تبادل الاتهامات بين مصر وإثيوبيا حول سبب إفشال المفاوضات الأخيرة
بعد تفاهم تم التوصل إليه بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في 13 يوليو الماضي على الانتهاء خلال 4 أشهر من صياغة اتفاق بشأن ملء وتشغيل سد النهضة الذي يثير أزمة بين البلدين، انطلق مسار التفاوض بين دولتي مصب نهر النيل (مصر والسودان) وإثيوبيا، بعد تجميد للمفاوضات استمر نحو عامين..
أربع جولات أجريت بين الأطراف الثلاثة ضمن مسار للمفاوضات كان الهدف منه التوصل إلى اتفاق بشأن السد، قبل أن تخرج مصر في بيان قبل أيام تعلن فيه أن احدث جولة من المحادثات انتهت دون التوصل إلى أي نتائج..
بيان وزارة الري المصرية أوضح أن الاجتماع لم يسفر عن أية نتيجة، نظراً لاستمرار ذات المواقف الإثيوبية الرافضة عبر السنوات الماضية للأخذ بأي من الحلول الوسط الفنية والقانونية، التي من شأنها تأمين مصالح الدول الثلاث.
وأشارة الوزارة إلى ما وصفته بـ”تمادي إثيوبيا في النكوص بما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة”.
البيان المصري ردت عليه وزارة الخارجية الإثيوبية لاحقا، مؤكدة ان أديس أبابا بذلت جهودًا وتعاونت بشكل نشط مع دولتي المصب لحل نقاط الخلاف الرئيسية والتوصل إلى اتفاق ودي.
وأضافت أنها مستعدة للتوصل إلى تسوية ودية وتفاوضية تلبي مصالح الدول الثلاث وتتطلع إلى استئناف المفاوضات..
لماذا فشلت مفاوضات أديس أبابا
موقع “أخبار الآن” تواصل مع مستشار وزير المياه الإثيوبي وعضو البرلمان في إثيوبيا محمد العروسي لمعرفة تفاصيل أكثر حول الأسباب التي أدت إلى تعثر المفاوضات الجارية وكذلك الخطوات المقبلة التي قد يتم التطرق إليها بعد فشل آخر جولات المحادثات والتي استضافتها أديس أبابا، حيث أشار المسؤول الإثيوبي خلال حديثه إلى استعداد بلاده للدفاع عن مصالحها بكل الوسائل الممكنة.
مستشار وزير المياه الإثيوبي بدأ حديثه بالإشارة إلى أن المفاوضات الأخيرة كان لا بد لها أن تفشل، بعدما سلكت طريقا محفوفا بالمخاطر – على حد قوله- بسبب مطالب الأطراف الأخرى والتي يقول إنها لم تتغير انماطها على مدى أكثر من عقد من الزمن.
العروسي أضاف أن إثيوبيا كان من البديهي أن ترفض هذه المطالب التي يرى أنها شبه تعجيزية وتعتمد على أدلة استعمارية حسب وصفه، متطرقا إلى الموقف المصري، وهنا أكد مستشار وزير المياه الإثيوبي أن القاهرة دوما ما تستند على الإثارة في تصريحاتها ومحاولة إلقاء اللوم على الجانب الإثيوبي، باستخدام بعض المفردات، كالتي وردت في بيان وزارة الموارد المائية والري المصرية حين أشارت إلى تمادي إثيوبيا في النكوص بما تم التوصل له من تفاهمات ملبية لمصالحها المعلنة.
وأشار العروسي إلى أن مثل هذه التصريحات ربما يكون الهدف منها محاولة إثارة واستدراج بعض التصريحات الإثيوبية لإثارة الصخب على أديس أبابا، مضيفا أن هناك أطراف لا تريد أن تتقبل حقيقة أن سد النهضة تجاوز الاتهامات بحقائق عملية على أرض الواقع، وشكل مصدر سلام وتنمية كما كانت تؤكد إثيوبيا في دفاعاتها عن إنشاء السد.
الخطوات المقبلة
وفيما يتعلق بالتخطيط للفترة المقبلة، عقب فشل المفاوضات الأخيرة، قال مستشار وزير المياه الإثيوبي والعضو البرلماني إن الحكومة في إثيوبيا عازمة على مواصلة جهودها التنموية واستكمال الأعمال اللازمة لإتمام هذا المشروع واستشراف المشروعات المستقبلية،
وأضاف: “هناك رغبة إثيوبية للقيام بمشاريع أكثر نجاعة وأكثر تنمية بالمنطقة، حيث ستعمل إثيوبيا على الاستفادة العادلة من مواردها الطبيعية دون ان تمس بسيادة او مصالح أحد”.
خيارات إثيوبيا
العروسي أكد في تصريحاته لـ”أخبار الآن” أن إثيوبيا بجانب رغبتها التنموية، ستبقى تراقب في نفس الوقت كافة التحركات التي يقوم بها بعض الأطراف، مشددا على أن أديس أبابا مستعدة للدفاع عن أمنها المائي وكذلك عن مصالحها وسد النهضة بكافة الإمكانيات والوسائل المتاحة لديها وهي قادرة على ذلك.
كانت القاهرة أكدت في اليوم التالي من انتهاء جولة المباحثات الرابعة ووصولها إلى طريق مسدود، أكدت أن مصر سوف تراقب عن كثب عملية ملء وتشغيل سد النهضة، مع احتفاظها بحقها المكفول بموجب المواثيق الدولية للدفاع عن أمنها المائي والقومي في حاله تعرضه للضرر.