الإفراج عن 39 فلسطينيًا مقابل 13 من الإسرائيليين
سطعت أضواء الالعاب النارية وتوهجت شاشات الهواتف الجوالة لتخترق ظلام ليل بيتونيا (بين القدس ورام الله)، فيما تجمعت حشود في الضفة الغربية لاستقبال الأسرى والأسيرات من الفتيان والنساء الفلسطينيين الذين أطلق سراحهم من السجون الإسرائيلية الجمعة.
وصل 39 سجينا فلسطينيا إلى منازلهم بعد إطلاق سراحهم بموجب اتفاق هدنة لأربعة أيام بين إسرائيل وحركة حماس، التي أفرجت بدورها عن 13 امرأة وطفلا من الرهائن الذين احتجزتهم خلال هجومها على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
احتضن الأقارب والأصدقاء الأسرى المحررين الذين التحفوا بالكوفيات الفلسطينية، فيما بكى كثر وظهر عليهم تأثر غامر، وسط هتافات وطنية وإطلاق ألعاب نارية.
واحتفى مئات الفلسطينيين في بيتونيا بـ”الأبطال” الذين اعتقلوا “من أجل حرية جميع الفلسطينيين”، وفق عبارة أحد الخطباء عبر مكبّر الصوت.
وحمل المشاركون عددا من المفرج عنهم على أكتافهم، فيما لوّح آخرون بالأعلام ورايات حركتي حماس وفتح، وفق لقطات فيديو لوكالة فرانس برس.
قبل وصول المفرج عنهم إلى بيتونيا، أطلق جنود الجيش الإسرائيلي الغاز المسيل للدموع أمام سجن معسكر عوفر المقام على أراضي المنطقة، وسجّل الهلال الأحمر الفلسطيني 31 إصابة بالرصاص الحي والمطاطي.
يقاومون ويصمدون
في مخيم بلاطة بنابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ابتهجت الحشود لتحرير “الأبطال”.
وقال أحد الخطباء: “لا أحد ينسى إخواننا الذين يقاومون ويصمدون في غزة وفي جنين”.
وشهدت مدينة جنين ومخيمها في الضفة الغربية المحتلة في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر مقتل 14 فلسطينيا، وهو اليوم الأكثر دموية منذ عام 2005 على الأقل، وفق الأمم المتحدة التي تسجل عمليات القتل في المنطقة منذ ذلك التاريخ.
فيما استعرت الحرب لسبعة أسابيع في غزة، تزايد العنف أيضا في الضفة الغربية. وقُتل شاب فلسطيني يبلغ 22 عاما صباح الجمعة برصاص الجيش الإسرائيلي في مدينة أريحا، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية.
شنّت حماس هجوما غير مسبوق على إسرائيل في السابع من تشرين أول/أكتوبر تسبّب بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون، حسب السلطات الإسرائيلية. وتحتجز حماس وفصائل فلسطينيّة رهائن قدر عددهم بـ240 قبل تنفيذ التبادل.
ونفّذت إسرائيل قصفا مدمّرا على غزّة أوقع 14854 قتيلا، حسب حماس.
وأوضحت الحركة أنّ بين القتلى 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف امرأة، كما أصيب 36 الف شخص.
وقُتل منذ بدء الحرب أكثر من 200 برصاص المستوطنين والجنود الإسرائيليين في الضفة الغربية، وفق وزارة الصحة.
وتقول منظمات غير حكومية إن حوالى 3000 فلسطيني اعتقلوا في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين منذ بداية الحرب.
كما أعلنت وفاة ستة معتقلين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر في الأراضي المحتلة.
ووفق منظمات حقوقية غير حكومية، خاض تجربة الاعتقال أكثر من مليون فلسطيني في السجون الإسرائيلية منذ الحرب الإسرائيلية العربية في حزيران/يونيو 1967 وبدء احتلال الأراضي الفلسطينية.
ويقول “نادي الأسير” إن 200 طفل و84 امرأة يقبعون في السجون الإسرائيلية، من بين أكثر من 7000 معتقل فلسطيني.
القدس الشرقية تحت المراقبة
على بعد بضعة كيلومترات من الضفة الغربية، عاشت القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، أمسية مختلفة حيث جرى التعبير عن الفرح بهدوء تحت أنظار الشرطة الإسرائيلية.
وقالت فاتنة سلمان: “الشرطة موجودة في منزلنا وتمنع الناس من القدوم لرؤيتنا لأن أي احتفال بشأن الأسرى المحررين ممنوع في القدس”.
واعتقلت ابنتها ملك (23 عاما) شباط/فبراير 2016 وهي في طريقها إلى المدرسة قبل سبع سنوات بتهمة محاولتها طعن شرطي في القدس.
ولم يكن مقررا إطلاق سراح ملك قبل عام 2025، لكنها ستنام هذا المساء في منزلها في حي بيت صفافا.
وأضافت الأم: “أحضرتها الشرطة إلى بيتنا في سيارة، الشرطة تجلس في بيتي وتمنع الناس من السلام عليها، هي متعبة وجائعة لم تأكل منذ يوم أمس”.
لكنها أضافت: “لا تسعني الفرحة بوجودها، أنا سعيدة جدا، قمت بتحضير الأكل لها وسأقدمه لها”.
أما مرح باكير البالغة 24 عاما والتي قبعت في السجن ثمانية أعوام، فقالت “أنا سعيدة، لكن تحريري جاء على حساب دماء الشهداء”.
وأضافت: “الحرية رائعة بعيدا عن جدران السجن الأربعة. لم أكن أعرف أي شيء عن أهلي، كانت إدارة السجن تتفنن بالعقوبات علينا”.
وتابعت مرح “قضيت نهاية طفولتي ومراهقتي في السجن، بعيدًا عن والديّ وعن حضنهما، ولكن هكذا هو الحال مع دولة تضطهدنا ولا تترك أحدًا منا بخير”.