العنف في الكونغو يجبر المدنيين على الفرار
أفاد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أنه في شهر أكتوبر وحده، تم طرد أكثر من 300 ألف شخص من منازلهم بسبب تصاعد العنف في مقاطعة شمال كيفو.
وبذلك يصل العدد الإجمالي للنازحين في الأجزاء الشرقية من البلاد إلى أكثر من 6 ملايين. كما تواجه المقاطعات الشرقية أيضًا تفشيًا مستمرًا للكوليرا والحصبة.
وعلى الرغم من هذا الوضع المتقلب، تمكنت الأمم المتحدة وشركاؤها من توصيل المساعدات الإنسانية إلى حوالي 3 ملايين شخص، بما في ذلك 1.9 مليون شخص بالمساعدات الغذائية في المنطقة.
ومع ذلك، لا يزال الوصول صعباً، وقد أجبرت أعمال العنف الأخيرة في إقليم بيني العديد من العاملين في المجال الإنساني على تعليق عملياتهم. ما يترك أكثر من 140,000 شخص غير قادرين على تلقي المساعدة.
ولم يتم تمويل خطة الاستجابة الإنسانية لجمهورية الكونغو الديمقراطية لهذا العام والتي تبلغ قيمتها 2.3 مليار دولار إلا بنسبة 36% فقط ، ولم يتبق سوى شهرين في العام.
فيما ذكر مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان في الكونغو الديمقراطية أنه وثق 940 اعتداء وانتهاكا لحقوق الإنسان في أنحاء جمهورية الكونغو الديمقراطية خلال شهري يوليو وأغسطس 2023.
وأوضح المكتب – في تقرير له – أن الانتهاكات خلال شهري يوليو وأغسطس شهدت زيادة مقارنة بشهري مايو ويونيو من العام نفسه حيث وثق المكتب خلالهما 816 اعتداء وانتهاكا لحقوق الإنسان.
عنف جنسي
شدد مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان في الكونغو الديمقراطية على أن أفراد الجماعات المسلحة ما زالوا مسؤولين عن غالبية الاعتداءات والانتهاكات الموثقة في البلاد بإجمالي 575 اعتداء وانتهاكا من أصل 940 (بنسبة 61%) مقارنة بـ 365 اعتداء وانتهاكا لقوى الأمن (بنسبة 39%) خلال شهري يوليو وأغسطس الماضيين.
ووفقا لتقرير مكتب الأمم المتحدة المشترك لحقوق الإنسان في الكونغو الديمقراطية، فإن هذا الارتفاع في الاعتداءات والانتهاكات يفسره من جهة تسجيل حالات العنف الجنسي المرتبطة بالنزاع في الكونغو الديمقراطية التي جرى توثيقها كجزء من مبادرة توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية للعنف الجنسي ومن خلال بعثات تقصي الحقائق المتعددة في مختلف مناطق البلاد بما فيها مناطق يصعب الوصول إليها مثل مقاطعتي “مانيما” و”تنجانيقا”.
وأوضح تقرير شهري يوليو وأغسطس 2023 أن مكتب الأمم المتحدة وثق حالات عنف جنسي مرتبطة بالنزاع ضد 120 ضحية منها 49 ضحية في شهر يوليو و71 ضحية في شهر أغسطس. ونسب التقرير أعمال العنف الجنسي هذه بصورة أساسية إلى أفراد الجماعات المسلحة.
فيما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة بأنّ عدداً كبيراً من الأشخاص فروا من منازلهم، لكنهم ظلوا داخل حدود جمهورية الكونغو الديموقراطية ويحتاجون إلى مساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
وقالت في بيان “تكثف المنظمة الدولية للهجرة جهودها لمعالجة الأزمة المعقدة والمستمرة في جمهورية الكونغو الديموقراطية حيث ارتفع عدد النازحين داخلياً إلى 6,9 مليون شخص في كل أنحاء البلاد، وهو أعلى رقم تم تسجيله حتى الآن”.