اعترافات قيادات القاعدة في اليمن
في أغسطس الماضي كشفت مصادر خاصة لـ “اخبار الآن” عن تمكن القوات الامنية في جنوب اليمن من إلقاء القبض على عنصرين قيادين في تنظيم القاعدة بمحافظة شبوة.
ومؤخرا نشرت قوات دفاع شبوة مقطعا مصورا فيه اعترافات خطيره للعنصرين الجهادين وهما أبو خالد الدياني والسبع باعوضه.
وفي المقطع كشف الدياني وباعوضه عن القيادة الفعلية للتنظيم في محافظة شبوة النفطية جنوبي شرق اليمن، وبحسب الاعترافات تتكون القيادة من الثلاثي: أبو الهيجاء الحديدي وأبو مصعب الكازمي وهارون الأبي.
كما تحدث العنصران عن مصادر تمويل التنظيم في شبوة؛ وقال أبو خالد الدياني انهم يستلمون أموال عبر حوالات مالية تأتي من قيادة التنظيم المتواجدة في محافظة مأرب.
وحول الهجمات الاخيرة التي شنها التنظيم في شبوة باستخدام الطيران المسير كشف الدياني ان العنصر حمزة المشدلي أوصل الطائرة المسيرة إلى منطقة خورة في شبوة من مأرب ومن ثم تم نقلها إلى المصينعة وتم استخدامها عدة مرات من قبل العنصر الجهادي كمال الصنعاني.
كما أكد أبو خالد الدياني ان العبوات والمواد المتفجرة تأتي من مأرب، مشيراً إلى أن بعضها تكون جاهزة، وبعضها تم تجهيزها في منطقة خورة بمحافظة شبوة.
وفجر الدياني مفاجأة مدوية باعترافه ان أجهزة التفجير التي يستخدمها تنظيم القاعدة تأتي عبر وسيط اسمه عمار البنا، وهو عنصر ينتمي لجماعة الحوثي ويعتبر عنصر الاتصال ما بينها وبين تنظيم القاعدة.
من جانبه قال الجهادي السبع باعوضه أن التنظيم ركز عملياته خلال الفترة الماضية على استهداف قوات دفاع شبوة المنتشرة في المحافظة والمسؤولة عن جهود مكافحة الإرهاب.
وأضاف باعوضه أن التنظيم حاول استهداف منشأة بلحاف في أغسطس الماضي، قائلاً ” كمال الصنعاني جاء من مأرب ومعه عدد صواريخ كاتيوشا بهدف قصف المنشأ، وقد تمكنوا من استهداف المنشأة بخمسة صواريخ”.
تعزيز قدرات في أبين
ومع تركيز القاعدة في اليمن على مهاجمة شبوة، قام خالد باطرفي أمير التنظيم خلال يوليو الماضي بإجراء تغييرات قيادية مهمة في فرع التنظيم بمحافظة أبين المحاذية للعاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “أخبار الآن” من قيادي ميداني، فقد كلف باطرفي القيادي ريان الحضرمي بتولي قيادة العمليات في محافظة أبين بجوار القيادي أبو الهيجاء الحديدي، وقد أوضحت المصادر الجهادية أن هذا القرار جاء بسبب مطالب واشتراطات أبو الهيجاء المتكررة على باطرفي وعدم تنفيذه للأوامر بشكل أعمى.
وأوضح القيادي الميداني أن خلافات الحديدي وباطرفي تمحورت حول نقطتين: أولا عدم القبول بفتح باب التجنيد والتحشيد لعناصر جهادية جديدة وإدخالها في مسرح العمليات، وثانيا طلب تمويل مالي وتسليحي لترتيب وضع العناصر الجهادية في محافظتي أبين وشبوة والتي تشتكي من قلة التمويل.
