مقتل وإصابة العشرات في قصف النظام لإدلب وريف حلب
مع توجه الأنظار خلال الأيام الخمسين الماضية؛ نحو الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، فشل التصعيد الكبير في الصراع الطويل الأمد في سوريا في جذب الكثير من الاهتمام.
بدءًا من 5 أكتوبر الماضي؛ بقصف العديد من البلدات والمدن في الشمال الغربي، تشهد سوريا أكبر تصعيد للأعمال العدائية منذ أربع سنوات.
بين 6 أكتوبر/تشرين الأول و 7 أكتوبر/تشرين الأول، ظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تُظهر أسلحة حارقة تُلقى على دارة عزة، وهي قرية تقع على بعد حوالي 25 كيلومترًا غرب حلب.
مليشيا بشار وخامنئي تقصف مدينة دارة عزة السنية بالقنابل العنقودية المحرمة دوليا #الثورة_السورية #سوريا #الشام #دارة_عزة pic.twitter.com/UwKkzVbRz4
— أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) October 7, 2023
تصف “هيومان رايتس ووتش” الأسلحة الحارقة بأنها أسلحة تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، ويمكن إسقاطها من الجو أو إطلاقها من الأرض – في صواريخ أو قذائف مدفعية- غالبًا ما تشعل الأسلحة الحارقة الحرائق ويمكن أن تسبب إصابات خطيرة.
كانت هناك سمات غير عادية حول السلاح الحارق الذي شوهد في هجوم أكتوبر على دارة عزة. على سبيل المثال، لا يبدو أن جميع الانفجارات تحدث في الهواء.
محور المقاومه والممانعه بقيادة حسن نصرالله و بشار الاسد يقصفون السوريين في مدينة دارة عزة غرب حلب الآن الصواريخ نصرةً لفلسطين pic.twitter.com/HMkzPKZGD3
— عمر مدنيه (@Omar_Madaniah) October 31, 2023
ويبدو أن هناك لقطات محدودة أو دراسات حالة متاحة في سوريا تظهر أسلحة تسقط العناصر الحارقة لأعلى بعد انفجار الصواريخ عند الاصطدام بسطح. هناك حاجة إلى مزيد من التحليل لتحديد النوع الدقيق للأسلحة والعناصر الحارقة المستخدمة.
بشكل منفصل، أظهرت لقطات من 8 أكتوبر/تشرين الأول سحبًا كبيرة من الدخان الأبيض تتصاعد فوق مخيم للنازحين في إدلب في وضح النهار، حيث يمكن رؤية السكان يركضون ويمسكون بممتلكاتهم.
تم نشر مقطع فيديو من قبل الخوذ البيضاء يُزعم أنه يظهر آثار هجوم مدفعي في إدلب. يمكن رؤية بقايا صاروخ غراد وكذلك الحيوانات النافقة من حوله.
وتسبب استهداف قوات النظام السوري والميليشيات المساندة لها والطيران الحربي الروسي، وبشكل عنيف قرى وبلدات واسعة في محافظة إدلب وريف حلب، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، غالبيتهم من النساء والأطفال، وفق مصادر طبية وإسعافية مختلفة.
أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من 70 شخصًا قتلوا في شمال غرب سوريا منذ التصعيد في 5 أكتوبر، أكثر من ثلثهم من الأطفال.
نزح أكثر من 120,000 شخصًا حديثًا بسبب القصف في شمال غرب سوريا، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ويضيف هذا إلى أكثر من مليوني نازح داخلي في شمال غرب البلاد. ومنذ قصف مطلع تشرين الأول/أكتوبر، استمرت الحالة في سوريا في التدهور مع مزيد من القصف من جانب مجموعات متنوعة في جميع أنحاء البلد.
وفي إحدى غرف مستشفى الرحمة بمحافظة إدلب شمال غربي سوريا -قبل أيام- يجتهد الطبيب ياسين المسطو بتضميد جراح شاب أصيب خلال قصف لقوات النظام السوري على مناطق المعارضة.
وفي حين يؤكد الطبيب على الممرضين تقديم الأدوية للمريض في موعدها، يقطع هدير طائرة حربية هدوء المستشفى، ويصاب المرضى والكوادر الطبية بالذعر والخوف من قصف قد يتعرض له المستشفى، وفي مخيلتهم ما يتابعونه من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة واستهدافه المستشفيات بشكل خاص.
يقول الطبيب السوري إن هذا المشهد تكرر مؤخرا بعد هدوء حذر عاشته مناطق شمال غربي سوريا، مقدّرا أن النظام السوري استغل الحرب في غزة، وانشغال العالم بما يحدث من مآسٍ هناك، للتصعيد والقصف هنا.
ولفت الطبيب الجرّاح إلى أن الكوادر الطبية تتعامل مع حالات طبية خطيرة، مثل: إصابات الرأس وبتر الأطراف ودرجات متقدمة من الحروق يصعب علاجها، وسط نقص الإمكانات. مضيفا “لكن الجميع يعمل بتماسك، لأن مغادرة الأطباء للبلاد سيؤدي لكارثة إنسانية”.
استغلال الحرب في غزة
ومنذ الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، تصاعدت الضربات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي على شمال غربي سوريا، ما تسبب بسقوط ضحايا من المدنيين، فضلا عن استهداف المرافق الطبية والمنشآت الصحية التي تواجه نقصا كبيرا في المعدات والكوادر.
ومنذ تصاعد القصف وحتى العاشر من الشهر الجاري، وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل ما لا يقل عن 68 مدنيا بينهم 24 طفلا و14 سيدة وواحد من الكوادر الطبية و3 من العاملين في المجال الإنساني، إثر هجمات شنتها قوات الحلف السوري الروسي على مناطق في محافظات إدلب وحلب وحماة شمال غرب سوريا.
كما وثقت المنظمة الحقوقية خلال الفترة ذاتها 73 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية، موضحة أن من بين هذه الهجمات 24 حادثة اعتداء على منشآت تعليمية، و11 على منشآت طبية، و12 على أماكن عبادة.