مقتل 18412 شخصًا في غزة وفقا لآخر حصيلة
- تصاعدت حدّة الضغوط الدولية على إسرائيل
- لا يزال 135 رهينة في قطاع غزة، بما في ذلك جثث
وفقا لأحدث حصيلة نشرتها وزارة الصحة التابعة لحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007، أدّى القصف الإسرائيلي إلى مقتل 18412 شخصا، نحو 70 في المئة منهم نساء وأطفال.
والثلاثاء، أفادت وزارة الصحة باقتحام قوات إسرائيلية لمستشفى كمال عدوان في شمال القطاع. ولاحقاً أعلنت حماس أنّ الجيش الإسرائيلي “اعتقل مدير المستشفى واقتاده إلى جهة مجهولة خارج المستشفى”.
وسبق للقوات الإسرائيلية أن اقتحمت مستشفيات أخرى في قطاع غزة بينها مستشفى الشفاء.
وتصاعدت حدّة الضغوط الدولية على إسرائيل بإصدار الجمعية العامة للأمم المتّحدة، بأغلبية ساحقة، قراراً غير ملزم يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني” في قطاع غزة الذي أصبح وفقاً لمسؤول أممي “جحيماً على الأرض” نتيجة قصف لا يتوقف وأوضاع إنسانية لا تنفكّ تتدهور.
وفي نيويورك، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 153 صوتاً من أصل 193 على قرار يدعو إلى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” وإلى حماية المدنيين وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية و”الإفراج الفوري وغير المشروط” عن كلّ الرهائن.
وصوّتت عشر دول من بينها الولايات المتحدة وإسرائيل ضدّ القرار، بينما امتنعت 23 دولة عن التصويت.
جحيم على الأرض
وبعد أكثر من شهرين على اندلاع الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على الدولة العبرية، شبّه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني الوضع في غزة بأنه “جحيم على الأرض”، ووصف بـ”المروع” تسجيلا مصورا يظهر نسف مدرسة تابعة للوكالة.
وأكد لازاريني على منصة إكس أن “جميع المرافق العامة ومن بينها المستشفيات ومدارس الأمم المتحدة يحميها القانون الدولي”.
Back in #Gaza, endless deepening tragedy. People are everywhere, live in the street, need everything. They plead for safety & for an end to this hell on earth.
Our colleagues are asked to do the impossible in what is an impossible situation. pic.twitter.com/iiBFfk2rBG
— Philippe Lazzarini (@UNLazzarini) December 12, 2023
ودخلت الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الثلاثاء يومها السابع والستين بعدما بدأت بهجوم دام وغير مسبوق نفذته الحركة الإسلامية الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، داخل الأراضي الإسرائيلية انطلاقا من قطاع غزة.
وأسفر الهجوم عن 1200 قتيل معظمهم مدنيون قضى غالبيتهم في اليوم الأول، وفق السلطات الإسرائيلية. كذلك اختُطف حوالى 240 شخصا ونقلوا إلى قطاع غزة حيث ما زال 137 منهم محتجزين. وبدأت اسرائيل عملية برية في القطاع في 27 تشرين الأول/أكتوبر.
وأتاحت هدنة استمرت أسبوعا نهاية تشرين الثاني/نوفمبر إطلاق سراح 105 رهائن من غزة، بينهم 80 إسرائيليا، في مقابل إطلاق إسرائيل سراح 240 سجينا فلسطينيا. وكان المفرج عنهم من الطرفين من النساء والأطفال.
ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش استعادة جثتي رهينتين إسرائيليين في قطاع غزة خلال عملية عسكرية.
وبحسب الجيش، لا يزال 135 رهينة في قطاع غزة، بما في ذلك جثث.
وتحوّلت مدينة رفح الواقعة في أقصى جنوب القطاع عند الحدود مع مصر، إلى مخيم ضخم للنازحين حيث نصبت على عجل مئات الخيام باستخدام أخشاب وأغطية بلاستيكية.
ويفرّ آلاف من سكان غزة بأي طريقة ممكنة، بسيارات أو شاحنات وأحيانا بواسطة عربات أو سيرًا.
وفجر الأربعاء، أكّدت وزارة الصحة سقوط “أكثر من 50 شهيداً في استهدافات في القصف الجوي الليلة (الثلاثاء-الأربعاء) في مدينة غزة والنصيرات ودير البلح وخان يونس ورفح وشمال القطاع”.
بدوره، قال مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس إنّ “مدفعية الاحتلال تقصف محيط مستشفى ناصر، ومحيط مستشفى الأمل (التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني) في مدينة خان يونس”، مؤكّداً “إصابة عدد من النازحين في المستشفيين، ووقوع أضرار في منازل مجاورة”.
وأفادت الأمم المتحدة الثلاثاء أن حوالى 18 في المئة من البنى التحتية في قطاع غزة تعرضت لأضرار منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، استنادا إلى صورة التقطت بقمر اصطناعي عالي الدقة.
تخطّت الانهيار
وحذّر المفوّض السامي للأمم المتّحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك الثلاثاء من أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة “تخطّت الانهيار”.
واضطر 1,9 مليون شخص للفرار من المعارك وانتقلوا الى جنوب قطاع غزة الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، بحسب أرقام الامم المتحدة.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) إن عشرات آلاف النازحين الذين وصلوا إلى رفح منذ الثالث من كانون الأول/ديسمبر “يواجهون ظروفًا كارثية في أماكن مكتظة بالسكان داخل وخارج الملاجئ”.
