اعتداءات واعتقالات لفلسطينيي الضفة الغربية
مسلسل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية لا يعرف توقفا، بل أصبح هذا هو المشهد السائد في الضفة منذ السابع من أكتوبر.
وتعيش الضفة الغربية المحتلة حالة من التصعيد المستمر منذ أكثر من عامين، لكنها تعمقت وتكثفت بشكل كبير منذ اندلاع الحرب على غزة, إذ يقول الفلسطينيون إن ما يجري في الضفة الغربية حرب صامتة، في ظل الحرب القائمة في قطاع غزة وانشغال الصحافة والسياسيين بما يجري هناك.
وتتكثف الأزمة في الضفة الغربية كل يوم بعشرات الاعتقالات، التي تحدث بالتوازي مع ما ينفذه المستوطنون المتطرفون من هجمات ضد الفلسطينين حيث يتعرض سكان كثير من القرى في محافظة الخليل بانتظام لاعتداءات من قبل المستوطنين الذين هاجموا وهم يرتدون ملابس عسكرية عدة مدارس كذلك.
تصاعد الهجمات ضد الأهالي منذ بدأ حرب غزة
ويعيش معظم سكان الضفة الغربية الآن، في حالة خوف وترقب، و”بات الجيش الإسرائيلي والمستوطنون يطلقون النار بكل سهولة على الفلسطينيين في الضفة كانتقام لما يحدث في قطاع غزة”.. هكذا قال أحد السكان الخليل في الضفة الغربية لأخبار الآن، حيث يروي فلسطينيو في الضفة أنهم يتعرضون لمضايقات متزايدة من المستوطنين الإسرائيليين الذين يغلقون الطرقات وينفذون هجمات مسلحة ويدمرون آبار المياه، مشيرين إلى أنهم يزدادون عدائية منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.
إعطاء المستوطنين الأسلحة والحق في استخدامها
في هذه الأجواء المتوترة للغاية “يرتدي بعض المستوطنين اللباس العسكري” كما يقول “م.ع” المواطن الفلسطيني لأخبار الآن والذي يعيش في إحدى قرى الخليل ويضيف أن “الوضع في الطرق الرئيسية أساسا غير آمن من قبل حرب غزة، حيث يتعرض المواطنون لاعتداءت من قبل المستوطنين دائما، لكن الآن أصبح الوضع أكثر سواءً، إذ أنه من المتوقع في أي وقت وطريق أن يصادف الفلسطيني المستوطنين المسلحين ما يعرض حياة كثيرين للخطر في أغلب مناطق الضفة الغربية”.
ويعيش في الضفة الغربية من دون القدس الشرقية، نحو مليونين و 900 ألف فلسطيني، بالإضافة إلى 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وتسجل يوميا ثمانية حوادث عنف ضد الفلسطينيين من بينها الترهيب والسرقة والاعتداء وفقا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
كما شهدت الضفة الغربية وقوع عدة حوادث أطلق فيها جنود إسرائيليون النار بشكل عشوائي على أشخاص عزل، كما أن عمليات القبض والاحتجاز زادت للغاية، وأصبحت القوات الإسرائيلية تلاحق يبدي تعاطفا مع الأحداث في غزة.
الأحوال المعيشية في الضفة الغربية
وبدأت إسرائيل في تقليص إمدادات الغذاء والكهرباء والوقود للضفة الغربية، فيما وصف فلسطينيو الداخل الأمر بأن شلل وشبه حصار، في الوقت الذي بدأت تعاني فيه إسرائيل نفسها من نقص في السلع.
ويقول أحد سكان الخليل في الضفة الغربية لأخبار الآن وطلب عدم الكشف عن هويته حفاظاً على سلامته بأن الأوضاع عندهم “خانقة”، والمنطقة تحولت “لثكنة عسكرية” ومداخل المدن والقرى مغلقة بشكل كامل وعند الحاجة للتنقل بين المدن يتطلب ذلك الوصول لمدخل المدينة ومن ثم السير مشياً على الأقدام، وأضاف “أن الحركة باتت صعبة للغاية هناك، وكثيرون باتوا يفضلون الآن عدم التحرك من الأحياء بسبب التشديدات الإسرائيلية”.
نقص في السلع الغذائية في الضفة الغربية وتحديدا في الخليل
ويقول المواطن الفلسطيني “م.ع” لأخبار الآن إنه “على المستوى المعيشي هناك أصحاب محال غذائية في المدينة أُفرغت رفوفهم من السلع الغذائية، والموزعون توقفوا عن إدخال الأغذية، كما أكد الموزعون أن إسرائيل تحتفظ بالمواد الغذائية وتوزعها على مواطنيها والوضع بالنسبة لنا أصبح كارثيا”.
وتصف المواطنة الفلسطينية “س.م” ما يجري بأنه أشبه بحظر تجوال، فالإجراءات التي تتخذها القوات الإسرائيلية تمنع المدنيين من التحرك بين الأحياء، خاصة بعد زيادة نقاط التفتيش، ولو استمر الوضع ستصبح كارثة إنسانية؛ فالإطفال وكبار السن لن يتحملوا نقص الغذاء والدواء”.
حملة اعتقالات وعمليات تنكيل واسعة
يأتي ذلك في حين ذكرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ونادي الأسير في بيان مشترك أنه “رافق حملة الاعتقالات عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرّح، ومصادرة الهواتف، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات تخريب وتدمير واسعة في منازل المواطنين، وعمليات ترويع وتهديد وصلت حد التهديد بإطلاق النار بشكل مباشر”.
وجاء في البيان المشترك أنه مع الاعتقالات الجديدة، “ترتفع حصيلة الاعتقالات في الضفة الغربية المحتلة بعد السابع من أكتوبر إلى أكثر من 2650 معتقلا”، وأضاف البيان “هذه الحصيلة تشمل من جرى اعتقالهم من المنازل، وعبر الحواجز العسكرية، ومن اضطروا لتسليم أنفسهم تحت الضغط، ومن احتجزوا كرهائن”.
تحذيرات أمريكية وإسرائيلية
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت في الأيام الأخيرة أن الوضع في الضفة الغربية على وشك الانفجار، كما حذرت تقارير أمريكية من خطر اشتعال جبهة صراع ثانية ضد إسرائيل في الضفة الغربية بسبب ارتفاع وتيرة حملات الدهم وهجمات الجنود والمستوطنين.
وطالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، إسرائيل باتخاذ إجراءات “عاجلة” لوقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر في بيان إن بلينكن شدد في مكالمة هاتفية مع بيني غانتس، زعيم المعارضة الإسرائيلية الذي انضم إلى حكومة طوارئ الحرب التي شكلها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، على “الحاجة الملحة لاتخاذ خطوات إيجابية لخفض التوتر في الضفة الغربية، بما في ذلك من خلال مواجهة تزايد مستوى عنف المستوطنين المتطرفين”.