نظام “غوسبل” الذي يساعد الجيش الإسرائيلي في قصف غزة
قالت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته يوم الجمعة 1 ديسمبر إن الجيش الإسرائيلي لم يخفف من شدة قصفه لقطاع غزة، وقد قال قائد القوات الجوية عن الغارات الجوية المتواصلة إنها تجري “على مدار الساعة”. وقال إن قواته كانت تضرب أهدافاً عسكرية فقط، لكنه أضاف: “نحن لا نجري عمليات جراحية”. ومع ذلك، لم يُول اهتماما يذكر للأساليب التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي لاختيار الأهداف في غزة، وللدور الذي لعبه الذكاء الاصطناعي في حملة القصف.
ومع استئناف إسرائيل هجومها بعد وقف لإطلاق النار لمدة سبعة أيام، هناك مخاوف متزايدة بشأن أسلوب الاستهداف الذي يتبعه الجيش الإسرائيلي في حربه ضد حماس، والتي -وفقاً لوزارة الصحة بغزة التي تديرها حماس- أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 15 ألف شخص في القطاع.
الجيش الإسرائيلي يستخدم الذكاء الاصطناعي في قصف غزة
صقل الجيش الإسرائيلي منذ فترة طويلة سُمعته فيما يتعلق بالبراعة التقنية، وقد قدم في السابق ادعاءات جريئة ولكن لا يمكن التحقق منها، حول تسخير التكنولوجيا الجديدة. وبعد حرب الـ11 يوما في غزة في مايو 2021، قال المسؤولون إن إسرائيل خاضت “حربها الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي” باستخدام التعلم الآلي والحوسبة المتقدمة.
وقد أتاحت الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس فرصة غير مسبوقة للجيش الإسرائيلي لاستخدام مثل هذه الأدوات في مسرح عمليات أوسع بكثير، وعلى وجه الخصوص، لنشر منصة صنع الأهداف بالذكاء الاصطناعي تسمى “غوسبل”، والتي ساهمت بشكل كبير في تسريع عمليات القتل التي شبَّهها المسؤولون بـ”المصنع”.
كشفت صحيفة The Guardian البريطانية تفاصيل جديدة حول نظام “غوسبل” ودوره المركزي في حرب إسرائيل بغزة، وذلك من خلال مقابلات مع مصادر استخباراتية وتصريحات أدلى بها الجيش الإسرائيلي والمسؤولون المتقاعدون، والذين قدمت تعليقاتهم لمحة عن وحدة استخبارات عسكرية سرية، يديرها الذكاء الاصطناعي، وتلعب دوراً مهماً في هجوم إسرائيل.
والصورة التي تظهر حاليا لكيفية تسخير الجيش الإسرائيلي للذكاء الاصطناعي، تأتي على خلفية المخاوف المتزايدة بشأن المخاطر التي يتعرض لها المدنيون مع توسع الجيوش المتقدمة بجميع أنحاء العالم في استخدام الأنظمة الآلية المعقدة والمبهمة في ساحة المعركة.
ما هي قدرات “غوسبيل”؟
وغوسبيل هو جزء من منظومة متكاملة يستخدم فيها الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي لمهام الرصد والاستطلاع والتتبع والتعرف على الأماكن، مثل رصد الأنفاق وتحليل البيانات اللحظية، كما كانت تعمل “إيجل آي” وغيرها.
وغوسبيل جزء من نظام الاستطلاع الجوي المتكامل لإسرائيل، ويعتمد على طائرات بدون طيار للقيام بمهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في السماء.
تتميز طائرات غوسبيل بالقدرة على الطيران لفترات طويلة وارتفاعات عالية وسرعات متوسطة، وهي تعمل بدون طيار؛ حيث يتحكم الطيارون في الأرض في حركة الطائرة.
تستخدم إسرائيل طائرات غوسبيل بشكل واسع في عدة مجالات، بما في ذلك جمع المعلومات الاستخباراتية والمراقبة الحدودية، ورصد النشاطات العسكرية والاستطلاع العسكري، كما يمكن استخدامها أيضًا في توجيه الضربات الجوية ودعم العمليات العسكرية الأخرى.
زيادة الأهداف اليومية على قطاع غزة
في أوائل نوفمبر، قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه حدَّد “أكثر من 12 ألف” هدف في غزة، بفضل وحدة إدارة الاستهداف.
وقال أحد المسؤولين، واصفاً عملية الاستهداف التي تقوم بها الوحدة: “نحن نعمل دون أي تنازلات في تحديد هوية العدو وماهيته”. وأضاف: “نشطاء حماس ليسوا محصنين، بغض النظر عن المكان الذي يختبئون فيه”.
وتعتبر أنشطة الوحدة، التي تشكلت في عام 2019 بمديرية المخابرات التابعة للجيش الإسرائيلي سرية. ومع ذلك، نشر موقع جيش الاحتلال الإسرائيلي بيانا قصيرا أوضح فيه أنه يستخدم نظاماً قائماً على الذكاء الاصطناعي يسمى “غوسبل” في الحرب ضد حماس “لتحديد الأهداف بوتيرة سريعة”.
وأكدت مصادر متعددة مطلعة على عمليات الاستهداف التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي وجود برنامج “غوسبل”، قائلة إنه استُخدِمَ لإصدار توصيات آلية لمهاجمة الأهداف، مثل المنازل الخاصة للأفراد المشتبه في أنهم نشطاء بـ”حماس” أو “الجهاد الإسلامي”.