يواجه داعش مشكلات في توفير الأموال اللازمة لإعاشة أسراه في السجون والمخيمات
على وقع أزمات مالية متتالية يعيشها تنظيم داعش في الفترة الأخيرة، دعا التنظيم أنصاره للتبرع بالمال من أجل كفالة أسراه في السجون ومخيمات الاحتجاز، وخصوصًا في مخيم الهول.
ونشرت صحيفة النبأ الأسبوعية- الصادرة عن ديوان الإعلام المركزي- في عددها الجديد (421) تصميمًا جرافيكيًا بعنوان “كفالة اليتيم”، تحدثت فيه عن ضرورة كفالة أيتام التنظيم والإنفاق عليهم ورعايتهم، وهو ما يعد دعوة للتبرع للتنظيم الذي يُحتجز الآلاف من عوائل مقاتليه في مخيمات بسوريا منها مخيمي الهول والروج.
وتأتي الدعوة في ظل تزايد مطالبات المحتجزات في المخيمات للعاملين في ما يُعرف بإدارة شؤون المخيمات والتي تتبع إداريًا ولاية الشام الداعشية بضروة توفير كفالات وأموال لهن حتى يتمكن من تدبير المستلزمات الأساسية التي يحتاجنها وأطفالهن.
وحث محسوبون على داعش، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أنصار التنظيم في كل مكان على التبرع لصالح أسراه في السجون والمخيمات، قائلين إنهم في أشد الحاجة لهذه التبرعات وإن وضعهم يسوء من يوم لآخر.
ويواجه تنظيم داعش مشكلات في توفير الكفالات والأموال اللازمة لإعاشة أسراه في السجون والمخيمات، وهو ما يبدو من العديد من مراسلات التنظيم، ودعوات أنصاره للتبرع.
ويعتمد التنظيم على نظام الحوالة لنقل الأموال لعناصره ولأسراه في سوريا والعراق وخارجهما، وهو نظام غير رسمي لنقل وتبادل الأموال بين الدول المختلفة.
ومن الجدير بالذكر أن أحدث تقرير للجنة الجزاءات المعنية بداعش والقاعدة في مجلس الأمن الدولي، والصادر في يوليو/ تموز 2023، ألمح إلى أن الاحتياطيات المالية لتنظيم داعش تتأكل بصورة سريعة.
وفي حين قدرت دول أعضاء بمجلس الأمن أن احتياطيات داعش تترواح بين 25: 50 مليون دولار، إلا أن هناك دول أخرى شككت في صحة هذا الرقم، موضحةً أن احتياطات التنظيم تتراجع بصورة كبيرة كما أنه لا يملك الوصول إلى جزء من هذه الاحتياطات التي تم دفنها في مخابئ خاصة قبل انهيار خلافة التنظيم المكانية في مارس/ آذار 2019.
الصراعات المنهجية بين داعش وخصومه تواصل
وعلى صعيد منفصل، تضمنت افتتاحية صحيفة النبأ والمعنونة بـ”الشباب والجهاد في سبيل الله” إشارة إلى الصراعات المنهجية بين داعش وخصومه، إذ حاول التنظيم من خلالها الرد على وصف “الخوارج” الذي يصفه به خصومه الجهاديين كتنظيم القاعدة وهيئة تحرير الشام، وغيرهم من المؤسسات الدينية الرسمية في الدول المسلمة- ومنها الأزهر الشريف- والتي أصدرت فتاوى سابقة تصف التنظيم فيها بـ”الخارجية”.
وأورد التنظيم نصوص تراثية عن مشاركة الشباب في الغزوات في عهد النبي محمد، محاولا الاستشهاد بهذه النصوص على نفي صفة “الخارجية” عن عناصره ومقاتليه.
كما تضمنت الافتتاحية دعوة للشباب للالتحاق بداعش في ظل تراجع معدلات التجنيد في صفوفه، في الفترة الأخيرة، واستمرار عمليات الاستنزاف التي يتعرض لها وهو ما أدى إلى مقتل المئات من كوادر ومقاتلي التنظيم في عمليات متفرقة شنتها الجهات المنخرطة في حرب التنظيم وعلى رأسها التحالف الدولي لدحر داعش، والحكومة العراقية، وقوات سوريا الديمقراطية وغيرها.