حماس منفتحة على تمديد الهدنة

  • الإفراج عن دفعة ثالثة من الرهائن والمعتقلين

أعلنت حركة “حماس”، الأحد، سعيها لتمديد الهدنة الإنسانية في قطاع غزة، حيث قال مصدر قريب من الحركة إنه تم إبلاغ الوسطاء موافقة “حماس” على تمديد الهدنة الحالية التي بدأت الجمعة لأربعة أيام، بين يومين وأربعة، ما يعني، بحسب الاتفاق، الإفراج عن مزيد من الرهائن بمعدل عشرة كل يوم، بينما تفرج إسرائيل عن ثلاثة سجناء فلسطينيين مقابل كل رهينة. في الوقت الذي قال فيه بنيامين نتنياهو إنه سيرحب بالتمديد إذا “سهل عملية إطلاق سراح 10 محتجزين إضافيين كل يوم”.

وأفرجت حركة حماس الأحد، عن 13 رهينة كانت تحتجزهم منذ هجومها غير المسبوق على إسرائيل، بموجب اتفاق الهدنة، إضافة إلى أربع رهائن آخرين من خارج الاتفاق، فيما أطلقت إسرائيل 39 فلسطينيا من سجونها.

ما هي شروط تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس؟

وذكر البيت الأبيض في بيان أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي تحدثا هاتفياً، الأحد، واتفقا على “مواصلة العمل لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن”.

وينص اتفاق الهدنة القصيرة بين إسرائيل و”حماس” الذي تم بوساطة “مصرية وقطرية وأمريكية”، على الإفراج عن 50 محتجزاً لدى “حماس” مقابل إطلاق سراح 150 معتقلاً فلسطينياً مدى الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتمديد.

ما هي شروط تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس؟

ومن المقرر أن تنتهي “الهدنة الإنسانية” في قطاع غزة، صباح الثلاثاء، وسط تصاعد الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي، مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة.

وأعرب الرئيس الأمريكي عن أمله في تمديد هدنة الأيام الأربعة.

وقال بايدن “هدفنا أن تستمر هذه الهدنة الى ما بعد غد بحيث نرى الإفراج عن رهائن آخرين ومزيدا من المساعدة الانسانية” الى قطاع غزة. مؤكدا أن حل الدولتين هو الضامن لأمن الفلسطينيين والإسرائيليين”.

وجاءت هذه التصريحات بالتزامن مع ما ذكرته مصادر، أن الوسطاء المصريين والقطريين بدأوا اتصالات مجدداً مع الجانب الإسرائيلي و”حماس” لتمديد اتفاق الهدنة بين الجانبين.

وبحسب المصادر العربية المطلعة على ملف التفاوض، فإن الطرح الحالي هو التمديد لـ4 أيام إضافية مقابل الإفراج عن نحو 50 إسرائيلياً محتجزاً في قطاع غزة، و150 فلسطينياً من المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وهي نفس الأعداد التي تم التوافق عليها في الهدنة الحالية.

وأضاف المصادر أن “الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل من أجل التوصل لمثل هذا الاتفاق”، وإن واشنطن “طلبت من الوسيطين المصري والقطري ممارسة الدور نفسه على حماس”.

وتوقع مصدر أن “تنجح عملية تمديد فترة التهدئة لأيام إضافية، إذا لم يكن هناك عقبات فنية تحديداً لدى حماس في الوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين”، مبيناً أن التزام الطرفين بوقف إطلاق النار كان كبيراً، رغم بعض التأخير في الإجراءات، وبعض الخروقات التي وصفها بـ”البسيطة”.

وهناك ضغوط داخلية كبيرة في إسرائيل لتمديد الهدنة بهدف إعادة مزيد من الرهائن. غير أن مسؤولين عسكريين يخشون أن تؤدي هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على الحركة الفلسطينية.

وفي السياق، تبادل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والشيخ تميم بن حمد أمير قطر، رسائل الشكر عبر منصة “إكس”، حيث كتب “السيسي”: “أتوجه بخالص الشكر والتقدير إلى سمو الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر الشقيقة على جهوده المبذولة وفريق عمله، والتي تكاملت مع الجهود المصرية لاتمام الهدنة الإنسانية في قطاع غزة وإنجاح عملية تبادل الأسرى والمحتجزين، وأتطلع للمزيد من التعاون المشترك لتلبية تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وإقرار السلام الشامل والعادل في المنطقة”.

ومن ناحيته رد “بن حمد” قائلا: “شكرا لكم فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي على جهودكم ونقدر عالياً التعاون المثمر بين فريقي عمل بلدينا في إطار تحقيق الهدنة الإنسانية في غزة، ويؤكد هذا التكامل الموقف العربي المشترك لترجمة قرارات القمة العربية الإسلامية مع أشقائنا، وتحقيق السلام العادل والدائم في فلسطين”.

الحرب “حتى النهاية”

ومن غزة، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد، مواصلة الحرب “حتى النهاية”.

وقال نتنياهو بحسب مقطع مصور بثه مكتبه خلال تفقده قوات إسرائيلية داخل القطاع، “نبذل كل جهد ممكن من أجل استعادة مخطوفينا، وفي نهاية المطاف سنعيدهم جميعا”، مضيفا “أقول للمقاتلين وللمواطنين سنستمر حتى النهاية الى أن يتم تحقيق النصر”.

وهي المرة الأولى التي يتواجد فيها رئيس وزراء إسرائيلي في القطاع منذ الانسحاب الإسرائيلي منه في العام 2005.

ما هي شروط تمديد الهدنة بين إسرائيل وحماس؟

وبموجب اتفاق الهدنة، تم اليوم إدخال نحو 100 شاحنة مساعدات إلى شمال قطاع غزة، وفق المدير العام لوزارة الصحة في القطاع منير البرش.

لكن البرش أكد أن كميات الوقود التي دخلت القطاع محدودة في وقت تشتد الحاجة إليها “لبدء تشغيل المرافق الأساسية” بحسب الأمم المتحدة.

وكانت دخلت خلال اليومين الماضيين 248 شاحنة.

وقال المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لتشغيل وغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عدنان أبو حسنة “نحتاج على الأقل لـ120 طنا من الوقود يوميا لبدء تشغيل المرافق الأساسية”، مشيرا إلى أن “إدخال الوقود بكميات كبيرة هو الأساس لتوفير مياه نظيفة للمواطنين في غزة”.

وأضاف لوكالة فرانس برس أن معالجة الوضع الإنساني في القطاع تتطلب إدخال 200 شاحنة مساعدات يوميا لمدة شهرين متواصلين.

وحذّر أبو حسنة “من مجاعة” في القطاع المحاصر.

وقال “الأمراض المعوية والجلدية تنتشر بأضعاف ما كانت”، موضحا أن “مياه الصرف الصحي التي غمرت شوارع القطاع ستؤدي لتلوث الشواطئ ونشر الأمراض”.

وفرضت إسرائيل على القطاع الخاضع أصلا لحصار منذ وصول حماس إلى السلطة عام 2007، “حصارا كاملا” منذ التاسع من تشرين الأول/أكتوبر وقطعت عنه الماء والغذاء والكهرباء والدواء والوقود.