وقد وقع اختيار باطرفي على ريان الحضرمي لسببين: أولا علاقته العدائية والتنافسية الشديدة ما بينه وبين أبو الهيجاء الحديدي والتي وصلت الى درجة تحريض كل قيادي منهما على الأخر عند القيادة العامة للتنظيم أو حتى على مستوى العناصر الميدانية، وهذا قاد الى السبب الثاني اذ ان هذه التنافسية جعلت الحضرمي يقدم على تنفيذ اجندة باطرفي في ابين باقل الشروط و باقل التكاليف.
وبحسب قيادي جهادي من مأرب، فإن هذا التكليف الجديد للحضرمي تناغم مع قيام التنظيم بسلسلة إجراءات تنظيمية داخلية تهدف إلى تنشيط العناصر التي كانت خاملة ومتواجدة في محافظات مأرب والبيضاء، والزج بهم الى المواجهات في شبوة وأبين، كما أن التنظيم يسعى حاليا الى اعادة تنشيط مراكز انتشاره الاستراتيجي وخلاياه النائمة في محافظة حضرموت النفطية شرقي اليمن.
وتقول القيادي، بأن الحضرمي وخلال اجتماعاته مع اللجنة العسكرية المكلفة من باطرفي، أخبر القادة الميدانيين عن اعتزامه توسيع نطاق العمليات الامنية وبنك الأهداف، قائلا إنه يسعى إلى تنفيذ ضربات بالمفخخات والعبوات الناسفة في العاصمة اليمنية عدن، وفي مدينة زنجبار مركز محافظة أبين والطريق الساحلي الرابط ما بين أبين وعدن، بهدف تقليل من الضغط العسكري على الخلايا الموجودة في ريف محافظة أبين والتي تواجه حملة امنية شرسة أطلقتها القوات الجنوبية منذ نهاية العام الماضي.
وبحسب مصادر جهادية في أبين صرحت لـ ” أخبار الآن ” فأن ريان الحضرمي عرض خطة للجنة العسكرية وهو أنه سيتكفل بتنفيذ العمليات ضد القوات الامنية والعسكرية الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي في زنجبار وعدن، وذلك عبر تجهيز المنفذين من مواقعهم بأبين وإرسالهم للتنفيذ بعد تحديد الهدف وموعد التنفيذ ثم يعودون بعد التنفيذ إلى مواقعهم، وأكد لهم أن هذه لضرورة عمله وتخفيف الضغط.
وقد أشارت المصادر إلى أن اللجنة العسكرية أبدت موافقة على هذا الفكرة، وقد تم الشروع عمليا في تطبيقها خلال الأيام الماضية؛ باستهداف قائد قوات الأمن الخاصة بعدن، اللواء فضل باعش، بسيارة مفخخة، أثناء تواجده بالقرب من مبنى السلطة المحلية في مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، وأسفرت عن إصابة عدد من مرافقيه.
بالإضافة إلى اغتيال قائد قطاع الحزام الأمني في شقرة ” سالم علي صلعان ” وإصابة 8 من مرافقيه، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف طقماً عسكرياً كان يقلهم في الخط العام بين مفرق منطقتي “اورمة” و”قرن امارم” شرقي مديرية مودية بمحافظة أبين.
تنظيم القاعدة في اليمن وخلال نشرات اعلامية تبنى فيها عمليات استهداف اللواء باعش واغتيال سالم صلعان، تحدث أن العمليات تمت بعد عمليات رصد ومتابعة للأهداف.
صفقات أكبر مع الحوثي
جاءت تلك العمليات بالتزامن مع إفراج مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، عن 32 عنصراً جهاديا من ينتمي الى تنظيم القاعدة في اليمن، وقد سبق لهم جميعا التورط بأعمال ارهابية في جنوب اليمن، و من بينهم 6 عناصر ينتمون لمحافظة أبين.
ومن المتوقع أن تتواتر عملية الدعم البشري للحوثيين الى تنظيم القاعدة تحت مظلة “تبادل الاسرى”، وذلك علاوة على استمرار الدعم العسكري والفني المتعلق بالطيران المسير وكذلك تقنيات المتفجرات.