وأضاف “تنتظر حشود لساعات حول مراكز توزيع المساعدات والناس في حاجة ماسة إلى الغذاء والماء والمأوى والرعاية والحماية”، في حين أن “غياب المراحيض يزيد من مخاطر انتشار الأمراض” خصوصًا عندما تسبب الأمطار فيضانات.
وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء مقتل 105 من جنوده منذ بدء العمليات البرية مشيرا أن 20 منهم قضوا في حوادث. وبحسب الجيش فإن 13 من الجنود قتلوا نتيجة نيران صديقة.
على شفير “التفكك”
وناشدت الأمم المتحدة ومنظمات المساعدات الإنسانية إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة. وتؤكد السلطات الإسرائيلية أنها تريد الاشراف على شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع.
وعبرت قافلة مساعدات مصرية تضم 80 شاحنة الثلاثاء إلى معبر كرم أبو سالم بين مصر وإسرائيل للتفتيش. ووافقت إسرائيل الثلاثاء على إعادة فتح معبر كرم أبو سالم كنقطة تفتيش لتفقّد المساعدات المرسلة إلى غزة.
وحذّر الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أنّ الدولة العبرية بصدد خسارة الدعم العالمي لحربها ضدّ حركة حماس بسبب قصفها “العشوائي” لقطاع غزّة.
وفي أشدّ انتقاد يوجّهه لنتانياهو منذ بدء الحرب، قال بايدن خلال فعالية انتخابية في واشنطن إنّه ينبغي على رئيس الوزراء الإسرائيلي “تغيير” موقفه بشأن حلّ الدولتين.
بدوره، أقرّ نتانياهو بوجود “خلاف” مع بايدن بشأن الطريقة التي ينبغي أن يحُكم بها قطاع غزة بعد انتهاء الحرب الراهنة.
وتمثّل هذه التصريحات خلافاً علنياً نادراً بين الجانبين بعد أسابيع كان دعم الرئيس الأميركي فيها لإسرائيل مطلقاً.
وفي الضفة الغربية حيث تتصاعد أعمال العنف منذ تفجر النزاع في قطاع غزة، قتل الجيش الإسرائيلي ستة فلسطينيين في مدينة جنين، وفق مسؤولي الصحة.
هجوم في البحر الأحمر
وتستمر الحرب في غزة في رفع منسوب التوتر في المنطقة ولا سيما في البحر الأحمر وعلى طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية وحتى سوريا والعراق مع هجومين جديدين على القوات الدولية.
وقصفت طائرات ومدفعية إسرائيلية مواقع لحزب الله في جنوب لبنان ردا على قصف لشمال إسرائيل، بحسب الجيش الإسرائيلي.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ طائراته ودباباته قصفت عدداً من المنشآت العسكرية في الأراضي السورية، وذلك رداً على قصف مواقع إسرائيلية انطلاقاً من سوريا.
أعلنت شركة الشحن البحري الدنماركية العملاقة “مايرسك” الخميس بأن سفينة حاويات تابعة لها تعرّضت إلى “حادث” في البحر الأحمر بينما كانت متوجّهة من عُمان إلى السعودية.
وأفادت في بيان أن “الطاقم والسفينة في أمان. في هذا الوقت، ما زلنا نعمل على التأكّد من وقائع الحادث”، مضيفة أن “الهجمات الأخيرة على السفن التجارية في مضيق باب المندب مقلقة للغاية”.
وأعلنت وزارة الجيوش الفرنسية الثلاثاء، أن سفينة فرنسية كانت تقوم بدورية في البحر الأحمر أسقطت مسيّرة كانت تهدد ناقلة ترفع علم النروج هاجمها المتمردون الحوثيون في اليمن.
وأضافت الوزارة في بيان أن الفرقاطة “لانغدوك” المتعدّدة المهام “اعترضت ودمرت مسيّرة كانت تهدد بشكل مباشر ستريندا” ثم “تموضعت لحماية الناقلة، وحالت دون محاولة اختطاف السفينة”.
وفي بيان مشترك، حذّر رؤساء حكومات أستراليا وكندا ونيوزيلندا من أنّ “ثمن هزيمة حماس لا يمكن أن يكون المعاناة المستمرة لكل المدنيين الفلسطينيين”، معربين عن قلقهم “إزاء تقلّص المساحة الآمنة المتاحة للمدنيين في غزة”.
وأكّد رؤساء وزراء أستراليا أنتوني ألبانيزي وكندا جاستن ترودو ونيوزيلندا كريستوفر لاكسن في بيانهم دعمهم “الجهود الدولية العاجلة للتوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار”.
لكنّهم شدّدوا بالمقابل على أنّ “هذا الأمر لا يمكن أن يكون من جانب واحد. (…) يتعيّن على حماس ان تطلق سراح جميع الرهائن وأن تتوقّف عن استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعاً بشرية وأن تلقي سلاحها”.
وفي نيويورك، وصف السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة رياض منصور قرار الجمعية العامّة بأنّه “يوم تاريخي”.
وقال منصور للصحافيين إثر صدور القرار إنّ “اليوم كان يوماً تاريخياً من حيث الرسالة القوية التي بعثت بها الجمعية العامّة. من واجبنا الجماعي أن نمضي على هذا الطريق إلى أن نرى نهاية لهذا العدوان على شعبنا”.
بدورها، رحّبت حماس بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق “نرحّب في حركة حماس بمطالبة الأمم المتحدة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ونطالب المجتمع الدولي بمواصلة الضغط على الاحتلال للالتزام بالقرار، ووقف عدوانه وحرب الإبادة والتطهير العرقي ضدّ شعبنا”.