الحرب في غزة تدخل يومها الـ22

أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، ارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي في قطاع غزة إلى أكثر من 8 آلاف قتيل، وهي أكبر حصيلة منذ الانسحاب الإسرائيلي من القطاع الفلسطيني في 2005 بعد احتلال دام 38 عاماً.

 

الجيش الإسرائيلي يحذر

وكان قد حذر الجيش الإسرائيلي السبت، المدنيين في مدينة غزة من أن منطقتهم أصبحت الآن “ساحة معركة”، وحثهم على المغادرة فيما كثف حملته الجوية ضد مقاتلي حماس في الأراضي الفلسطينية.

وجاء في منشورات أسقطتها مقاتلات الجيش الإسرائيلي “إلى سكان قطاع غزة وشمال غزة ومحافظة غزة، منطقتكم أصبحت ساحة معركة الآن، الملاجئ في شمال غزة ومحافظة غزة غير آمنة”، وقد حضّت المنشورات السكان على “الإخلاء الفوري” للمنطقة.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في فيديو باللغة الإنكليزية تُرجم للعربية “إلى سكان غزة استمعوا بعناية وانتبهوا من أجل سلامتكم الفورية نحث جميع سكان شمال قطاع غزة ومدينة غزة على الانتقال فورًا إلى الجنوب”.

وأضاف: “هذا تدبير مؤقت والعودة إلى شمال القطاع ستكون ممكنة بمجرد انتهاء الاشتباكات الشديدة”.

كما شدد على أن “هذا نداء عاجل من أجل سلامة المدنيين في غزة، حماس تعرض حياتكم للخطر من خلال وضع أسلحة والقوات في المدارس والمساجد والمستشفيات.”

أكثر من 8000 قتيل.. وتواصل القصف الإسرائيلي على غزة

حرب طويلة وصعبة

من ناحيته شدّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السبت، على أن الحرب ضد “حماس” في قطاع غزة ستكون “طويلة وصعبة”، في وقت أعلن وزير دفاعه يوآف غالانت أن الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية “دخلت مرحلة جديدة” بعد ليلة من القصف الكثيف للقطاع المحاصر والاشتباكات على الأرض.

وحذّرت الأمم المتحدة الجمعة، من أنها تخشى “وابلا غير مسبوق من المآسي” في القطاع الصغير الذي يقطنه نحو 2,4 مليون نسمة وتسيطر عليه “حماس”.

وأعلن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار السبت، أن الحركة الفلسطينية مستعدة “فورا” لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل. وقال “جاهزون فورا لعقد صفقة تبادل تشمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون الاحتلال مقابل الإفراج عن جميع الأسرى لدى المقاومة”.

مساءً، شدّد نتنياهو على أن إلحاق الهزيمة بحماس “تحد وجودي” لإسرائيل، مشدّدا على أن “90 بالمئة” من الميزانية العسكرية للحركة مصدرها إيران. وقال “الحرب في قطاع غزة ستكون طويلة وصعبة ونحن جاهزون لها”، مضيفا أن الجيش “سيدمّر العدو على الأرض وتحتها”.

وبات القطاع مقطوعاً عن العالم مع توقف الاتصالات والانترنت منذ الجمعة.

ويشن الجيش الإسرائيلي قصفا مدمرًا منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر ردا على هجوم غير مسبوق شنته “حماس” داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1400 شخص معظمهم مدنيون حسب السلطات.

أكثر من 8000 قتيل.. وتواصل القصف الإسرائيلي على غزة

 

وشنّ الجيش الإسرائيلي قصفاً متواصلاً وغير مسبوق من حيث الكثافة على قطاع غزة ليل الجمعة السبت أوقع مزيدا من الضحايا وخلف دماراً هائلاً، وحصلت اشتباكات عنيفة على الأرض بين جنوده ومقاتلي “حماس”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده يواصلون عملياتهم البرية في غزة مساء السبت، بعد أن شنوا توغلات عدة في القطاع الجمعة.

وجاء في بيان للجيش مساء السبت أنه “منذ ساعة باكرة من مساء الجمعة، تعمل قوة مشتركة من الدبابات والمهندسين والمشاة على الأرض في شمال قطاع غزة”. وقال قائد الجيش الجنرال هرتسي هليفي “قواتنا تنفذ عمليات برية في قطاع غزة” بغطاء مدفعي “قوي ودقيق”.

وأعلن الجيش السبت أنه ضرب 150 “هدفاً تحت الأرض” في شمال غزة ليل الجمعة السبت.

ساحة معركة

في مخيم الشاطئ للاجئين قرب مدينة غزة، أحدث القصف أضرارا كبيرة.

ووصف علاء مهدي (54 عاما) ما حصل في المخيم من دمار جراء القصف الإسرائيلي ليل الجمعة السبت بأنه “زلزال”.

أضاف: “ما حصل في الشاطئ زلزال بل أعنف من زلزال، لو كان زلزالا ربانيا لكان أهون مما تسبب به قصف البحرية والمدفعية والطيران، كلهم قصفوا الناس المساكين … هذه مجزرة، إنه إعدام بشري”.

وقال جهاد مهدي، أحد سكان مدينة غزة “أصبح الناس في الشوارع جثثاً تسير”.

وقال حسن حمود الذي ما زال يسكن مدينة غزة “نفضل أن نموت في منازلنا بدل الذهاب إلى الجنوب”.

أكثر من 8000 قتيل.. وتواصل القصف الإسرائيلي على غزة

 

“قلق” عائلات الرهائن

بعد تكثيف القصف، أعربت عائلات الرهائن المحتجزين لدى حماس وغالبيتهم من الإسرائيليين عن “قلقها” وطالبت الحكومة بتفسيرات بعد عمليات القصف الكثيفة للجيش على قطاع غزة.

