“عدم شفافية الصين”.. من بين أسباب انسحاب روما من مبادرة الحزام والطريق
قال النائب السابق بالبرلمان الإيطالي ومدير الشبكة الإيطالية للدبلوماسية خالد شوقي، إن قرار إيطاليا الانسحاب من مبادرة الحزام والطريق جاء متأخرا، مشيرا إلى أن إيطاليا كانت الدولة الوحيدة في مجموعة السبع الصناعية الكبرى التي انضمت إلى المشروع.
وانسحبت إيطاليا رسميا من مبادرة الحزام والطريق الصينية الضخمة للبنى التحتية، بعد أكثر من أربع سنوات وفقا للاتفاقية التي وقعتها حكومة جوزيبي كونتي “بقيادة حركة خمس نجوم” في آذار/مارس 2019.
الصين تستغل إيطاليا
شوقي أكد في تصريحات لـ”أخبار الآن” أن انضمام روما إلى المبادرة قبل 4 سنوات لم يمنحها أي امتيازات اقتصادية، كما كانت تأمل، لا سيما على صعيد زيادة الاستثمارات الصينية في قطاع الموانئ، متابعًا أن “هذا الأمر لم يحدث ولم يكن الاتفاق مفيدا بالنسبة لإيطاليا على عكس بكين التي حققت استفادة أكبر”.
فبحسب الإحصائيات بلغ إجمالي الصادرات الإيطالية إلى الصين 16.4 مليار يورو العام الماضي مقارنة بـ13 مليار يورو في عام 2019، بينما ارتفعت الصادرات الصينية إلى إيطاليا إلى 57.5 مليار يورو من 31.7 مليار خلال الفترة نفسها، وفقًا للبيانات الإيطالية.
الصين متهمة بعدم الشفافية
أما عن أبرز الأسباب التي ربما دفعت روما إلى اتخاذ قرار عدم تجديد الاتفاقية، يقول عضو البرلمان الإيطالي السابق إن غياب الشفافية -وهو امر تشتهر به الصين- كان وراء قرار الحكومة الإيطالية، لاسيما مع تنامي المخاوف الأمنية لدى حلفاء روما خصوصا الولايات المتحدة التي طلبت بشكل خاص مغادرة إيطاليا للمبادرة.
وبالحديث عن مخاوف الغرب على الصعيد الأمني، أشار مدير الشبكة الإيطالية للدبلوماسية إلى أن الصين حاولت من خلال هذه الاتفاقية على مدار السنوات الماضية وضع يدها على عدد من المشاريع الحيوية في كثير من الدول المشاركة بمبادرة الحزام والطريق، ومن ثم فطنت الإدراة الإيطالية إلى سعي الصين نحو امتلاك أسهم في شركات وطنية تعمل في مجال الأمن السيبراني والتكنولوجيا وكذلك مجال الدفاع.
انتقادات إيطالية للمبادرة
وأكد مصدر في الحكومة الإيطالية لوكالة فرانس برس أن روما انسحبت، دون تقديم مزيد من التفاصيل مكتفيا بالقول إن ذلك تم بطريقة “لإبقاء قنوات الحوار السياسي مفتوحة”.
وتواجه مبادرة الحزام والطريق انتقادات جمة على صعيد الداخل الإيطالي، حتى من قبل رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني التي كانت قد وصفت القرار الذي اتخذته حكومة سابقة بالانضمام للمشروع في 2019 بأنه كان “خطأ فادحا” وذلك قبل توليها السلطة العام الماضي.
من جانبه قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني في أيلول/سبتمبر إن الانضمام للمشروع “لم يؤد إلى النتائج التي كنا نأملها”، وهي تصريحات تتسق مع ما أكده النائب السابق بالبرلمان الإيطالي ومدير الشبكة الإيطالية للدبلوماسية خالد شوقي الذي قال إن الصين حققت مصالح أكبر من إيطاليا، وأن بكين لا تبحث إلا عن ما يحقق مصالحها الذاتية، ولا تفكر في بناء شراكات مع أي جهة لاسيما إذا كان من التحالف الغربي.