أخبار الآن تلتقي أقارب ضحايا مجزرة إدلب
حرب من نوع آخر تشنها قوات النظام السوري على المدنيين في إدلب وتلاحقهم لمنعهم من جني محاصيلهم الزراعية وتأمين قوت يومهم، بهجمات ممنهجة تستهدف المزارعين بالصواريخ والقذائف، وبصواريخ موجهة، في استمرار لسياسة قتل الحياة، وكل ما يساعد عليها.
مجرزة جديدة ارتكبتها قوات النظام السوري في إدلب راح ضحيتها 11 قتيلا من المدنيين بينهم 7 أطفال وامرأة وأصيبت امرأة أخرى، بقصف استهدفهم أثناء عملهم في قطف الزيتون في مزارع قرية قوقفين جنوبي إدلب، يوم السبت 25 تشرين الثاني.
عمال مدنيون
أخبار الآن زارت المنطقة والتقت عددا من أهالي الضحايا والقريبين منهم.
وقال المزارع عمر وليد قدي لأخبار الآن إن “قذيفة استهدفتنا بشكل مباشر واستطعت النجاة منها عندما نمت على الأرض”
وأضاف: “القذيفة سقطت في حقل زيتون ابن عمي ما أدى إلى وفاة 11 عاملا”.
فرق الإنقاذ في إدلب انتشلت جثامين بعض القتلى من ضحايا المجزرة جلهم من الأطفال الذين تركوا المدرسة والتعليم ولجأوا لمساعدة ذويهم في قطاف الزيتون.
وتابع المزارع عمر وليد قدي: لايوجد أي إطلاق نيران من هذه المنطقة على الجيش السوري، ولا يوجد في المنطقة إلا عمال مدنيين وأطفال يبلغ عمرهم ما بين 4 إلى 15 عاما.
قصف متعمد
تتعمد قوات النظام وروسيا قصف المدنيين أثناء جني محصول الزيتون خلال هذه الفترة لقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين ومنعهم من جني محاصيلهم الزراعية في إطار استهدافها لمقومات الحياة والأمن الغذائي في شمال غربي سوريا.
ومنذ بداية العام الحالي 2023 حتى يوم 19 نوفمبر، استجابت فرق الدفاع المدني السوري لـ 1129 هجوماً على مناطق شمال غربي سوريا، من قبل قوات النظام وروسيا وقوات موالية لهم، وانتشلت الفرق خلال هذه الهجمات جثامين 134 مدنياً بينهم 35 طفلاً و 20 امرأة، وأنقذت وأسعفت 595 مدنياً بينهم 188 طفلاً و 90 امرأة.
الأسد يستغل انشغال العالم ويقصف إدلب
مع توجه الأنظار خلال الأشهر الماضية نحو الأحداث الأخيرة في إسرائيل وغزة، فشل التصعيد الكبير في الصراع الطويل الأمد في سوريا في جذب الكثير من الاهتمام. العالمي.
بدءًا من 5 أكتوبر الماضي؛ قصف النظام السوري العديد من البلدات والمدن في الشمال الغربي، وتشهد سوريا أكبر تصعيد للأعمال العدائية منذ أربع سنوات.
بين يومي 6 أكتوبر و7 أكتوبر، ظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يُزعم أنها تُظهر أسلحة حارقة تُلقى على دارة عزة، وهي قرية تقع على بعد حوالي 25 كيلومترًا غربي حلب.
وقال المواطن السوري يحيى الطويل لأخبار الآن: “نحن متخوفون من قصف النظام السوري لإدلب خاصة وأن أنظار العالم متجهة نحو غزة بينما يقوم الطيران السوري بقتل السوريين”
من جهته قال عبد السلام اليوسف مسؤول مخيم التح: لدينا قلق من هجمات النظام السوري وحليفتيه إيران وروسيا ونحن داخل المخيمات.
وشهد شهر أكتوبر الماضي تصعيداً عنيفاً جداً من قوات النظام وروسيا والميليشيات الموالية لهم على المدنيين في شمال غربي البلاد، حيث استجابت فرق الإنقاذ لقرابة 300 هجوم جوي ومدفعي وصاروخي وبالصواريخ الموجهة والأسلحة الحارقة والقنابل العنقودية، وأدت لمقتل 67 مدنياً وإصابة 270 آخرين، في ظل استمرار للأزمة الإنسانية التي تعصف بشمال غربي سوريا بعد كارثة الزلزال المدمر وتفاقم الأوضاع الإنسانية في شمال غربي سوريا على أعتاب السنة الـ13 لاندلاع الحرب.
كما أن استهداف قوات النظام للمزارعين ومنعهم من جني محصولهم أو زراعة أراضيهم، مؤشر خطير على ضعف مقومات الأمن الغذائي في شمال غربي البلاد. ومساحات كبيرة من الأراضي الزراعية لن يتمكن سكانها من جني محصولها أو زراعتها هذا العام، في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، وفقدان عدد كبير من العائلات مصادر دخلها بعد سنوات طويلة من استمرار الحرب، وكارثة الزلزال المدمر.