مسؤول أممي: “COP28” يجب أن يكون محطة لتسريع العمل المناخي
شهد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ COP28 المنعقد في مدينة دبي الإماراتية، مجموعة من التعهدات من بلدان ومؤسسات تنموية وشركات بزيادة التمويل في كثير من المجالات، لمواجهة أزمة المناخ.
وكان في مقدمة تلك التعهدات، إعلان دولة الإمارات عن تخصيص 30 مليار دولار لصندوق جديد للاستثمار في مشاريع صديقة للمناخ في أنحاء العالم، منها 5 مليارات دولار لصالح الدول النامية التي تقع في جنوب الكرة الأرضية.
كما شهد اليوم الأول من المؤتمر إنشاء صندوق الأضرار والخسائر لمساعدة الدول الفقيرة في التعامل مع الآثار السلبية لتغير المناخ، حيث بلغ إجمالي المساهمات المقدمة حتى الأربعاء 726 مليون دولار.
Unite. Act. Deliver. #COP28UAE https://t.co/ln5R0yrQxN
— COP28 UAE (@COP28_UAE) December 6, 2023
فيما قال البنك الدولي إنه يهدف إلى زيادة تمويل المناخ ليمثل 45% من إجمالي قروضه، وهو ما ينطوي على زيادة سنوية تقدر بـ9 مليارات دولار.
وأعلن بنك التنمية للبلدان الأمريكية أنه سيستثمر أكثر من ملياري دولار سنويا حتى 2030 في أمريكا اللاتينية لمكافحة تغير المناخ.
دعوة أممية
من جانيه، قال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل إن المندوبين المشاركين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ ليسوا في دبي “لتسجيل نقاط” واللعب على “سياسات القاسم الأدنى”، ولكن يجب عليهم اتخاذ إجراءات طموحة للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وإنهاء أزمة المناخ.
وتأتي رسالة ستيل القوية إلى المفاوضين الحكوميين في الوقت الذي يصل فيه مؤتمر “كوب 28” إلى منتصف الطريق، حيث لا تزال النقاط الشائكة بشأن تمويل التكيف مع المناخ ومصير الوقود الأحفوري دون حل.
As #COP28 in Dubai hits the halfway mark, UN climate chief @simonstiell told governments to give their negotiators clear marching orders: “We need the highest ambition, not point scoring or lowest common denominator politics.” https://t.co/xpP84GC5uX
— UN News (@UN_News_Centre) December 6, 2023
وقال ستيل إنه “ينبغي على الحكومات أن تعطي لمفاوضيها أوامر واضحة للتحرك. نحن بحاجة إلى طموح أكبر، لا سياسة تسجيل النقاط أو القاسم المشترك الأدنى”.
اتفاق طال انتظاره
وبالإشارة إلى النصر المبكر فيما يتعلق بصندوق الخسائر والأضرار في اليوم الافتتاحي للقمة، أقر المسؤول الأممي بأن الاتفاق الذي طال انتظاره قد أعطى هذا المؤتمر دفعة في خطواته.
لكنه نبه إلى “أنها مجرد بداية”، مضيفا “سنخدع أنفسنا إذا اعتقدنا أن هذه مجرد علامة في المربع الخاص بالتمويل والدعم في مؤتمر المناخ ومطلوب المزيد”.
وطلب ستيل من المندوبين أن يلقوا نظرة صادقة على العمل الحقيقي الذي ينتظرهم، لأن “النوايا الحسنة لن تؤدي إلى خفض الانبعاثات إلى النصف في هذا العقد، أو إنقاذ الأرواح في الوقت الحالي. التقدم الجاد في مجال التمويل هو وحده القادر على تحقيق نتائج على الخطوط الأمامية”.
وشدد على الحاجة إلى تعزيز الشفافية، “والوفاء بوعدنا بتمويل العمل المناخي في جميع أنحاء العالم”.
تقييم عالمي
وأكد الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ أن التقييم العالمي هو الوسيلة لوضع العمل المناخي على المسار الصحيح.
وتستعرض عملية التقييم مدى التقدم الذي أحرزته البلدان، وتحدد أين توجد الفجوات، في تحقيق الأهداف التي حددها اتفاق باريس التاريخي لتغير المناخ لعام 2015. وستضع نتائجها خارطة الطريق لتسريع العمل المناخي في السنوات المقبلة.
وقال ستيل إنه بالنسبة لعملية التقييم العالمي “لدينا نص مبدئي مطروح على الطاولة. ولكنه عبارة عن حقيبة من قوائم الرغبات ومثقلة بالمواقف”.
وأضاف أنه “إذا أردنا إنقاذ الأرواح الآن والحفاظ على هدف 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، يجب أن تظل نتائج مؤتمر الأطراف الأعلى طموحا في المقدمة وفي المركز”.
قطار سريع للعمل المناخي
وشدد المسؤول الأممي على أنه بحلول نهاية الأسبوع المقبل، عندما يصل المؤتمر إلى خط النهاية، يجب على مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ أن يقدم “قطارًا سريعًا” لتسريع العمل المناخي.
وأضاف: “لدينا حاليا قاطرة قديمة تتأرجح فوق مسارات متهالكة”.
وأكد أن التقنيات والحلول موجودة، والأدوات كلها مطروحة على الطاولة، مشيرا إلى أن الوقت قد حان للحكومات والمفاوضين “أن يلتقطوها ويضعوها موضع التنفيذ”.