هل تجر كلمة نصر الله لبنان إلى الحرب مع إسرائيل؟
عشية كلمة مرتقبة لأمينه العام حسن نصرالله، أعلن حزب الله اللبناني الخميس، أنه قصف 19 موقعا إسرائيليًا “في وقت واحد” لتعلن إسرائيل الرد بقصف “واسع النطاق” في جنوب لبنان أوقع خمسة قتلى بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية.
ووقت الإعلان عن هذه الهجمات المتزامنة، كان التوتر على أشده مساء الخميس، عند الحدود بين إسرائيل ولبنان التي تعد منذ أكثر من ثلاثة أسابيع مسرحًا للتبادل اليومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي من جهة وحزب الله وحلفائه من جهة أخرى.
وعصرا، أعلنت كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، في رسالة على تطبيق تلغرام، أنها أطلقت 12 صاروخا باتجاه بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل، “ردا على مجازر الاحتلال بحق أهلنا في غزة”.
خريطة توضح حدود كريات شمونة
وأدى إطلاق هذه الصواريخ إلى إصابة شخصين في كريات شمونة، بحسب خدمات الطوارئ الإسرائيلية.
من جانبه، قال حزب الله المؤيد لإيران في بيان “هاجم مجاهدو المقاومة الإسلامية في وقتٍ واحد عند الساعة 15، 30 (الساعة 13، 30 ت غ) تسعة عشر موقعًا ونقطة عسكرية إسرائيلية بالصواريخ الموجهة والقذائف المدفعية والأسلحة المباشرة”.
وقال الحزب إن هذه الهجمات جاءت بالتزامن مع هجوم غير مسبوق على ثكنة إسرائيلية باستخدام “طائرتين مسيرتين محملتين بكمية كبيرة من المتفجرات” في منطقة مزارع شبعا الحدودية المتنازع عليها، كما أعلن في وقت سابق في بيان آخر.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الخميس، في بيان إنه رد على صواريخ أطلقت من لبنان بتنفيذ “ضربة واسعة النطاق” على أهداف عسكرية لحزب الله.
وقال إن طائرات حربية ومروحيات تابعة للجيش الإسرائيلي قامت باستهداف الحزب ومهاجمة “بنى تحتية ومقار ومنشآت قيادية” تابعة له.
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، أن خمسة أشخاص قتلوا وجرح آخر في القصف الإسرائيلي على جنوب البلاد.
وقال حزب الله إن بين هؤلاء القتلى أحد مقاتليه.
بغنى عن الحرب
يأتي هذا التصعيد في حين يتوقع أن يلقي الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله الجمعة، كلمة هي الأولى منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، يترقبّها المعنيون بالنزاع، لتبيّن ما إذا كانت ستحسم مسالة انخراط حزبه في القتال.
وفي وقت سابق الخميس، قال الحزب الشيعي الذي يستهدف خصوصا نقاط مراقبة ومواقع عسكرية إسرائيلية عند الحدود، إنه أسقط طائرة إسرائيلية دون طيار فوق الأراضي اللبنانية بصاروخ أرض جو، للمرة الثانية منذ الأحد.
من جانبه، قال وزير الجيوش الفرنسي الخميس خلال زيارة لجنوب لبنان أن هذا البلد “بغنى عن حرب” مع إسرائيل محذرا من خطر التصعيد في المنطقة.
وصباحًا، عثر الجيش اللبناني على جثتي راعيين يبلغان من العمر 20 و22 عامًا قتلا بنيران إسرائيلية، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام. وتم الإبلاغ عن اختفاء الراعيين يوم الأربعاء في أثناء رعيهما بالقرب من قرية الوزاني الحدودية.
قلق كبير
وأعلنت قوة حفظ السلام التالعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) الخميس، إن قذيفتين سقطتا وانفجرتا بعد ظهر الأربعاء “على بعد 10 أمتار من موقع لها بالقرب من بلدة بيت ليف بجنوب لبنان، مما الحق أضرارًا جسيمة بجدار وأضرارًا طفيفة بآلية تابعة لليونيفيل. ولحسن الحظ، كان العناصر في الملاجئ في ذلك الوقت ولم يصب أحد بأذى”.
وقالت إن “اليونيفيل تعرب مجددًا عن قلقها البالغ إزاء تعرّض مواقعنا للقصف خلال تبادل إطلاق النار”.
بدأت الاشتباكات في جنوب لبنان في اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر في إسرائيل التي ردت بقصف مدمر متواصل لقطاع غزة. وأوقعت الحرب آلاف القتلى.
وأدى تبادل القصف وإطلاق النار إلى مقتل 71 شخصا في جنوب لبنان، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس، بينهم 51 من مقاتلي حزب الله. كذلك، قُتل سبعة مدنيين بينهم فتى في السادسة عشرة.
وقتل ثمانية جنود ومدني واحد في الجانب الإسرائيلي، بحسب المصادر الرسمية.