يمر شمال سوريا بفترة يسيطر الجفاف فيها بالمناطق الخضراء
مع بداية الحرب في شمال غرب سوريا واحتدام المعارك وزيادة وتيرة القصف على المناطق السكنية والمنشآت الحيوية، تأثرت محطات ضخ وفلترة المياه في شمال غرب سوريا، بالإضافة إلى حرق العديد من الغابات في منطقة ريف اللاذقية من قبل قوات النظام السوري، ما أدى إلى انخفاض معدل هطول الأمطار في المنطقة وتغير مناخها مع مرور السنين.
واعتمد الكثير من الناس على قطع الأشجار للتدفئة على الحطب في الشتاء بسبب ارتفاع أسعار الوقود. كل هذه العوامل التي خلفتها الحرب ساهمت في أزمة المناخ في شمال غرب سوريا. ومع انطلاق مؤتمر المناخ COP28 في دبي هذا العام، ينبغي أن تكون منطقة شمال غرب سوريا إحدى أهم المناطق التي يجب دراسة أزمة المناخ فيها بحسب مراقبين.
طه المنصور، مهندس زراعي في منطقة سهل الروج بريف إدلب الغربي شمال غربي سوريا، يقول لـ”أخبار الآن”: “تبلغ مساحة سهل الروج 13500 هكتار، ويعتبر من أخصب الأراضي في شمال غرب سوريا، وتحيط به سلسلة جبال. وكان يعتمد على مياه عين الزرقاء التي تعتبر المصدر الأساسي للري عبر قنوات الري، ويتم زراعة المحاصيل الصناعية مثل الشوندر والقطن”.
وتابع المنصور: “بسبب الحرب انقطعت مياه عين الزرقاء بسبب تدمير محطات المياه، وأصبح المزارع غير قادر على تأمين المياه السطحية أو الجوفية. ونتيجة الحرب دمرت أيضاً مصافي المياه، مما أدى إلى خروج ملوحة المياه إلى الأراضي، مما يؤثر سلباً على أراضي المنطقة”.
ويقول أيضاً إن “سهل الروج محاط بسلسلة جبلية مليئة بأشجار السنديان والبلوط، وخلال سنوات الحرب تم قطع جميع هذه الأشجار من أجل التدفئة في الشتاء، وأدى ذلك إلى انخفاض معدل هطول الأمطار وزيادة الجفاف، وفي الآونة الأخيرة، أصبحت أراضي سهل الروج غير مزروعة في معظم أيام السنة بسبب قلة المياه وقلة الأمطار”.
ويضيف أيضاً “أننا نطالب مؤتمر COP28 بدعم المزارعين في شمال غرب سوريا والنظر في أوضاع المنطقة لأننا من أكثر المناطق تضرراً من الحرب”.
بدوره علاء كساب، أحد مزارعي سهل الروج، يقول لـ”أخبار الآن”: “نحن الشعب السوري تضررنا من الحرب التي شهدتها بلادنا، بدءاً بانهيار محطة ضخ مياه عين الزرقاء وسد البالعة. وهذا من أكبر الأضرار التي لحقت بنا بسبب الحرب. كما أن المواد الأساسية التي نستوردها للزراعة من خارج البلاد تصل إلينا تالفة أو مسمومة، وأصبح لدينا شبه تصحر في منطقة سهل روج بسبب قلة المياه والري”.
ويقول أيضًا إن “العديد من المحاصيل انقرضت منذ بداية الحرب، مثل القطن والشوندر والذرة، وأصبحت الأراضي المزروعة قليلة جدًا. وبسبب الحرب تغير المناخ كثيراً في السنوات الأخيرة، وفي هذه الأوقات من السنة تكثر الأمطار، لكن الأمطار في هذه السنوات أصبحت قليلة جداً”.
ويواصل القول: الآن عدنا لحراثة الفدان بدلاً من الجرار الزراعي نظراً لارتفاع تكلفة حراثة الأراضي بالجرار الزراعي. نحن من الدول الأكثر تضرراً والتي تغير مناخها بسبب الحرب. ونطلب من مؤتمر COP28 أن ينظر إلى ظروف منطقتنا ويساعدنا في معالجة تغير المناخ”.
ويعتمد الكثير من السوريين في مناطق سيطرة المعارضة السورية على الزراعة بشكل كبير بسبب شح فرص العمل. رغم انخفاض مساحات الأراضي الزراعية بعد سيطرة النظام السوري على مساحات واسعة من الأراضي عام 2020.