية القانون الدولي الإنساني من الهجمات المباشرة، شريطة ألا يشاركوا مباشرة في الأعمال العدائية.
وتشكل أي مخالفة لهذه القاعدة انتهاكا خطيرا لاتفاقيات جنيف وبروتوكولها الإضافي الأول، فضلا عن أن التعمد في توجيه هجوم مباشر ضد شخص مدني يرقى أيضا إلى “جريمة حرب”، بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وتعيش غزة في الوقت الحالي “أوضاعا مأساوية للغاية على الصعيد الإنساني”، حيث ينزح داخليا أكثر من مليون ونصف مواطن إلى منازل أخرى أو مدارس إيواء، “بفعل تعرض المناطق التي يسكنوها إلى القصف الشديد، دون سابق إنذار أو تحذير”.