ووفقا للجيش، تحتجز حماس 230 شخصاً، من إسرائيليين ومزدوجي الجنسية وأجانب منذ السابع من تشرين الأول/اكتوبر، وقد أفرجت الحركة عن أربع نساء.

وأفادت حماس الخميس بمقتل “نحو 50” من هؤلاء جراء القصف الإسرائيلي.

أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس في تسجيل صوتي السبت أنها مستعدة لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم خلال هجومها على اسرائيل في السابع من الشهر الجاري مقابل اطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين.

وقالت إيفات كالديرون التي يعتقد أن قريبها عوفر كالديرون محتجز في غزة مع أفراد من عائلته لوكالة فرانس برس، إنها تؤيد هذا النوع من التبادل.

وقال نتنياهو لعائلات الرهائن التي التقاها إنه سيبحث في “كل الخيارات” لإطلاق سراحهم.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني ووكالات تابعة للأمم المتحدة من بينها منظمة الصحة العالمية، إنها فقدت الاتصال بفرقها في غزة.

وقالت منسقة الشؤون الإنسانية الأممية في الأراضي الفلسطينية لين هاستينغز إن العمليات الإنسانية وأنشطة المستشفيات “لا يمكن أن تستمر بلا اتصالات”.

نقص في عقاقير التخدير

وأحكمت إسرائيل الحصار البري والجوي والبحري الذي تفرضه على القطاع منذ 16 عاما، مانعة عنه الماء والكهرباء والمواد الغذائية منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر.

وناشدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت العالم التحرك لوقف “المستوى الذي لا يطاق من المعاناة الإنسانية” في قطاع غزة.

وقال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الجمعة من القدس “سيموت كثير من الأشخاص قريباً… جراء تداعيات الحصار المفروض على قطاع غزة”.

وأكّدت منظمة أطباء بلا حدود السبت أن بعض العمليات الجراحية تجرى في قطاع غزة بلا تخدير عام للمرضى بسبب نقص عقاقير التخدير.

وتحدّث رئيس بعثة أطباء بلا حدود في القدس المسؤولة عن الأراضي الفلسطينية ليو كانز لفرانس برس عن عملية أجريت هذا الأسبوع على “طفل يبلغ 10 سنوات”. وقال “اضطررنا إلى بتر نصف قدمه اليسرى تحت تأثير تخدير جزئي، على أرضية المستشفى في الممر لأن كل غرف العمليات كانت ممتلئة”.

منذ 21 تشرين الأول/أكتوبر، دخلت 84 شاحنة محملة مساعدات إنسانية من مصر إلى غزة، حسب الأمم المتحدة، في حين أن هناك حاجة إلى مئة شاحنة على الأقل يوميا، وفق المنظمة الأممية.

وقد توقف 12 مستشفى من أصل 35 في قطاع غزة عن العمل.

احتجاجات

في نيويورك، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة قرارا غير ملزم يطالب بـ”هدنة إنسانية فورية”. وقد رحبت حركة حماس بالقرار ورفضته إسرائيل.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان السبت الغرب بأنه “المذنب الرئيسي في مجازر غزة”.

وقال “عمليات القصف الإسرائيلية التي تكثفت مساء أمس (الجمعة) على غزة استهدفت مجددا نساء وأطفالا ومدنيين أبرياء وعمقت الأزمة الإنسانية الحالية. على إسرائيل أن توقف هذا الجنون فورا وتضع حدا لهجماتها”.

وردت إسرائيل باستدعاء طاقمها الدبلوماسي من تركيا.

وجاء في منشور لوزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين على منصة إكس “نظرا للتصريحات الخطيرة الواردة من تركيا، أمرت بعودة الممثلين الدبلوماسيين الموجودين هناك لإجراء إعادة تقييم للعلاقات بين إسرائيل وتركيا”.

ودانت السعودية “أي عمليات برية تقوم بها إسرائيل”. وحذّرت من “خطورة الاستمرار في الإقدام على هذه الانتهاكات الصارخة وغير المبررة والمخالفة للقانون الدولي بحق الشعب الفلسطيني الشقيق”.

أكثر من 8000 قتيل.. وتواصل القصف الإسرائيلي على غزة

ويخشى المجتمع الدولي اتساع نطاق النزاع في الإقليم، في حين وجهت إيران الداعمة لحماس تحذيرات عدة للولايات المتحدة.

والتوتر مرتفع جدا أيضا في الضفة الغربية المحتلة، حيث قُتل أكثر من مئة فلسطيني في أعمال عنف منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.

وفي منطقة نابلس في شمال الضفة الغربية المحتلة قتل فلسطيني برصاص مستوطن إسرائيلي السبت، على ما أعلنت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان بهذا الشأن “في وقت سابق (السبت)، ورد تقرير بشأن مواجهة عنيفة بين عدد من الفلسطينيين والمدنيين الإسرائيليين” قرب مستوطنة راشليم الإسرائيلية. أضاف “ورد في وقت لاحق بلاغ بشأن مقتل فلسطيني. وفتحت الشرطة الإسرائيلية تحقيقا في الواقعة”.

ويرتفع منسوب التوتر أيضاً، عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث تَحدث عمليات قصف وإطلاق نار يومية بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران وحليف حماس.

وأعلنت قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (اليونيفيل) السبت، أن مقرها العام أصيب بقذيفة، تعمل على التحقق من مصدرها.