تنتهي الهدنة في غزة بعد ساعات وسط جهود للتمديد
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن ستة رهائن إسرائيليين أطلق سراحهم في غزة عادوا إلى إسرائيل مساء الخميس، قبل ساعات من انتهاء مدة الهدنة الإنسانية.
وجاء إطلاق سراح الرهائن الذين يحمل ثلاثة منهم جنسيات الأوروغواي والمكسيك وروسيا، بحسب الوسيط قطر، في أعقاب إطلاق سراح امرأتين، إحداهما مواطنة فرنسية إسرائيلية، في وقت سابق الخميس.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس، إنها نجحت في تسهيل إطلاق سراح ونقل ثمانية رهائن تحتجزهم حركة حماس في غزة.
من ناحيتها، أفرجت السلطات الإسرائيلية، في ساعة مبكرة من الجمعة، عن 30 معتقلا فلسطينيا ضمن الجولة السابعة من صفقة التبادل مع حماس.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها أفرجت عن 30 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، في سابع عملية تبادل من نوعها في إطار اتفاق هدنة مع حركة حماس.
وذكرت مصلحة السجون في بيان أنه تم إطلاق سراح الفلسطينيين من سجون في إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والقدس.
وأطلِق سراح هؤلاء الأسرى قبل ساعات من انتهاء مدة الهدنة، بعد أن أفرجت حماس في وقت سابق عن 8 رهائن إسرائيليين محتجزين في قطاع غزة إضافة إلى رهينتين فرنسيتين إسرائيليتين أطلِق سراحهما الأربعاء.
في الأثناء، أكد مصدر مقرب من حماس لوكالة فرانس برس الخميس، استعداد الحركة “لتمديد” الهدنة مع إسرائيل، والتي من المقرر أن ينتهي مفعول تمديدها الأخير عند الخامسة بتوقيت غرينيتش فجر الجمعة.
وقال المصدر إن “الوسطاء يبذلون جهودا قوية ومكثفة ومتواصلة حاليا من أجل يوم إضافي في الهدنة ومن ثم العمل على تمديدها مرة أخرى لأيام أخرى”، مضيفا “لدى حماس استعداد للتمديد، وإسرائيل أبلغت الوسطاء برغبة في التمديد في حال ضمان إطلاق سراح المقاومة الأعداد المطلوبة من الأسرى”.
المفاوضون يضغطون
وأفاد بيان صادر عن الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، الخميس، بأن مفاوضين من مصر وقطر يضغطون من أجل تمديد جديد للهدنة في غزة لمدة يومين، مع الإفراج عن مزيد من المحتجزين، وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وبحسب “رويترز”، تأتي هذه الجهود في أعقاب تمديد الهدنة في اللحظة الأخيرة اليوم (الخميس)، ليوم سابع.
وقال ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات في بيان، إن تمديد اليوم (الخميس) يشمل إطلاق سراح 10 إسرائيليين تحتجزهم “حماس” و30 سجيناً فلسطينياً، إضافة إلى توفير مستويات المساعدات الإنسانية نفسها، كما كانت خلال الأيام الستة الماضية.
وأردف البيان أن “مصر ستواصل بذل قصارى جهدها لضمان استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى شمال وجنوب قطاع غزة”.
مناطق “آمنة” في غزة
من ناحيته، طالب وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الخميس، إسرائيل بضمان إقامة مناطق “آمنة” للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة قبل استئناف “العمليات العسكرية الكبيرة”، داعيا الى تمديد الهدنة التي من المقرر أن تنتهي صباح الجمعة.
وشدد بلينكن خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب على وجوب أن تضع إسرائيل “موضع التنفيذ خططا لحماية المدنيين تساهم في التقليل بشكل إضافي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء”.
وأكد أن ذلك “يشمل بوضوح ودقة تخصيص مناطق وأماكن في جنوب ووسط (قطاع) غزة، حيث يمكنهم أن يكونوا آمنين وبعيدا من مرمى النيران”.
وأوضح أن خطط حماية المدنيين تتطلب تفادي “نزوح (إضافي) مهم للمدنيين داخل قطاع غزة”، إضافة الى الحؤول “دون الإضرار بالحياة والبنى التحتية المحورية مثل المستشفيات، مثل محطات الكهرباء ومنشآت المياه”.
وأوضح أن ذلك يعني أيضا “منح المدنيين الذين نزحوا الى جنوب غزة، خيار العودة الى الشمال ما إن تسمح الظروف بذلك”، مشددا على وجوب عدم حصول “نزوح داخلي مستمر”.
واعتبر أن إسرائيل “قادرة على تحييد الخطر الذي تشكّله حماس مع التقليل من الأذى بحق الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الى حده الأدنى. وعليها واجب القيام بذلك”، مشددا على موقف الولايات المتحدة بأن “الخسارة الهائلة لحياة المدنيين والنزوح بالحجم الذي رأيناه في شمال غزة، لا يجب أن يتكرر في الجنوب”.
وأتت تصريحات بلينكن في سابع أيام الهدنة الموقتة بين إسرائيل وحماس، وهي الأولى خلال الحرب التي اندلعت بينهما في أعقاب هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وقال بلينكن للصحافيين “من الواضح أننا نريد لهذا المسار أن يمضي قدما… نريد يوما ثامنا وأكثر”.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ اعتبارا من 24 تشرين الثاني/نوفمبر، وتمّ تمديدها مرتين حتى الآن، على أن ينتهي مفعول التمديد الأخير عند الخامسة فجر الجمعة بتوقيت غرينيتش.
وأتاحت الهدنة التي أبرمت بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، الإفراج عن رهائن احتجزتهم حماس خلال هجوم الشهر الماضي، لقاء إطلاق إسرائيل سراح معتقلين فلسطينيين من سجونها.
وسمحت الهدنة خلال ستة أيام منذ بدء سريانها الجمعة بإطلاق سراح 70 رهينة إسرائيلية و210 معتقلين فلسطينيين.
كذلك أطلق سراح نحو 30 أجنبيا معظمهم تايلانديون يعملون في إسرائيل، خارج إطار هذا الاتفاق. وسمحت الهدنة أيضا بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر والمدمر.
واحتجزت حماس خلال هجومها 240 رهينة اقتادتهم إلى غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي. وقتل 1200 شخص في إسرائيل غالبيتهم مدنيون قضى معظمهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردّت إسرائيل بقصف مكثف على غزة ترافق منذ 27 تشرين الأول/أكتوبر مع عمليات برية واسعة داخل القطاع، متوعدة بـ”القضاء” على حماس، ما تسبب بمقتل أكثر من 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين وبينهم أكثر من ستة آلاف طفل، وفق حكومة حماس. وحوّل القصف أجزاء كبيرة من شمال القطاع إلى أنقاض. ويقدر الدفاع المدني في غزة عدد المفقودين بنحو سبعة آلاف شخص.